«كل عام وأنتم والمجلس العسكرى بخير، نحن نريد إسقاط الأحكام العسكرية عن أولادنا والعفو عن الإسلامبولى، فهذه هى عيدية ميدان التحرير».. معايدة بدأت بها أم محمد شوقى الإسلامبولى، التى تجاوزت الخامسة والثمانين من عمرها، حديثها حول قضية نجلها محمد الإسلامبولى الذى قبضت عليه الشرطة العسكرية داخل مطار القاهرة عقب وصوله، قادما من إيران، لتنفيذ الأحكام العسكرية الصادرة ضده، وهى الإعدام فى قضية «العائدون من أفغانستان»، والمؤبد فى قضية «العائدون من ألبانيا». الأم قالت ل«التحرير» إن «الإسلامبولى برىء من جميع التهم المنسوبة إليه، وإن النظام السابق لفق له هذه الاتهامات، فقط لأنه شقيق قاتل السادات خالد الإسلامبولى، والذى حكم عليه بالإعدام، فقد تعمد النظام وضعه ضمن قضايا الإرهاب، وملف (العائدون من أفغانستان)، ووضعه كمتهم أول حتى يضمن عدم عودته هو وأسرته من إيران»، وبعثت الأم برسالة فى أثناء حوارنا معها إلى المشير طنطاوى «أهيب بالمشير طنطاوى إلغاء كل الأحكام العسكرية على ابنى محمد الإسلامبولى، فهذه تعتبر منحة من المشير لأم الإسلامبولى». بدايات الإسلامبولى مع أمن الدولة كانت، بحسب والدته، حين اعتقل فى أواخر عهد السادات، وتم إطلاق سراحه عام 1984، ثم أعيد اعتقاله عام 1985، وبسبب التضييقات الأمنية قرر السفر من مصر إلى باكستان ثم أفغانستان، ومنها إلى إيران بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان، ليقضى فى الخارج ما يقارب خمسة وعشرين عاما بعيدا عن مصر، واستكملت: أنها عاشت معه فى إيران نحو تسعة أعوام، ثم اضطرت للنزول إلى مصر بسبب مرض زوجها، الذى توفى منذ خمسة أعوام. وعن قرار نزول الإسلامبولى إلى مصر فجأة، أوضحت الأم أن أحفادها من ابنها محمد الإسلامبولى أبلغوها بأن والدهم قد قرر العودة إلى مصر بعد الثورة، ليتلقى العلاج بها، وأشارت الأم إلى أن الإسلامبولى أجرى ثلاث عمليات قلب مفتوح فى إيران، واستكملت الأم أنه فور علمها بتدهور حالته ورغبته فى العودة إلى مصر، توجهت بنفسها إلى النيابة العسكرية وطالبت، عبر أحد مسؤولى العلاقات العامة، المشير طنطاوى والمسؤولين بالدولة، بالموافقة على عودة ابنها من إيران، لكن المسؤول ضحك وقال «أنا لا أستطيع أن آتى به لوحده»، ففهمت ضمنيا من جملته أنه لا يستطيع كتابة تقرير يرسله إلى المسؤولين والمشير، يطالب فيه بعودة فرد واحد من إيران، فلا بد من طلب جماعى وعودة جماعية لكل الهاربين إلى الخارج، من المطاردين بأحكام عسكرية. وقالت إنها استقبلت ابنها فور وصوله المطار، وحكت أنه فوجئ بالدنيا فى مصر قد تغيرت كثيرا، فلم يتم القبض عليه، فور وصوله، وتغمية عينيه وحمله بالسيارة إلى حيث لا يعلم، كما اعتاد سابقا، مؤكدة أنه قام بنفسه، قبل وصوله إلى الجوازات، بتعريف الأمن بنفسه، بأنه محمد شوقى الإسلامبولى العائد من إيران. وأما فى ما يخص صحة ابنها الآن، فقالت أم محمد الإسلامبولى إن حالة ابنها الصحية داخل السجن تسوء يوما بعد يوم، حيث لا يوجد فى السجن أى رعاية صحية متكاملة ومناسبة لمريض القلب المفتوح، ما يعرضه يوميا لذبحات صدرية كادت أن تودى بحياته، واستنكرت الأم ما أذاعته وسائل الإعلام من أن أسرة الإسلامبولى تريد وضعه فى المركز الطبى العالمى أسوة بمبارك، حيث أشارت إلى أن الأسرة لا يعنيها المكان، ولا أن يعامل مثل مبارك سوى فى توفير الرعاية الصحية له، واعتبرت أن ابنها أحسن من مبارك «قاتل شعبه»، مطالبة بنقل ابنها إلى مستشفى. واختتمت قائلة: الثورة قائمة ما دامت تسير على طريق الحق، حتى يأتى إلى مصر الحاكم الذى يحكم، بإذن الله، وليس له أغراض دنيوية.. فنحن نريد حكم الله على أرضه.