كتب- محمد عبد الجليل وصابر العربي وأحمد سعيد حسنين: عقب نشر التحرير فضيحة تمتع السجين هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المتهم بالتحريض على قتل الفنانة سوزان تميم، كشف مصدر مطلع بمصلحة السجون أن السجين هشام طلعت والذى يقضى عقوبته بالسجن 15 سنة، مصاب بمرض النشوانى وهو مرض نادر وعلاجه غير موجود بمصلحة السجون، لافتا إلى أن الطب الشرعى صاحب قرار علاجه خارج مستشفيات مصلحة السجون. وأشارت ذات المصدر إلى التحاليل الطبية لرجل الأعمال أثبتت إصابته بداء النشوانى، وهو مرض يصيب القلب والكلى بترسب نوع معين من البروتين (amyloid) الذى يزيد إفرازه فى الجسم بصورة غير طبيعية، مما يؤدى إلى ترسبه فى الأنسجة المتنوعة لأعضاء الجسم، مسببا خللا وظيفيا فى هذه الأنسجة، مما قد يؤدى إلى الفشل الوظيفى الكامل، وهو ما قد يؤدى لحدوث الوفاة. وأوضح المصدر أن اللجنة الطبية السباعية المشكلة للكشف على رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، برئاسة الدكتور هشام عبد الحميد، المتحدث الرسمى للطب الشرعى، قد أوصت بإجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل الطبية له، وأمهلته مدة شهرين للانتهاء من إجراء تلك التحاليل والفحوصات، بدأت منذ يوم 23 ديسمبر من العام الماضى ومن المقرر أن تنتهى بعد نحو 20 يوما. وقامت اللجنة السباعية بتوقيع الكشف الطبى على رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، بناء على قرار محكمة القضاء الإدارى، إلا أنها لم تتمكن من تحديد حجم انتشار المرض الذى يعانى منه، حيث طلبت اللجنة من هشام مصطفى إجراء المزيد من الفحوصات والتحاليل الطبية فى أى معمل طبى يحدده، وأكد المصدر أن اللجنة السباعية سوف تجتمع بعد انتهاء المدة لفحص نتائج التحاليل والفحوصات الطبية، وعلى ضوء تلك النتائج سوف تكتب تقريرها النهائى عن حالته الصحية، وما إذا كانت تستدعى علاجه خارج مستشفى السجن من عدمه. وكانت اللجنة السباعية قد أجرت رسم قلب وموجات صوتية وبعض الإشاعات والتحاليل اللازمة لرجل الأعمال المحبوس، كما اجتمعت مع الفريق الطبى الذى قام بعلاجه الفترة الماضية، للتأكد من سلامة صحته وبيان ضرورة نقله واستكمال علاجه إلى مستشفى خارج السجن من عدمه. وتقدم الدكتور شوقى السيد المحامى، بصفته وكيلا عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بدعوى أمام محكمة القضاء الإدارى، برئاسة المستشار يحيى دكرورى، يطالب فيها بوقف القرار السلبى بالامتناع عن الإفراج الصحى للمدعى طبقا للمادة 36 من القانون رقم 396 لسنة 1956، فى شأن تنظيم السجون، لتوافر جميع شروطها القانونية فى حالته، والإفراج الصحى عنه. وطالبت الدعوى بنقل المدعى من محبسه إلى مستشفى مناسب لحالته لتلقى العلاج بالعناية المركزة وتحت إشراف فريق طبى، وأوضحت أن التقارير الطبية التى أودعتها إدارة المستشفى، انتهت إلى ضرورة علاج المريض بالخارج فى لندن أو بوسطن بأمريكا، باعتبار أن لديهما المركز الطبى المؤهل لمعالجة هذا المرض. من جانبه، قال الدكتور مازن عطية، المدير الطبى بمستشفى السلام الدولى، إن الأمور الخاصة بالمرضى فى المستشفى، والأمر الخاص تحديدًا بهشام طلعت مستشفى لا يجوز له الحديث فيها. عطية أضاف ل التحرير ، أن أى مريض بالمستشفى له سرية خاصة، ولا يجوز الحديث عن أى مريض بالمستشفى وليس الأمر متعلقًا فقط بهشام طلعت مصطفى. وفى ما يتعلق بكون هشام طلعت مصطفى محبوسًا على ذمة قضايا ومحكومًا عليه بالمؤبد ومقيم بالمستشفى، كان رد مدير مستشفى السلام الدولى اسألوا مصلحة السجون . النشوانى ..قتل عمر سليمان ويستخدمه هشام طلعت للبقاء فى المستشفى يقول فريق الدفاع عن هشام طلعت مصطفى، إن رجل الأعمال المتهم بقتل الفنانة سوزان تميم، مصاب بمرض نادر فى القلب، يستوجب بقاءه فى المستشفى، ويطلق على هذا المرض داء النشواني ، وهو ذاته الذى توفى بسببه اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق ومدير المخابرات الأشهر، فما قصة هذا المرض؟ مرض النشوانى هو مرض نادر يؤثر على القلب والكلى، وهو ما يسمى فى الأوساط الطبية بالداء النشوانى (أمايلويدوزيس Amyloidosis–) وهو مرض يؤثر على عدد من الأعضاء منها القلب والكلى. ومن المعروف أن هذا المرض من الأمراض النادرة التى يصعب تشخيصها مبكرا، وبالتالى يصعب علاجها أيضا. ترجع كلمة نشوانى أو نشوائى إلى النشا، والتسمية اللاتينية للمرض هى بمعنى النشا أو السليلوز، والداء النشوانى هو مرض له أعراض وعلامات، يسببها ترسيب ليفيات شاذة عديمة الذوبان خارج الخلايا، التى تصيب الأنسجة. وحسب التعريف الطبى، فإن الداء النشوانى Amyloidosis عبارة عن ترسب لنوع معين من البروتين Amyloid ، الذى يزيد إفرازه فى الجسم بصورة غير طبيعية، مما يؤدى إلى ترسبه فى الأنسجة المتنوعة لأعضاء الجسم مسببا خللا وظيفيا فى هذه الأنسجة. وتوزيع المرض أو المادة النشوانية فى الجسم إما أن يكون محدودا فى منطقة محددة فى الجسم، ويسمى داء نشوانى محدود ، وإما يكون منتشرا فى جميع أنحاء الجسم، ويسمى داء نشوانى عام . وينقسم الداء النشوانى العام إلى 3 أنواع أساسية: النوع الأول يسمّى الداء النشوانى الأولى: يحدث من تلقاء نفسه، نتيجة خلل فى الخلايا المناعية فى نخاع العظام؛ ذلك الخلل يؤدى إلى زيادة إنتاج جزيئات بروتين تمثل أحد مكونات الأجسام المضادة المناعية. ويتم علاج هذا النوع من المرض بالعلاج الكيماوى لقتل الخلايا التى تقوم بإنتاج البروتين بشكل زائد على الحد ومضر للجسم. أما النوع الثانى: هو ما يسمى ب الداء النشوانى الثانوى : ويحدث هذا النوع من المرض كنتيجة لوجود مرض آخر سابق له، مثل العدوى المزمنة كالدرن والتهاب العظام أو الالتهابات المزمنة كالتهابات المفاصل. ويعتمد علاج هذا النوع من الداء النشوانى بشكل أساسى على علاج المرض السابق له، والذى أدى إلى حدوثه. أما النوع الثالث يسمّى الداء النشوانى العائلى : هذا النوع من الداء النشوانى نادر، لكنه يعتمد على وجود خلل جينى ينتقل من الإنسان المريض إلى أبنائه وراثيا. وأعراض المرض عامة تكون نتيجة لحدوث الخلل فى الأعضاء، التى يترسب فيها البروتين، لذا دائما تكون الأعراض واضحة وذات صلة مباشرة بالأعضاء المتأثرة بالمرض (قلب، كلية، كبد، أمعاء، مفاصل، رئة، أعصاب)، إلخ. ولكن الأعراض العامة تكون: إرهاقا عاما فى الجسم. قصر نفس أو صعوبة فى التنفس. نقصا فى الوزن. فقدان شهية. خدرا فى الأطراف. تورمات وانتفاخ اللسان. فشلا كلويا فى حالة تأثر الكلى. وتتوقف إمكانية الشفاء فى حالة الإصابة بالداء النشوانى على الأعضاء التى يترسب بها البروتين، حيث تتمثل غاية فى الخطورة فى ترسب البروتين فى القلب والكلى، مما قد يسبب فشلا وظيفيا تاما فى هذه الأعضاء يؤدى إلى الوفاة، وهذا ما حدث فى حالة عمر سليمان، الذى توفى نتيجة قصور الكلى والقلب من جراء ترسب البروتين عليهما.