قال عثمان عمر الشريف، وزير التجارة السوداني، إن السودان يضع مع منظمة التجارة العالمية اللمسات الحاسمة لانضمام بلاده لمنظمة التجارة العالمية. وأضاف الشريف لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب.أ" في الدوحة أن السودان سوف يتقدم بمذكرة رسمية لطلب الالتحاق بمنظمة التجارة العالمية في يناير الجاري، وقال " أعدنا الآن تجديد طلبنا للمنظمة ونحن في المرحلة النهائية، وفي الربع الأول من 2015 سنقوم بتقديم الطلب الى سكرتارية منظمة التجارة في جنيف "لكنه لم يحدد تاريخًا بموعد تقديم الطلب. وأكد عثمان أن السودان سيكون جاهزا للقاء المفاوض العام الذي يتم تعيينه من قبل منظمة التجارة العالمية ، موضحًا أن السودان أسّس إدارة كاملة في وزارة التجارة السودانية تعنى بشؤون منظمة التجارة " إدارة الانضمام للتجارة الدولية تعنى بكل التطورات داخل المنظمة ولمتابعة كافة التفاصيل المتعلقة بانضمام السودان للمنظمة الدولية"، مضيفًا "بدأنا في إعداد وتدريب الكوادر السودانية التي يمكن أن تدير هذا الملف". وأضاف الوزير السوداني " قمنا بحصر القوانين التي تتعلق بالتجارة في السودان وجرى ترجمتها لكل اللغات الحية التي تتعامل بها منظمة التجارة "، مضيفًا "جرى تحديث كل الاحصاءات وتضمين كافة المشروعات ورؤيتنا للبنية التجارية في السودان، وللنظام التجاري السوداني". وتابع:" السودان لايزال دولة مراقبة، وكان قد بدأ اجراءات الانضمام للمنظمة العالمية منذ عام 1994 قبل عشرين عامًا، ولم يصل الى تحقيق عضويته في منظمة التجارة العالمية حتى اليوم . وحول تأخر انضمام السودان لمنظمة التجارة قال :" ليس هناك سبب يتعلق بالقوانين أو كفاءة السودان وقدرته على نيل العضوية، وإنما الأمر يعود لأسباب سياسية بالدرجة الأولى "، مشيرًا إلى أن السودان قد دخل المرحلة الأولى وتقدم بطلب العضوية والانضمام"، واجرينا مفاوضات ثنائية وجماعية وكان من المفترض عقد الجلسة الثالثة في شهر يونيو من عام 2004 والتي يقرر فيها انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية، لكن تم تأجيلها لأجل غير مسمى، وهذا التأجيل مستمر حتى اليوم". ولفت إلى أن السودان كان قد بدأ في الاجراءات للانضمام للمنظمة " ثم جاءت لحظة انفصال جنوب السودان لتتعطل مرة أخرى الاجراءات وادى الى تغيير كامل للمعلومات والارقام الخاصة بالسودان ما بعد الانفصال". وقال الوزير السوداني عثمان الشريف إن الدول العربية الاقل نموا بدرجة مراقب في منظمة التجارة العالمية، وهي السودان والجزائر والصومال، جزر القمر، وجيبوتي ، مضيفًا " أنها تعمل على وضع خطة للاستفادة من البرامج المساعدة للانضمام لمنظمة التجارة ولتنمية المشاريع وترقيتها والتنمية البشرية واعداد الكوادر من خلال برنامج المساعدات للتجارة، والاطار المتكامل لخلق مجموعة قوية تستطيع مقابلة احتياجات التجارة ومتطلبات التجارة العالمية ". وحول نشاط السودان التجاري مع محيطه الافريقي ، أشار الشريف الى أن السودان عضو في مجموعة الكوميسا و اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الاسلامي "الكموسيك"، وفي منطقة التجارة العربية الكبرى، ومن المؤسسين للمنطقة الثلاثية في إفريقيا، والتي تضم الكوميسا وشرق افريقيا ومنطقة تنمية الجنوب الافريقي، لافتا إلى أن هذه المناطق الثلاث تستعد لإنشاء منطقة تجارية حرة تبدأ من الاسكندرية وتنتهي في جوهانسبيرج في جنوب افريقيا. وبشأن ربط إفريقيا بطرق برية وخطوط سكك حديدية، قال الوزير السوداني إنه يجري الآن تنفيذ عدد من المشروعات التي قطعت شوطا متقدما في عدد من الدول الافريقية. وأضاف" هناك طرق يجرى تنفيذها مثل الطريق من الاسكندرية الى الكيب تاون والذي يكاد ان يكون قد اكتمل، كما أن خط سكة حديد داكار - السنغال - إلى ميناء بورتسودان في السودان والذي يتولاه بنك التنمية الإسلامي يجري العمل فيه". وقال إن هناك دراسات لتنفيذ خطوط للسكك الحديدية في عدد من الدول الافريقية ومنها إعادة تحديث شبكة السكك الحديدية في السودان وهي الأطول في القارة الإفريقية. وأضاف"اعتقد أن إفريقيا بحلول 2020 ستلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، بل قد تصبح قائدة للاقتصاد العالمي وفقا لمعايير التجارة الحرة والنزيهة والشفافة". وحول وضع التجارة اليوم في السودان قال " البترول جعلنا نغفل عن المنتجات الزراعية، واليوم المنتجات غير البترولية، أصبحت تشكل رقما مهما واستطاعت ان تعوض دخل النفط ، كذلك دخول الذهب والمعادن الأخرى مثل الحديد والمنجنيز والتي اكتشفت في السودان وبكميات كبيرة تجارية أصبحت تسهم في الدخل القومي ".