كشف الدكتور ستروان جرانت أستاذ مشارك فى بكلية طب الأطفال فى جامعة بنسلفانيا، عن وجود جين يُدعى FTO يعتبر هو الجين المسبب للسمنة. وفى عام 2007 اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم جين FTO يكون وزنهم أثقل بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يملكون هذا الجين، ومنذ ذلك الحين تؤكد الدراسات ارتباط هذا الجين بزيادة الوزن، فمثلا نسخة واحدة منه تؤدى لزيادة الوزن بحوالى 3,5 رطل، أما النسختان فتُضيف 7 رطل، وتزيد خطر إصابة الشخص بالسمنة. وعلى الرغم من ذلك، لم تكن مشكلة الجين هى السبب الرئيسى فى زيادة الوزن، حيث قام العلماء بدراستها على مدار العقود الماضية ولم يتوصلوا إلى وجود أيه ارتباط بينها وبين زيادة الوزن. كشفت دراسة جديدة نشرتها الدورية الأكاديمية الوطنية للعلوم عن تأثير جين FTo فى زيادة الوزن وخاصة للأشخاص الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب تحول الأهمية النسبية لجينات معينة بمرور السنوات. قام الدكتور جيمس نيلز وزملائه بإجراء دراسة عن تأثير تجارب الأشخاص على تغير الجينات، وأشارت الدراسة جين "AKT1" إلى أنه قد يتسبب فى الإصابة بمرض الاضطراب العقلى، فقط إذا كان الشخص مُدخن. ويرى نيلز أنه قد تتغير التأثيرات المختلفة للجينات على الصحة باختلاف الوقت، وذلك نظرا لتغير البيئة فى القرن الماضى، واختلاف المواد الغذائية لدينا، والقيام بوظائف مختلفة، واستخدام التكنولوجيا المختلفة. ففى عام 1948 أجريت الدراسة على حوالى 5 ألاف شخص، لمتابعة حالتهم الصحية، ثم عام 1971 انضم إليهم الأطفال، وأخيرا فى عام 2002 انضم إليهم الأحفاد،وذلك لجمع الجينات من أجيال مختلفة. قالت البيانات عند مقارنة الأشخاص الذاين ولدوا فى عصور مختلفة، أن الأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1940 أى قبل الحرب العالمية الثانية كانوا أنشط بدنيا، وبالتالى نسبه إصابتهم بالسمنة أقل من الأشخاص الذين ولدوا بعد ذلك. تشير الدراسة الحديثة أن جين FTO يزيد من الشهية،ولاحظ د.نيلز أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمى المقلية أو شرب المشروبات السكرية يزداد وزنهم خاصة إذا كان لديهم جين FTO وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لايفعلون. ومؤخرا الدكتور نيكولاس كريستاكيس طبيب فى جامعة بيل، ومؤلف مشارك فى هذه الدراسة، قال إن تأثير العديد من الجينات الأخرى على الصحة ظهر ثم تضاءل خلال القرن الماضى.