عقب الأحداث الدرامية التى شهدها لقاء إنبى والزمالك لم تنتظر لجنة الحكام الرئيسية وصول تقرير الحكم محمود عاشور أو حتى سماع أقواله، بل اتخذت فرمانا تعسفيا باستبعاده من إدارة المباريات المحلية مع إيقافه لأجل غير مسمى، وهو ما يعنى ببساطة القضاء على مسيرته الرياضية والتمثيل بكرامته الشخصية! نعم، لم يكن عاشور موفقًا فى قراراته التحكيمية التى أثرت على النتيجة النهائية، بعد أن حرم الكتيبة الزملكاوية من أهداف شرعية بدعوى وجود مخالفات كانت وهمية، لذلك يستحق توقيع الجزاء عليه بصورة فورية تتناسب فقط مع حجم أخطائه الفنية دون التفات إلى الأصوات الغوغائية التى تطالب بذبحه على الشريعة الإسلامية! بعيدًا عن القاعدة المعروفة التى تؤكد أن أخطاء الحكام واردة ويجب على الجميع تقبلها باعتبارها جزءًا أصيلا من لعبة كرة القدم، دعونى أسألكم بعض الأسئلة: هل يجرؤ حكم على تعمد ظلم فريق بحجم الزمالك خلال مباراة هامة تسلط عليها الأضواء ويتابعها الملايين؟ هل من المنطقى أن يضحى عاشور باسمه وكرامته ومهنته فى سبيل مجاملة شركائه وأصدقائه الأهلاوية؟ هل هناك أدلة حقيقية تثبت تواطؤه أو تلقيه رشوة؟ هل هو فعلا حكم سيئ لا يصلح لإدارة اللقاءات الهامة؟ هل من حق رئيس نادٍ أن يجزم على الهواء مباشرة بأن هذا الحكم مش هيلمس الصفارة تانى؟ للإجابة عن كل ما سبق سأسرد عليكم الوقائع التالية: 1- محمود عاشور لعب ضمن صفوف ناشئى الزمالك لمدة 3 سنوات ومثلهم مع الأهلى، بالإضافة إلى ارتدائه قميص منتخب مصر للشباب، مما ينفى صحة الاتهام الموجه إليه بالانحياز للقلعة الحمراء. 2- خبرته الميدانية رشحته للانخراط فى سلك التحكيم الذى تدرج فيه حتى وصل عام 2007 إلى المستوى الأول وقام بقيادة كثير من مباريات الدورى الممتاز، حصل بعدها على الشارة الدولية نتيجة لتميزه. 3- كان يعمل فى إحدى شركات السياحة المملوكة لاثنين من رجال الأعمال الأهلاوية، لكنه انفصل عنهما عام 2012 وأنشأ شركته الخاصة التى لم تنظم رحلة أو معسكرًا لأى نادٍ مصرى منعًا للقيل والقال. 4- خلال مباراة الزمالك وتليفونات بنى سويف الموسم الماضى قام باحتساب وقت ضائع مبالغ فيه (5 دقائق) ثم زادها دون مبرر إلى 7، تمكن خلالها الفريق الأبيض من إحراز هدف الفوز. 5- فى أثناء تحكيمه لقاء الزمالك والمقاولون منذ عدة سنوات منح شيكابالا ضربة جزاء غير مستحقة، بعد أن سقط داخل المنطقة دون أن يلمسه أحد! لجنة المسابقات اعتبرت قراره خطأ جسيمًا وقامت بإيقافه. 6- كان حكمًا رابعًا لمواجهة سابقة بين الأهلى وحرس الحدود قام خلالها بلفت نظر الحكم الرئيسى ناصر عباس لاعتراضات مانويل جوزيه، فقام ناصر بطرد المدرب من الملعب! بعضٌ مما سبق لا يصب بالطبع فى صالح عاشور، لكنه بالقطع ينفى عنه جريمة التواطؤ ومصيبة التحيز. لو قررنا تعليقه على حبل المشنقة بسبب أخطائه فيجب أن نوقع نفس العقوبة على بعض اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية الذين يرتكبون مصائب أكبر.. من كان منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر!