هوأبرع من حول روايات نجيب محفوظ إلى أعمال درامية بشهادة أغلب النقاد، لقب ب"محفوظ" السينما المصرية، برع في صياغة الشخصيات على الورق لتصبح مشاعر متدفقة على الشاشة، ورغم قلة الأفلام السينمائية التي قدمها، إلى أن أسمه سيظل خالدًا في قائمة كتاب السيناريو المبدعين. ولد محسن زايد في 23 أغسطس عام 1944، إلتحق بمعهد السينما قسم مونتاج، إلا إنه قبل التخرج بعام واحد إنتقل إلى قسم الإخراج ليحصل على على بكالريوس المعهد العالي للسينما قسم إخراج، فضل زايد العمل في مجال الكتابة فقدم نفسه كسيناريست ومخرج للمرة الأولى عام 1972 في فيلم "فرح زهران"، ثم كتب سيناريو فيلم "حمام الملاطيلي" بالإشتراك مع إسماعيل ولي الدين، والذي أخرجه رائد الواقعية صلاح أبو سيف. وفي عام 1974 كان أولى خطواته في الدراما التلفزيونية فقدم مسلسل "العطش" مع المخرج إبراهيم الصحن، وفي عام 1975 بدات علاقته بادب نجيب محفوظ حينما قدم المعالجة الدرامية والسيناريو الحوار لمسلسل اللص والكلاب للمخرج إبراهيم الصحن، وفي نفس العام قدم زايد المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لقصة يوسف السباعي "أرض النفاق" في مسلسل حمل نفس الأسم أخرجه الراحل إبراهيم الشقنقيري. ليعود زايد بعدها إلى السينما مع صلاح أبو سيف مرة أخرى، ليقدم الإثنان عام 1976 فيلم "السقا مات" عن قصة للأديب الراحل يوسف إدريس، بطولة عزت العلايلي و شويكار وفريد شوقي، ثم يدخل زايد عالم "يوسف شاهين" ليشاركه كتابة واحد من روائعه وهو فيلم "اسكندرية ليه؟" . إلا ان الإنتشار و الشهرة الجماعيرة كانت في إنتظار زايد عام 1980، حينما قدم المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار للمسرحية الشهيرة التي كتبها نعمان عاشور "عيلة الدوغري" وأخرجها يوسف مرزوق، ثم قدم عام 1982 مسلسله الشهير "ليلة القبض على فاطمة" عن قصة للكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، وإخراج محمد فاضل. وفي تلك الفترة قدم زايد للسينما فيلم قهوة المواردي و الذي عرض عام 1981 وأخرجه هشام أبو النصر، وفيلم أيوب عام 1983، هو عن قصة لنجيب محفوظ و إخراج هاني لاشين ومن بطولة عمر الشريف وفؤاد المهندس ومديحة يسري. ليدخل زايد إلى عالم محفوظ مرة أخرى ليقدم المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لمسلسل بين القصرين والذي عرض عام 1987، إخراج يوسف مرزوق، ثم مسلسل قصر الشوق عام 1988، لنفس المخرج، وفيلم قلب الليل للمخرج عاطف الطيب عام 1989، كما قدم زايد المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لرواية الحرب في بر مصر للأديب يوسف القعيد لتخرج في فيلم سينمائي حمل أسم " المواطن مصري" إخراج صلاح أبو سيف. وتوالت إبداعات محفوظ الدراما المصرية محسن زايد فقدم في عام 1996 مسلسل الحاوي، وفي عام 2001 قدم رائعته الأكثر شهرة " حديث الصباح و المساء" مع المخرج أحمد صقر، وفي العام نفسه، قدم مسلسل "بنات أفكاري"، كما قدم في عام 2002 مسلسل السيرة العاشورية الجزء الأول عن ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ، وكان هذا هو أخر أعمال زايد التي شاهدها، حيث وافته المنية في مثل هذا اليوم اليوم 27 يناير 2003، وحتي بعد وفاته ظلت أعماله محط إهتمام العاملين في الوسط الفني فقدم المخرج خالد بهجت الجزء التاني من السيرة العاشورية عام 2005، وقدم المخرج عمر عبدالعزيز فيلم فرحان ملازم أدم في نفس العام، وقد ابنه المخرج ياسر زايد مسلسل بنت بنوت وهو المسلسل الذي شاركت في كتابته إبنه الراحل نشوى زايد وعرض عام 2006، كما قدمت المخرجة شيرين عادل عام 2009، مسلسل تاجر السعادة، والذي يعد أخر عمل عرض على الشاشة من إبداع الراحل محسن زايد.