مواقف غريبة ومتناقضة أبداها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح خلال يومين، كانت مفاجئة وغامضة، وتثير عددا من علامات الاستفهام، فعلى الرغم من حضور أبو الفتوح اجتماعا مع حمدين صباحى وخالد على لمناقشة فكرة المجلس الرئاسى مع قانون العزل والمحاكمات الثورية وآخر مع صباحى والدكتور محمد مرسى لنفس الأهداف، ظهر أبو الفتوح مساء أول من أمس، متحدثا عن فكرة لم نسمع عنها من قبل هى مجلس قيادة للثورة بدلا من مجلس رئاسى، واصفا إعلان حمدين عن المجلس الرئاسى بأنه «تسرع» وهو ما يخالف البيان الذى أصدرته حملته شخصيا التى أكدت فيه أن الحوار بين صباحى وأبو الفتوح ومرسى دار حول إمكانية تشكيل «مجلس رئاسى مدنى». الغريب أن هذا الموقف يأتى بالتزامن مع «تعليق» مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى موقفه من المجلس الرئاسى وعدم موافقته عليه. علامات الاستفهام تزيد بأنباء عودة شباب الإخوان المفصولين -بسبب دعمهم لأبو الفتوح وانضمامهم إلى حملته- إلى الجماعة مرة أخرى. نفْى أبو الفتوح المفاجئ وغير المتوقع لموافقته على فكرة المجلس الرئاسى المدنى دعا حملة حمدين صباحى إلى الرد على أبو الفتوح بصورة غير مباشرة عبر بيان أصدرته الحملة، قالت فيه إن اجتماع صباحى مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد مرسى لم يناقش فكرة تشكيل مجلس قيادة للثورة وإن الحديث دار عن استمرار الحشد الجماهيرى من أجل تطبيق قانون العزل السياسى قبل جولة الإعادة، وعن المحاكمات الثورية لمبارك ورموز نظامه وفكرة تشكيل مجلس رئاسى مدنى، التى طرحها عدد من القوى الثورية والمتظاهرين سلميا بميدان التحرير وميادين الثورة فى مصر، والتى كانت محل اتفاق ودعم من جانب كل من صباحى وأبو الفتوح ومعهم خالد على، حيث فضل الثلاثة تأجيل إعلان تأييدهم حتى الاجتماع مع مرسى الذى طلب استمرار التشاور حول الأمر إلى حين مراجعة حزبه وجماعته، منتقدة ما وصفته بالتصريحات غير الدقيقة ورفضها سعى البعض لتضليل الرأى العام بأكاذيب وشائعات غير صحيحة. تصريحات أبو الفتوح وتراجعه السريع عن فكرة المجلس الرئاسى المدنى طرحت التساؤل عن إمكانية عودته إلى جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى، لا سيما بعد أن أصبحت هذه التصريحات تحمل ما يشبه الهجوم على حمدين صباحى وتصوير الأمر كأن صباحى قد طرح فكرة المجلس، بحثا عن سلطة رغم أن حمدين كان من المؤيدين لفكرة المجلس منذ فترة طويلة وقبل الانتخابات الرئاسية أصلا، هذا الأمر أضافته حملة حمدين فى بيانها بالقول إن تأييد صباحى للمجلس الرئاسى ليس موقفا جديدا عليه، حيث سبق له طرح الفكرة مرارا كمخرج من الأزمات السابقة خلال المرحلة الانتقالية، مؤكدة أنه فى كل المرات التى طرح فيها صباحى الفكرة وأيدها -بما فيها تلك المرة- لم يعلن على أىِّ نحوٍ ولم يقبل أن يكون عضوا بالمجلس الرئاسى، لأنه لا يسعى إلى سلطة ولا موقع، وإنما يطرح أن يكون تشكيل المجلس من رموز وطنية وثورية تمثل كل القوى والتيارات المعبرة عن الثورة وأهدافها. وشددت الحملة على أن كل ما يتردد عن مطالبة صباحى لمرسى بالتنازل له خلال الاجتماع الذى جمعهما مع أبو الفتوح بحضور أبو العلا ماضى، رئيس حزب الوسط، ليس صحيحا على الإطلاق، كما أنه لم تحدث أى نقاشات أو اتفاقات عن تشكيل فريق رئاسى فى حالة نجاح مرسى فى الانتخابات. وأشارت الحملة إلى أن موقفها وموقف صباحى من جولة الإعادة واضح، حيث تدعو لوقفها إلى حين تطبيق قانون العزل، وعدم دعم أى من المرشحين فيها، مضيفة: «مع إدراكنا الفارق بينهما»، وعدم قبول صباحى لشغل أى موقع رسمى مع أى منهما. وإن خيارنا الواضح هو أننا تعبير عن تيار مدنى ثورى يسعى لاستكمال الثورة وتحقيق أهدافها، ويرفض حصر مصر وشعبها بين خيارى إعادة إنتاج النظام السابق أو استكمال هيمنة وسيطرة تيار بعينه على كل سلطات ومؤسسات الدولة. هدى الخرباوى، المنسقة الإعلامية للحملة، قالت إن ما صرح به الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى أحد البرامج التليفزيونية غير دقيق، مضيفة أن البيان الذى أصدرته حملة أبو الفتوح على صفحتها وأرسلته إلى وسائل الإعلام هو خير دليل على ذلك، مؤكدة أن أبو الفتوح يعلم جيدا أن الاتفاق كان على تشكيل مجلس رئاسى مدنى ولا مجلس قيادة للثورة. وأضافت فى تصريحات ل «التحرير» أن هذا البيان قد صدر بعد عدد من الجلسات بين أبو الفتوح وحمدين وخالد على.