محاكمة مبارك أكبر إهانة للشعب المصرى، وفى ذلك مخالفة شرعية، فالإسلام لا يجيز الخروج على الحاكم، ولا الثورات أو خلع الحاكم، إلا فى حالتين، هما منع الناس من الصلاة، أو الردة. وقتل الثوار ليس إلا دفاع عن النفس». قد تصدق هذه الآراء إذا صدرت عن أحد مشايخ الدعوة السلفية، لكنك تتشكك للحظة عندما تعرف أنها لا تمت للسلفية بصلة وأنها آراء رئيس اللجنة الدينية بالطريقة الرفاعية، وإمام مسجد الرفاعى، الشيخ محمد حماد. التوافق بين الآراء السلفية، وفتاوى الشيخ الصوفى يتجاوز موقفه من الرئيس المخلوع، إلى مواطن أكثر حساسية فى المجتمع المصرى وهى حقوق الأقباط، فشيخ مسجد الرفاعى، يشهر الآية الكريمة «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا»، ويقولها صراحة «شريعتنا تحرم ولاية النصارى والنساء على المسلمين، فلا للحاكم المسيحى أو المرأة». ولكن ماذا لو نجحت المرشحة المحتملة للرئاسة بثينة كامل، أو مرشحة أخرى؟ يرد حماد «سوف نخلعها، ونهذّب من صوتوا لصالحها»! وعلى الرغم من الآراء السابقة التى لا تخرج عن نطاق السياسة، فإن رئيس اللجنة الدينية بالطريقة الرفاعية، يرفض الدعوات التى تطالب المتصوفة بالدخول إلى معترك العمل السياسى عن طريق الأحزاب، قائلا: الأحزاب الصوفية التى أنشئت أهدرت معنى الصوفية الحقة التى نسعى إليها، فعندنا مقولة نقتدى بها هى «الدنيا ساعة فلنجعلها طاعة»، أما السياسة فما هى إلا طمع فى الحياة. ويستدرك: لا شك أن الوضع فى الطرق الصوفية غير مشجع لجعلها فى صدارة المشهد السياسى للبلاد، لكن لا بد للمتصوفة أن يبحثوا عن أسباب الإخفاق. التنافس داخل الحقل الإسلامى بين الصوفية والسلفية يستدعى أحداث هدم أضرحة الصالحين، بمحافظات الصعيد، لكن حماد يبرئ السلفية «أغلب هذه الحوادث مفتعلة وبعيدة عن السلفية، لأننا لم نسمع فتوى لرموز الحركة السلفية تطالب بهدم الأضرحة، فهى حوداث فردية، ونحن نتحدث فى العموم، ونعتقد أن الصوفية جزء لا يتجزأ من التيار الإسلامى. ويكشف حماد عن تفاصيل زيارات مرشحى الرئاسة المحتملين إلى مشيخة الطريقة الرفاعية ويقول «قلنا لهم لو تجاهل أى مرشح للرئاسة إعلان حرصه على العمل بشرع الله، وظن أنه ليس من صميم أعماله فسيكون مصيره الفشل»، ويضيف «بالشريعة نقضى على الحكام المستبدين، بتطبيق الحدود على السارق والزانى والقاتل». حماد، يرى أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى توافق كل أطياف القوى السياسية حول قضايا الوطن المصيرية، ومن ثم فهى ليست مرحلة الأحزاب نهائيا «فبعد الثورة نريد بناء ما تم هدمه وهذا يحتاج إلى سنوات طويلة، وإلى جهد وعرق كل المصريين». ويؤكد ثقته فى وثيقة الأزهر، كمحور للم الشمل، لكنه يرى أن دور الأزهر الحقيقى لن يعود إلا باستقلاله التام عن الحكومة