هذا الكم من الساعات الدرامية الذى تنوء به شاشات الفضائيات لا يعبر عن حالة ثراء إبداعى من المؤلفين والمنتجين، لكن بقليل من التأمل والملاحظة سنجد أن هذه الكثافة الدرامية أغلبها مجرد رغاوى وفقاعات قليلة القيمة، ما تم عرضه من عشرات الحلقات، حتى الآن، هو حشو وإعادة استهلاك لمشاهد درامية مألوفة، ولا تأتى قريحة المؤلفين الذين ظلوا يبدعون شهورا وسنوات بجديد أو متميز، ويتفوق مسلسل «الزناتى مجاهد» على غيره من الأعمال الكوميدية فى إعادة إنتاج مشاهد معروفة من تراث السينما المصرية، لصنع إفيهات مستهلكة، ومن بين المشاهد المستهلكة التى قدمها المسلسل فى الحلقة العشرين، المشاهد الخاصة بالنجم أشرف عبد الباقى، ضيف شرف الحلقة، الذى جسد شخصيته الحقيقية كممثل، والمشهد يصور الزناتى مجاهد الذى يعمل «كومبارس»، يقدم مشهدا صغيرا فى مسرحية من بطولة أشرف عبد الباقى، ويجسد الزناتى دور خادم يدخل على ضابط يحقق مع البطل فى جريمة قتل، وفى المشهد يسخر الزناتى من الممثل الذى يقوم بدور الضابط، ومشهد المسرحية يشبه نفس المشهد الذى قدمه أشرف عبد الباقى نفسه فى فيلم «رشة جريئة»، حيث قدم دور كومبارس يجسد شخصية عسكرى. لم تكن هذه المرة الوحيدة، فالمسلسل به كثير من المشاهد المقتبسة من أعمال مصرية، منها فى إحدى الحلقات حينما يتورط البطل الزناتى فى إدمان الهيروين، ونرى مشهد علاج الزناتى من الإدمان الذى اقتبسه من مشهد محاولة تخلص عادل إمام من الإدمان فى فيلم «النمر والأنثى»، ونرى فى مشهد محاولة يوسف داوود استدراج سامح حسين للإقلاع عن طلب المخدرات، باقتباس مشهد استدراج حسن البارودى ليوسف شاهين فى نهاية فيلم «باب الحديد».