لا يمكن إلا لجاهل أن ينكر دور الإخوان فى موقعة الجمل فى الدفاع عن الثورة وصدّ بلطجية نظام المخلوع وأجهزته الأمنية فى اعتدائهم على المتظاهرين المعتصمين فى ميدان التحرير. تحاول الآن بقايا النظام المخلوع تحويل دفة الموضوع وإثارة الجدل حول موقعة الجمل من جديد لإشغالنا فى قضايا حسمت حتى وإن كان المتهمون المحبوسون الآن.. وغيرهم من مطلَقى السراح لم يحصلوا على جزائهم حتى الآن. فالإخوان، خصوصا شبابهم، كان لهم موقف مشرف فى ذلك اليوم.. وكذلك الدكتور محمد البلتاجى الذى اتصلت به القوى الثورية للاستعانة ببعض أنصاره من منطقة شبرا، لصد الهجوم المتزايد فى ذلك اليوم من بلطجية النظام وعناصره الأمنية. تلك العناصر التى بدأت هجومها بعد كلمة السر، التى كانت خطاب مبارك العاطفى مساء يوم الثلاثاء 31 يناير 2011، حيث تُركت فى صباح اليوم التالى، الأربعاء الأسود، وكان بالصدفة الكاتب مكرم محمد أحمد على القناة الأولى فى التليفزيون المصرى بسبب الثورة والثوار.. كما كان كل الإعلاميين فى الفضائيات يحرضون ضد الثوار، ويطلقون إشاعات كاذبة من أن عناصر أجنبية موجودة فى الميدان.. مرة إيرانية وأخرى فلسطينية.. ويحرضون على الثورة والثوار وشارك فى ذلك إعلاميون كثر، وعلى رأسهم عماد الدين أديب الذى لم يترك قناة أو برنامجا من أول يوم ليكون رسولا ومبعوثا للنظام وأجهزته الأمنية. وكانت الصحف الحكومية تنشر نفس الأكاذيب أيضا، باعتبارها معبرة عن النظام. وقد بدأت صباح يوم الأربعاء الأسود الخطة التى وضعها قيادات الحزب الوطنى الفاسد فى حشد البلطجية عن طريق قيادات الحزب وأماناته فى المحافظات، والتى شارك فيها كل القيادات.. وليس صفوت الشريف وفتحى سرور.. ولكن كان بمعرفة وعلم نائب الرئيس وقتها عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق وجمال مبارك أمين السياسات.. وأنس الفقى وزير الإعلام. وبدؤوا بالهجوم على وسائل الإعلام وطرد المراسلين الأجانب من مقر إقامتهم، وذلك من خلال مندوب من وزارة الإعلام وآخر من أمن الدولة.. ومندوب من الشرطة العسكرية.. وحاولوا الهجوم على مكاتب الوكالات والمحطات الفضائية منذ الصباح الباكر.. مما أشعر المراسلين الأجانب بأن هناك عملية كبرى، يقوم بها النظام لفض المظاهرات. ولذا كان دور المراسلين الأجانب والمحطات الفضائية الأجنبية عظيما لفضح نظام مبارك وعصابته أمام العالم. وهى فى النهاية التى أجبرت النظام على وقف عملياته الإجرامية التى حاول فيها قتل جميع من كانوا فى التحرير. وبالمناسبة هذه العملية تكررت فى معظم المحافظات بتعليمات من المحافظين وأمناء الحزب الوطنى.. لكن ميدان التحرير غطى على ما حدث فى المحافظات، نتيجة الهمجية باستخدام الجمال والبغال. وقد شارك فى تلك الموقعة عناصر أمنية وعدد كبير من مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسات صحفية تم طرد رؤسائها بعد الثورة مباشرة، وهم يحاولون الآن العودة من خلال مرشحهم أحمد شفيق. لقد كان الجميع متواطئا فى هذه المعركة بما فيها قوات الجيش التى كانت تحمى الميدان، فقد تركت البلطجية تهاجم المتظاهرين وحتى عندما قام بعض المتظاهرين بالقبض والإمساك بعدد من البلطجية وعناصر أمنية من التى كانت تهاجم الميدان وتسلمهم إلى قوات الجيش.. كانوا يطلقونهم فورا ليعودوا مرة أخرى للمشاركة فى الهجوم على المتظاهرين بتعليمات من رؤسائهم. فأحمد شفيق مسؤول عن موقعة الجمل، خصوصا أن وزير داخليته محمود وجدى أحد قيادات حملته الآن كان ضليعا ومشاركا، رغم أنهم لم يضعوه فى قائمة المتهمين!. وكذلك جمال مبارك كان من المحرضين الكبار ومشاركا أساسيا فى موقعة الجمل. اختلِفْ مع الإخوان كما شئت فى ما فعلوه بعد ذلك من محاولات الاستحواذ والتكويش على السلطة.. وعقد الصفقات مع المجلس العسكرى على حساب قوى الثورة.. إلا أنهم كان لهم دور مهم فى صد موقعة الجمل. يا أيها الذين فى الأجهزة الأمنية والذين تريدون أن تعودوا بنفس أساليبكم القديمة.. العبوا غيرها. يا أيها المرشح الذى يريد اغتصاب منصب الرئىس.. ومن معك.. العبوا غيرها. فأنتم موصومون بجريمتكم فى موقعة الجمل.