فى أول لقاء لها مع الحكومة المصرية، التقت أمس السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون رئيس الوزراء عصام شرف، ونائبه على السلمى، ووزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا. اللقاء حفل بالعبارات البروتوكولية، حيث أكدت باترسون، التى تولت منصبها عقب الثورة بدلا من مارجريت سكوبى، دعم أمريكا مصر سياسيا واقتصاديا فى هذه المرحلة بوصف مصر محور الاستقرار فى الشرق الأوسط، ونقلت إلى شرف رسالة تقدير وتحية لمصر وشعبها من الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون. مصادر فى السفارة الأمريكية ذكرت أن اللقاء شهد مراجعة شاملة لبرامج المعونة الأمريكية المخصصة لمصر فى القطاع المدنى، فى السنة القادمة 2011/2012 والتى يصل مبلغها الإجمالى إلى 250 مليون دولار، مضيفة أن الاجتماع شهد اتفاقا مع السفيرة الجديدة على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الحكومة المصرية والمعونة الأمريكية على مدار سنوات طويلة من أنه لا بد من عدم تخصيص أى مبالغ لجمعيات أهلية ومنظمات مجتمع مدنى غير مسجلة ومرخصة من قبل وزارة التضامن الاجتماعى. الحكومة المصرية أكدت، بحسب المصادر، أنها لا تعارض منح معونات لمنظمات أهلية ومجتمع مدنى فى مجال التحول الديمقراطى مثل مراقبة الانتخابات ما دامت هذه المنظمات والجمعيات مسجلة لدى وزارة التضامن الاجتماعى. السفيرة الأمريكية أوضحت، وفقا للمصادر، أن جهاز المعونة الأمريكية فى القاهرة ملتزم بالشفافية الكاملة فى الإعلان عن المبالغ التى يتم إنفاقها فى مصر فى القطاعات المختلفة، وأن تخصيص هذه المبالغ يتم بالتشاور المستمر مع الحكومة المصرية من خلال وزارة التعاون الدولى، مشيرة إلى أن القطاعات التى ستستحوذ على الكم الأكبر من التمويل الأمريكى هى قطاعات الصحة والتعليم والبنية الأساسية. بيان مجلس الوزراء حول اللقاء ذكر أنه تضمن بحث الأوضاع الإقليمية والدولية وتطورات القضية الفلسطينية والأوضاع فى ليبيا وسوريا، بالإضافة إلى القضايا الثنائية وتشجيع الاستثمارات ونشاط الشركات الأمريكية، حيث أكد شرف أن دعم نشاط هذه المؤسسات فى هذه المرحلة بالذات هو استثمار فى مصر المستقبل وسيكون له مردود إيجابى لصالح الجانبين، داعيا السفيرة إلى إعطاء هذا الملف اهتمامها الرئيسى خلال المرحلة القادمة. وكعادة بيانات وسياسة النظام السابق لم يعرض البيان تفاصيل الرؤى ما بين الولاياتالمتحدة ومصر بالنسبة إلى تلك الأوضاع الإقليمية التى تم بحثها سواء بالنسبة إلى ليبيا أو القضية الفلسطينية أو سوريا.