مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، وبالتحديد مع غرة شهر ربيع الأول، تمتليء الشوارع المصرية بشوادر "حلاوة المولد" التي تعد طقس أساسي لدي المصريين لا يكمل احتفالهم بذكرى ميلاد النبي الكريم إلا بشراء العروسة والحصان الحلاوة. طقس لا تراه سوى في مصر، لكن هذا لا يعني أن دول العالم الإسلامية المختلفة لا تمتلك طقوسا خاصة بهذا اليوم المبارك. طفنا لك في بعض البلدان الإسلامية وجئنا بأشهر الأكلات الشعبية التي لا يكمل احتفال تلك الشعوب إلا بطهيها وتقديمها لذويهم وضيوفهم، تعرف عليها في السطور التالية. الجزائر المائدة الجزائرية عامرة في المولد النبوي الشريف بعدة أصناف تقليدية، تقدم خصيصصا في تلك المناسبة، من أشهرها أكلة "الرشتة" وهي أكلة شعبية تشتهر بها الجزائر بصفة عامة وشرقها بصفة خاصة وهي عبارة عن مزيج من الطحين ودقيق السميد يمزجا بالماء والملح ويتم تقطيعهم بماكينة خاصة لصناعة الرشتة، ثم يتم تجفيفها ليتم طهيها بالزبد ومرق الدجاج والبصل والجزر واللفت والكوسة والحمص، لتقدم وعليها قطع الدجاج الشهي. كذلك تشتهر المائدة الجزائرية في الولد النبوي الشريف بأكلة "البركوكس" والتي يطلق عليها البعض"العيش" وهي طبق رئيسي يعتبر من المعجنات الجزائرية الشهيرة يشبه الكسكس ولكنه أكبر حجماً، وهو مكون من قطع الدجاج أو اللحم أو الديك الرومي والبطل والثوم والكزبرة الخضراء المفرومة، إلى جانب الجزر والكوسة والبطاطس والطماطم والزعتر. تقدم هذه الوجبات مع حساء الشخشوخة الشهير المصنوع من لحم العجل والسميد والبصل لا تخلو المائدة الجزائرية من أطباق الحلوى، والتي يتصدرها في تلك المناسبة الكريمة حلوى "الطمينة" وهي مصنوعة من الدقيق والعسل والزبدة. ليبيا أشهر ما يقدم على المائدة الليبية في المولد النبوي الشريف، هي طبق "العصيدة" والتي تتكون من دقيق وماء وملح يُطبخون في الماء، ثم يتم تليينهم بواسطة آلة خشبية تُشبه الملعقة الكبيرة و تُسمى "المغرف" وتُعد وجبة الإفطار الرسمية في يوم المولد. المغرب تقديم الكسكس والدجاج المطهو على الطريقة المغربية هي أكلة أساسية على المائدة المغربية في ذكرى المولد النبوي الشريف. لا ينافسها سوى "العصيدة المغربية" وهي مختلفة عن العصيدة الليبية حيث تصنع في المدن المغربية من السميد والزبدة والعسل. ويرجع بعض المغاربة أن هذه الوجبة تعود بأصولها إلى شبه الجزيرة العربية ويقولون أنها كانت المفضلة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك يتمسكون بتقديمها في يوم مولده. السودان يحتفل أهل السودان بتناول "الثريد" أو الفتة والتي يتم توزيعها أيضًا في أطباق كبيرة على الناس مجاناً مع الكركدية والعصائر المحلية. إلى جانب تقديم حلوى السمسمية المصنوعة من السمسم والسكر والدقيق. العراق لا صوت يعلو فوق صوت "الزردة" على المائدة العراقية، فهي من الأكلات الشعبية التي ارتبطت في أذهان الشعب العراقي بالمولد النبوي الشريف، تصنعها العراقيات من الأرز والسكر والهيل والماء وصبغة اللوزينة، وهي تشبه إلى حد كبير الأرز باللبن في مصر، وتقدم الزردة على المائدة العراقية مع الحليب والحلاوة الطحينية، كما توزع على الجيران ابتهاجاً بهذه المناسبة.