اعتصام جبهة الإصلاح الصوفى فى مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية يقترب من شهره الخامس، والمطلب الرئيسى هو إقالة عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية. مجلس القصبى، متهم بوثاقة الصلة بالنظام البائد، وبتزوير الانتخابات التى أتت به وبمجلسه على مشيخة الطرق الصوفية. «هم قلة مندسة»، هكذا بدأ الشيخ عبد الهادى القصبى حديثة ل«التحرير»، مشيرا إلى أن المعتصمين فى المشيخة سبعة أفراد فقط، من أصل 73 فى البيت الصوفى، فالمشايخ المعتصمون، على حد قوله، اعتادوا منذ سنوات رفع قضايا عديدة على المشيخة العامة للطرق الصوفية، من أجل تحقيق مكاسب انتخابية. هو يشدد على أن أطراف خارجية تقف ولا شك وراء افتعال هذه الأزمة.
القصبى أضاف أنه «لا يوجد ما يمس جبهة الإصلاح الصوفى، لأنها لا تعبر إلا عن إفساد يقومون هم به حاليا، فنحن من جانبنا»، والقول لشيخ مشايخ الطرق الصوفية، «رفضنا فض الاعتصام بالقوة، لأنها طريقة لا تليق بمشايخ الطرق الصوفية، وتهبط بمستوى التصوف، هؤلاء معطلون لمصالح الطرق الصوفية بالمشيخة ورواتب العاملين».
قيل إن تعيين القصبى جاء بتوصية من جمال مبارك نجل الرئيس السابق، عن هذا يقول، إن كل هذه الأقاويل محاولة لتشويه صورته، مؤكدا أنه جاء بالانتخاب، من المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وبموجب القانون الخاص بالطرق الصوفية، رقم 118 لسنة 1978. هو يشير إلى أن «رئيس الجمهورية السابق، فقط قام بالتصديق على قرار تعيينى»، أما بشأن جمال مبارك فهو ووالده لا يملكان أى سلطة تمنحهما حق تعيينه، على حد قوله. الرجل، أكد أن عديدا من الشخصيات الدينية والسياسية كانت منتمية إلى الحزب الوطنى «المنحل»، مثله، لكنه يعود ليقول «ليس معنى ذلك أنهم كانوا مفسدين، ففساد أشخاص بعينهم ليس معناه فساد كل من انتموا إلى الحزب المنحل». وقد أكد استعداده التام لترك منصبه، حال صدور حكم قضائى ببطلان نتيجة الانتخابات، لكنه يؤكد أن البديل هو الفوضى.
أما الشيخ عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية الخلواتية، والقيادى فى جبهة الإصلاح الصوفى، المناهضة لمجلس القصبى، فقال ل«التحرير»، إن معظم المعتصمين لن يتراجعوا عن افتراش الأرض، لتحقيق مطالبهم المشروعة، وتأتى فى طليعتها إقالة القصبى، وحل مجلسه. هو بالتأكيد يشكك فى شرعية المجلس، ويشير إلى أن القصبى وصل إلى منصبة اعتمادا على نتائج انتخابات اعتراها التزوير، بمساعده قيادات الحزب الوطنى وأمن الدولة المنحلين، تمهيدا للعب المتصوفة دورا سياسيا فى توريث حكم مصر لجمال مبارك.
الشبراوى يعلق على ما حدث بشأن الجمعية العمومية لمشيخة الطرق الصوفية، فيقول «أصر القصبى على إبلاغنا بموعدها بشكل مفاجئ، لذا رفضنا الحضور، وهو ما أدى إلى تمريره ورفاقه ميزانية المشيخة، فى عامى 2009 و2010، التى أنفقت فى أهداف غير مشروعة، وفقا لتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات، ولم يحقق فيها حتى الآن».
«القصبى كان ملتصقا برجال السلطة والحزب الوطنى»، يقول الشبراوى، لافتا إلى إنه شوه صورة التصوف عن طريق مغازلته شخصيات مسجونة الآن فى سجن طرة، بورقة «الأشراف»، أو ما يُعرف بانتسابهم إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، منهم صفوت الشريف وأحمد عز، حيث اقنعهم، وغسل سمعتهم، «وذلك مردود بقائه فى منصبه». القيادى الصوفى أضاف أن حكما قضائيا صدر عام 2008، خاصا بتنقية الجداول الانتخابية فى المشيخة، نتيجة بطلان بعض أصوات مشايخ الطرق الصوفية، التى وصلت إلى 13 طريقة غير معترف بها. أما بديل القصبى، وفق كلام الشبراوى، فهو تشكيل مجلس انتقالى لتسيير أعمال المشيخة، ثم إجراء انتخابات جديدة تفضى إلى اختيار شيخ جديد، بعد الحكم بإقالته وحل مجلسه.