أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس إلى ما أسمته «نتائج التحقيقات الأولية التى أجراها جيش تل أبيب حول مقتل الجنود المصريين على الحدود مؤخرا بعد هجمات إيلات». وقالت الصحيفة إن تفاصيل التحقيق الذى أجراه اللواء أمير أشيل رئيس هيئة التخطيط برئاسة هيئة الأركان تم عرضها فى زيارته الأخيرة للقاهرة، مضيفة أن التحقيقات الأولى توضح عمل الجيش الإسرائيلى كل ما بوسعه لمنع إصابة الجنود المصريين. وقالت «يديعوت» إن أمير أشيل الذى سافر فى زيارة عاجلة بداية هذا الأسبوع إلى القاهرة قام بعرض نتائج التحقيقات وسلم المصريين أدلة مصورة تبين أنه بعكس مزاعم وسائل الإعلام المصرية فإن طائرات لسلاح الجو الإسرائيلى امتنعت عن المساس بسيارات الجيب التابعة للجيش المصرى أو المساس بالجنود المصريين. وذكرت الصحيفة أن الأفلام التى صورتها طائرات تل أبيب تظهر كيف قامت تلك الطائرات وعن قصد بإبعاد نيرانها عن سيارات الجيب والجنود المصريين وتوجيهها إلى مناطق مفتوحة بالقرب من موقع المصريين، وهى المناطق التى أطلق منها المخربون وقناصتهم النيران وأنه قبل ذلك بوقت قصير قام الإرهابيون الذى استقروا على بعد عشرات الأمتار من الموقع المصرى، بإطلاق صواريخ «آر بى جى» تجاه إحدى الطائرات الإسرائيلية كما أطلقوا نيرانا عليها من مدافعهم الرشاشة. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن فحص هوية جثث المنفذين الذين قتلوا على يد قوات إسرائيل وداخل أراضيها بعد هجمات إيلات أوضحت أن 3 منهم على الأقل مواطنون مصريون، مضيفة أن أحدهم عضو بمنظمة إسلامية متطرفة تمت محاكمته وهرب فى الأيام الأولى للثورة المصرية من سجنه خلال فرار مئات من المعتقلين أعضاء الجماعات الإرهابية التابعة للجهاد الإسلامى الذين قاموا بعد ذلك بالهروب إلى سيناء وقطاع غزة، وتطالب القاهرة حماس بتسليمهم لها. وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا الإرهابى المصرى المقتول هو عضو بلجان المقاومة الشعبية الفلسطينية وقام بتنفيذ الهجمات بالقرب من إيلات، مضيفة أن تل أبيب لديها أدلة أخرى تشهد على بقاء خلايا إرهابية فلسطينية مصرية أسابيع طويلة فى شبه جزيرة سيناء قبل القيام بهجمات الجنوب الإسرائيلى وقام البدو فى سيناء بمساعدتهم. وقالت إن التحقيقات كشفت عن ملاحظة جنود الموقع المصرى وجود المخربين بالقرب منهم قبل وقوع الحادثة الإرهابية بجنوب إسرائيل وعدم فعلهم شيئا تجاه الأمر، لكن فى فترة متأخرة جدا وفى ساعات المساء المتأخرة خرج ضابط وعدد من الجنود من الموقع المصرى فى اتجاه الإرهابيين الذى قاموا بقنص قوات إسرائيل من منطقة قريبة من الموقع المصرى، لافتة إلى أن خروج الضابط المصرى وجنوده هدف إلى وقف إطلاق النيران لكن المخربين الذين ارتدوا ثيابا تشبه جدا ملابس الجيش المصرى، رفضوا وقف الإطلاق. وأضافت أنه ربما فى تلك المرحلة حينما كان الجنود المصريون والمخربون مختلطين معا، فى تلك المرحلة أصيب الجنود المصريون إما برصاص الجيش الإسرائيلى وإما برصاص المخربين، مضيفة أنه لمعرفة السبب وراء وفاة الجنود المصريين على السلطات بالقاهرة القيام بتشريح للجثث الموجودة بأيديها. وأضافت: خلاصة القول إن الذين قتلوا فى الأحداث المحيطة بالواقعة كانوا ضابطا و5 جنود مصريين، والمؤكد أن ثلاثة منهم، وهم ضابط وجنديان، قتلوا بسبب تفجير أحد المخربين نفسه بحزام ناسف وذلك فى سيناء بعد يوم واحد من هجمات إيلات، لافتة إلى أن تل أبيب لديها دليل على أن طال روسور قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلية أصدر تعليمات للقوات بالميدان والطائرات بالتعامل مع المخربين فى ساعات المساء واستهداف الأماكن التى تطلق منها النيران وعدم المساس بالموقع المصرى وجنوده. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن تلك الحقائق كانت معروفة للجيش الإسرائيلى خلال الأسبوع الماضى لكن تم اتخاذ القرار بعدم نشرها لكى لا تسبب إحراجا للقاهرة، لكن تلك الحقائق تم نقلها للمجلس العسكرى بمصر والذى قام بدعوة أمير أشيل لواء هيئة الأركان ليعرضها أمام مسؤولين بارزين بالجيش المصرى، مضيفة أن تل أبيب تعلم الضغط الشعبى الذى يمارسه الشارع المصرى الغاضب على الحكومة المؤقتة بالقاهرة لقطع العلاقات مع إسرائيل، لكن رغبة إسرائيل فى عدم المساس بالسلام مع مصر والقيام بالتنسيق مع النظام الحاكم هناك كانت أحد الأسباب المركزية وراء قرار رئيس الوزراء نتنياهو وباقى أفرد حكومته عدم الرد على الإرهابيين فى غزة وقصفهم الجنوب بشن عملية عسكرية موسعة على القطاع. ورأت «يديعوت» أنه بات واضحا أن نتنياهو ووزراءه رفضوا القيام بعملية موسعة لكى لا تؤدى إلى غضب الشارع المصرى وقيام الإخوان المسلمين بالضغط لقطع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب وإعلان إلغاء اتفاقية السلام، مضيفة أن نتنياهو ينتظر حتى يهدأ المصريون ويقوم فى الوقت المناسب ب«حل جذرى» لصواريخ القطاع. صحيفة «هآرتس» كان لها تفاصيل أخرى وردتها بتقرير لها أمس مضيفة أن 4 خلايا إرهابية تضم 12 مخربا قاموا بتنفيذ هجمات إيلات بعد انتشارهم فى مساحة واسعة بطول الطريق 12 الحدودى مع سيناء، لافتة إلى أن جزءا من الإرهابيين كان يرتدى ملابس بنية اللون تشبه ثياب الجيش المصرى. وبعنوان «معجزة نسبية» قالت «هآرتس» إنه فى الساعة ال12 ظهر الخميس الماضى بتوقيت إسرائيل وصلت التقارير المبدئية عن الهجوم الأول الذى قامت به قوة تابعة للجان للمقاومة الشعبية تضم مصريين وفلسطينيين، موضحة أن الخلية الأولى تكونت من 3 أشخاص وانتشرت على بعد 150 مترا من الخلية الثانية التى ضمت مخربين واستقرت بالقرب من الطريق على الجانب المصرى للحدود، فى حين اشتملت الثالثة على ما بين 3 و4 أشخاص ووقفت على بعد عشرات الأمتار جنوبا، بينما تمركزت الرابعة وراء مركز للشرطة المصرية مزودة بسلاح مضاد للطائرات. وأضافت «هآرتس» أن الهدف الأول كان سيارة إسرائيلية منطلقة من الجنوب إلى الشمال وتلقت نيرانا من الخلية الأولى المكونة من 3 أفراد لكنها فرت من المكان، ليتلقى الضربة أتوبيس قادم من الشمال ويصاب 7 مسافرين، بعدها جاء أتوبيس ثالث خال من المسافرين تم إطلاق النيران عليه من نفس الخلية، بعدها قام أحد المخربين بتفجير نفسه ليموت السائق. ولفتت إلى أنه بعد ذلك وصلت سيارتان من الشمال تستقلهما أختان وزوجاهما، مضيفة أن الإرهابيين كانوا يرتدون ملابس بنية اللون تشبه إلى حد ما ملابس الجيش المصرى لكن بشكل غير متطابق تماما، وهنا قام أحد الإرهابيين بإطلاق النيران على السيارة واغتيال الأربعة، بعدها فر أحد سائقى خلاطات الأسمنت من المكان وأبلغ قوة من لواء الجولانى على ما يحدث، وهى القوة التى كان يقودها موشى نفتالى الذى قُتل بعد ذلك، مضيفة أن سائق الخلاط دهس أحد الإرهابيين. وقالت الصحيفة إن سيارة أخرى وصلت من إيلات لتجد أمامها مخربا آخر من نفس الخلية الأولى فتح عليها النيران ليقتل أحد راكبيها، خلال ذلك وصلت قوة عسكرية إلى المنطقة ليغتالوا المخرب الثالث بالخلية كما قاموا باغتيال الإرهابيين الاثنين التابعين للخلية الثانية على بعد أمتار، لافتة إلى أنه بمرور الوقت وصل إلى المكان قائد المنطقة الجنوبية طال روسو الذى أمر بمهاجمة أحد المنازل برفح الذى كانت تتمركز به غرفة عمليات لجان المقاومة الشعبية لتلك الهجمات، وفى لحظة معينة تم فتح النيران وإطلاق صاروخ تجاه طائرة إسرائيلية وهنا ظهرت الخلية الرابعة التى كان موقعها وراء مركز للشرطة المصرية. وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى كان يقوم فيه إيهود باراك وزير الدفاع ورئيس هيئة أركانه بعقد مؤتمر صحفى وردت تقارير عن حادثة أخرى، ففى الوقت الذى كان يتحدث فيه قائد «شعبة أدوم» العسكرية الإسرائيلية الخاصة بالحدود مع سيناء مع الجنود المصريين لمعرفة ما حدث، لاحظت قوة إسرائيلية أن الجنود المصريين أخذوا يركضون وراء الخلية الإرهابية الثالثة وقاموا بالحديث معهم، وفى الوقت الذى ظن فيه الضابط المصرى الموجود بالمكان أن الحديث يدور عن جنود، طالبه قائد الشعبة، العميد تامير يدعى، بتسليم هؤلاء لجنود الجيش الإسرائيلى، وهنا فُتحت النيران من المكان الذى كان به أفراد الخلية. وأضافت «هآرتس» أن النيران تم إطلاقها من المكان الذى استهدفت منه الخلية طائرة لسلاح الجو الإسرائيلى مما أدى إلى مقتل بسكال أفراهامى قناص حرس الحدود الإسرائيلى، لافتة إلى أن إطلاق النيران تم فى الساعة التى كان يوجد فيها عشرات الجنود الإسرائيليين والمصريين بالقرب من المكان، كما تم إطلاق النيران على سيارة الإسعاف التى حاولت الوصول إلى المكان الذى فتحت به النيران، مشيرة إلى أن الجنود قاموا بالرد وأصابوا مطلقى النار لينتهى الأمر فى السادسة مساء. وذكرت «هآرتس» أنه خلال عمليات التمشيط والتفتيش التى قامت بها قوات الأمن المصرى قام أحد المخربين بتفجير نفسه، وكان قريبا من أعضاء الخلية الثالثة، مضيفة أنه عُثر أيضا على عبوات ناسفة فى المكان كانت مخصصة لقتل القوات الإسرائيلية إذا ما قامت بعمليات ملاحقة داخل الأراضى المصرية. تقرير آخر للصحيفة أشارت فيه إلى تعزيزات أمنية إسرائيلية على حدود مصر تحسبا لهجوم جديد، مضيفة أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى بينى جانتس أصدر أوامره بزيادة الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع مصر، بناء على توافر معلومات استخباراتية مفادها أن جماعات مسلحة تخطط لهجوم مشابه لهجوم الخميس الماضى الذى قتل 8 إسرائيليين. وقالت «هآرتس» إن الإجراءات الجديدة تشمل تفعيل وسائل جمع استخبارات إلكترونية وبصرية جديدة إضافة إلى دعم مركز قيادة البحرية فى مدينة إيلات جنوبى إسرائيل، ناقلة عن مسؤولين إسرائيليين أيضا أن الناشط بجماعة الجهاد الإسلامى، إسماعيل الأسمر، 34 عاما، الذى لقى مصرعه فى غارة للجيش الإسرائيلى صبيحة الأربعاء، كان مسؤولا عن نقل الأموال التى جرى استخدامها فى الهجوم على الحافلة الإسرائيلية، كما ذكرت «هآرتس» أن سيدة مصرية أصيبت بجروح طفيفة الأربعاء جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط فى مدينة رفح المصرية. من جانبها قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن مصر حذرت إسرائيل عقب هجمات إيلات الخميس الماضى، من أن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة ستشكل خطرا على السلام بين الدولتين وستؤدى إلى قطع العلاقات بينهما، موضحة أن التحذير يفسر سبب «رد الفعل الإسرائيلى الضعيف نسبيا» على هجمات الأسبوع الماضى التى قتل فيها 8 إسرائيليين. وأضافت «معاريف» أن مسؤولا إسرائيليا رفيعا جدا قال لآخر مصرى خلال محادثة بينهما الأسبوع الحالى «وقفنا التصعيد فى غزة من أجلكم»، موضحة أنه سبق ذلك محادثات بين وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك ورئيس المجلس العسكرى الأعلى فى مصر المشير طنطاوى ورئيس المخابرات المصرية مراد موافى.