وصلت إلي مدينة رفح المصرية على الحدود بين مصر وقطاع غزة معدات حفر ثقيلة وسط غموض شديد حول طبيعية المهمة التي تنوي القيام بها بالمنطقة الحدودية، ففي حين نفي محافظ شمال سيناء وجود أي مخططات لدى مصر لاستخدام معدات ثقيلة في تدمير الأنفاق، ورفضت مصادر أمنية أخرى الإفصاح عن مهمتها، وهل هي تتعلق بتدمير الأنفاق عن طريق إحداث إهتزازات أرضية أو إستكمال عمليات بناء الجدار الفولاذى أسفل الحدود، والذي توقف العمل فيه تماما مع بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال شهود عيان أن الدفعة الثانية من معدات الحفر والتي كانت محملة فوق شاحنات كبيرة وصلت يوم الخميس إلي العريش، متوجهة إلي مدينة رفح ثم إختفت تماما . وقال شاهد عيان: شاهدت أربع شاحنات تحمل أوناش كبيرة، إضافة إلى بريمات تشبه المستخدمة في حفر آبار النفط. وأضاف أن هذه المعدات إختفت تماما، وليس لها أي وجود في أي منطقة على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقال شاهد آخر انه شاهد أربع معدات مكتوب عليها جرافات، وهي تدخل معسكر قوات الأمن المركزى القريب من معبر رفح. ونفي اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء، ما يتردد عن وصول معدات حفر إلى الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقال :وصل إلي المحافظة لودرين فقط محملين فوق كاسحة وهما خاصين بأحد المقاولين بالمحافظة وليس لهما أى علاقة بخطط مصرية لتدمير الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة.
وأضاف أن القضاء على الأنفاق لا يمكن أن يتم بمثل هذه الطريقة نظرا لطبيعية المنطقة الهشة.
وواصلا قائلا: لا توجد أي معدات على الحدود الآن يمكنها إحداث اهتزازات على عمق 10 أمتار. وتابع أن العمل في الجدار الفولاذى متوقف قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير ولا توجد أي خطط في الفترة الحالية لاستكمال بنائه مرة أخرى. ورفضت مصادر أمنية الإفصاح عن طبيعية المهمة التي ستقوم بها هذه المعدات وهل لها علاقة بحملة تدمير الأنفاق التي تعتزم مصر القيام بها لوقف عمليات التهريب بشكل كامل للأفراد والبضائع عبر الحدود بين مصر وغزة، إلا أن المصادر نفسها أكدت بأن أجهزة الأمن في إنتظار معدات أخرى لإختراق الجبال لإستخدامها في الحملة الأمنية بسيناء لضبط المطلوبين في الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش، في نهاية يوليو الماضي والذي أسفر عن مقتل خمسة بينهم ضابطان بالجيش والشرطة وإصابة العشرات من قوات الأمن المركزي.
وقال مصدر أمني آخر أن هذه المعدات قد تستخدم في الهجوم الذي تنوي قوات الجيش والشرطة شنه على جبل الحلال بوسط سيناء والذي فرت إليه معظم العناصر المطلوبة بعد مقتل وأحد منها، والقبض على 20 آخرين في بداية الحملة الأمنية التي استهدفت مخابئ المطلوبين بشرق العريش.
ووصلت الدفعة الأولى من المعدات الثقيلة إلى رفح الأسبوع الماضي إلا أن مسؤول محليا كبيرا، قال أنها ليست لها علاقة بتدمير الأنفاق وأنها ستستخدم في حفر آبار لمياه الشرب في منطقة الساحل وسط سيناء.
ونفى اللواء جابر العربي، السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء، وجود أي مخططات الآن لاستكمال بناء الجدار الفولاذي أو إقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وغزة أو وصول معدات ثقيلة لتدمير أنفاق التهريب أسفل الحدود بين مصر والقطاع عن طريق عمل إهتزازات أرضية حتى عمق 20 مترا.
ويرى سكان الحدود بين مصر وقطاع غزة والسلطات المحلية برفح إن إحداث أي إهتزازات في منطقة الأنفاق يمكن أن يتسبب في حدوث إنهيارات أرضية لعدد من المنازل الموجودة على الحدود بسبب طبيعة الأرض في منطقة الأنفاق الهشة للغاية بسبب كثرة الأنفاق الأرضية الموجودة بها، مما يجعل من الصعب إحداث أي اهتزازات هناك.
كانت مصر قد أوقفت العمل في معظم أجزاء الجدار، وبلغ طول الجزء المتبقي 4 كيلومترات فقط في منطقة ذات كثافة سكنية عالية وينتشر بها عدد كبير من الأنفاق والمنازل المعرضة للإنهيار، وهي المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمال معبر رفح، وتتركز فيها معظم أنفاق التهريب، وكانت إسرائيل تأمل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام الحالي.
وتقول المصادر الأمنية إن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جدا، وإنه لا يمكن أن يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة؛ نظرا لطبيعية المنطقة.