مع الانتشار السريع ل"إيبولا" خلال 2014، انصب تركيز العلماء في باديء الأمر على تطوير حقنة واحدة يمكن اختبارها ونشرها بأسرع وقت ممكن، لكن بعد تباطؤ معدلات العدوى بالمرض في ليبيريا يدور النقاش الان حول برنامج لقاح مزدوج من شأنه توفير حماية أكبر حتى وإن استغرق وقتًا أطول وإن كان تنفيذه أصعب. والآن يحاول العلماء تطوير لقاحات ضد "إيبولا" وتحديد عدد الحقن المطلوبة؛ لتحقيق أفضل نتائج في مكافحة الفيروس القاتل، وهي قضية يمكن أن تحدد مدى سرعة وفعالية طرح برنامج للعلاج. سيوفر الحقن بلقاحين واحد تلو الآخر دون شك حماية أكبر بكثير من جرعة واحدة في مواجهة فيروس قاتل توفي بسببه أكثر من 6 آلاف شخص في غرب أفريقيا هذا العام. ويُشار إلى أن التحصين الجماعي سيكون أشد تعقيدًا في الدول الأكثر في انتشار وهي غينياوليبيريا وسيراليون، والتي انهارت أنظمة الصحة فيها تحت وطأة "إيبولا". من جانبه قال ريبلي بالو، رئيس أبحاث "الإيبولا" في شركة "جلاكسو سميثكلاين" إحدى الشركات الكبيرة التي تنتج واحدًا من اللقاحات المرشحة: إنه "يزداد الحديث الآن عما يمكن أن نفعله لإطالة فترة الحماية التي يوفرها اللقاح." ويأمل بالو، في أن يكون للقاح الجرعة الواحدة فائدة في وقف التفشي الحالي للمرض، لكنه يرى أيضا أن هناك حاجة لتقييم طريقة تقوم على إعطاء المريض حقنة أولى لتحفيز جهاز المناعة ثم حقنة ثانية منشطة بعد ذلك بأسابيع قليلة. وتتعاون المنظمات التي لا تهدف للربح، والتي تساعد في تمويل التجارب المعملية، مع مسؤولي الصحة في لندن وواشنطن؛ لتحديد الطريقة المثلى للمضي قدمًا في إجراء تجربة كبيرة في ليبيريا بمشاركة ما يصل إلى 30 ألف شخص؛ لاختبار الحقنة المنفردة من لقاح "جلاكسو سميثكلاين" ولقاح منافس من إنتاج نيولينك وميرك وعلاج وهمي. والآن تشتد الحاجة للحماية الزائدة في غرب أفريقيا لأن الإصابة بالملاريا يمكن أن تضعف جهاز المناعة؛ مما يحد من فعالية التحصين. يذكر أن البرنامج الواسع لتجارب اللقاحات والمقرر في النصف الأول من 2015 قد ينطوي على خيارات مختلفة إذ يرى بعض الخبراء أن الجرعة المزدوجة ربما تكون مناسبة على نحو خاص للعاملين في مجال الرعاية الصحية لأنهم معرضون أكثر للمرض، فيما يفضل العلاج بجرعة واحدة لأغراض الاحتواء السريع لحالات الإصابة المحلية