همّ الأطفال بيشوفوا الدنيا إزاى؟ سألت نفسى السؤال ده كتير فى محاولة للفهم، جايز أعرف أتصرف بطريقة أفضل مع وجهة النظر الطفولية اللى باتعامل معاها يوميا، وقريب بس لاحظت حاجة، طبعا ماقدرش أعممها، لكن ممكن ألفت النظر ليها، لو طفل صغير معاه كاميرا يا ترى إيه اللى هيلفت نظره وهيصوره؟ تجربتى أنا طلعت صور مافيهاش غير تفاصيل، كلها «كلوز أب»، ومافيهاش ولا لقطة واسعة «لونج شوت».. إزازة مياه من ترابيزة مليانة حاجات.. كتاب من مكتبة مدروزة كتب.. مكعب من لعبة فيها ييجى 100 قطعة، وكل ما عمر الطفل كبر حجم الصورة كمان كبر، أو يعنى بقى أوسع باللغة السينمائية، وده يبرر ليه ممكن طفل يقعد يعيط لو مكعب واحد وقع من تكوين هو عامله من 100 مكعب، أو لو خط باظ فى رسمة فيها عشرات الخطوط.. الطفل مركز فى التفاصيل ومش شايف الصورة على بعضها، وبالتالى كل تفصيلة هى بالنسبة له تكوين مكتمل فى حد ذاته.. طب ولو الأطفال طلعوا فعلا مش بيشوفوا من الدنيا أو من الصورة غير التفاصيل، إزاى بقى بنروشهم بأعمال كلها حركة وألوان ومؤثرات بصرية؟ وقال إيه فاكرين نفسنا كده جبنا التايهة وبنبهرهم.. الحقيقة إننا كده بنرهقهم لأنهم بيحاولوا يلقطوا كل التفاصيل، وده طبعا مستحيل، بينما احنا يا كبار بنتفرج على الصورة كده على بعضها، والمهم عندنا نفهم الحدوتة وخلاص.. أما بقى ولادنا فحاجة تانية.. تلاقى الطفل مركز جدا ومشدود، غالبا مش من الانبهار، دى أعصابه هى اللى مشدودة لأنه بيحاول يدرك أكبر كم من التفاصيل، والمنطقى إنه مش هيطلع من الصورة الزحمة دى إلا بكام تفصيلة، وده برضه بيبرر ليه مش بيزهقوا إنهم يتفرجوا على نفس الحاجة ميت مرة، ببساطة لأنهم فى كل مرة بيكتشفوا تفاصيل جديدة، بينما إحنا بنكون زهقنا موت، وبنسأل دايما نفس السؤال «مازهقتوش بقى من الفيلم ده؟ شفناه ميت مرة؟».. الحقيقة همّ طبعا مازهقوش لأن الفيلم فيه ألف تفصيلة محتاجة ألف مرة مشاهدة، عشان يقدروا يستوعبوا.. على فكرة احنا كمان كنا أطفال بس نسينا.. أغلبنا ذاكرته ماتجيبش سن 3 و4 سنين، فنستحمل الفرجة على نفس الفيلم ثلاث مرات فى اليوم وأمرنا لله.