من الواضح أننى مثل عديدين منكم، سئمت الحديث فى السياسة، وعن السياسة، التى أصبحت الشغل الشاغل للجميع، منذ قيام الثورة، والتى صار الكل يتحدث عنها، ويفتى فيها، عمّال على بطال، حتى من لم يمارسها قط، أو لم يتابعها أبدا.. ولهذا قررت أن أقضى ما تبقى من الشهر الكريم فى الحديث عن مجال آخر تماما.. عن الفن.. ولا يمكننى هنا أن أدّعى أننى ناقد فنى محنّك أو شخص ملم بهذا العالم، إلا أننى أنظر إلى الأمر نظرة مشاهد عادى، يتاح له بعض الوقت أحيانا، لمشاهدة لمحة من هنا، وساعة من هناك، وخصوصا فى شهر رمضان، الذى تحوّل بقدرة قادر، من شهر للعبادة والتأمل، ومراجعة النفس، والشعور بالآخرين، إلى شهر المسلسلات، والمسابقات، ومقالب النجوم، التى صارت موضة منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى سيل عارم من الإعلانات، يصيبك بالملل من متابعة أى شىء.. وعندما بدأ الشهر الكريم، قررت أن لا أتابع أى مسلسلات، لأن وقت العمل فيه يلتهم أى وقت آخر، ثم بدأ أبنائى يتحدثون فى حماس، عن لمحات فنية، ويدعوننى لمتابعتها، وكانت البداية.. وبدايتى كانت مع برنامج الولد الشقى دوما، وخفيف الظل باستمرار، وصاحب الروح الحلوة البسيطة، على الرغم من مقالبه، التى لا تنتهى أبدا، لا فى البرامج ولا فى الحياة رامز جلال، أو «رامز قلب الأسد»، وهو اسم برنامجه، الذى جذب ملايين المشاهدين، والذى نجح فى جذبى إليه، وإن كنت من كبار المتابعين والمتحمسين لبرنامجه السابق «رامز حول العالم»، والذى قدّم فيه إضافة حقيقية للمشاهد، وللثقافة بوجه عام.. تابعت فى برنامجه مجموعة الفنانين، وهم يواجهون أسدا حقيقيا، أمام باب المصعد، وتساءلت، ماذا كان سيفعل رامز نفسه، أمام موقف كهذا؟! والواقع أن الفكرة أضحكتنى أكثر من البرنامج نفسه، لكننى أعترف بأن البرنامج قد سرقنى، وسرق كثيرا من الوقت المتبقى لى، فرحت أحرص على متابعته يوميا، ورؤية ردود أفعال الفنانين، وهم يواجهون مثل هذا الموقف، وتمنيت من قلبى، لو أننى شاهدت ما فعلوه مع رامز، بعد توقف آلات التصوير عن العمل، فهذا سيكون أكثر إضحاكا وإمتاعا بالتأكيد، خصوصا أن رامز لا يستطيع التوقف عن الضحك، حتى لو كان المقلب موجّها له شخصيا، على نحو يجعلك تدرك أنه عاشق للعبة، أيا كان موقعه فيها، المهم أن يكون هناك مقلب ما، وهذه حى الحياة بالنسبة إليه، على عكس أخيه ياسر جلال، الذى أراه واحدا من أبرز نجوم هذا الزمن، وأكثرهم موهبة، فى كل ما يؤديه.. وللحديث عن الفن بقية.. فنية.