حظى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والذى تم تنصيبه خلفاً للبابا المتنيح الراحل شنودة الثالث بمكانة كبيرة لدى قلوب الشعب الكنسى بوجه خاص والمصريين بوجه عام، ساعدت على ذلك مواقفه الوطنية ووقوفه مع ثورة 30 يونيو ورفضه أى اتدخلات فى الشأن المصرى. تم تنصيب البابا تواضروس يوم 18 نوفمبر من العام قبل الماضى 2012، وذلك بتنصيبه بطريرك للكنيسة بعد خوض الانتخابات وصوله إلى القرعة الهيكلية. حمل البابا تواضروس العديد من الآمال والمعاناة وكان أمام تحدٍ كبيرٍ خاصة بعد وقوف العلميين ومحاولة الزج بالكنيسة فى العمل السياسي وتوسيع دائرة الانتخاب وكذلك بتعديل قانون الأحوال الشخصية. تجنب الزج بالكنيسة فى العمل السياسي ورفض البابا توضروس الاحتفال بذكرى جلوسه العام الماضي، وفضل المشاركة مع الشعب المصري لخوض غمار المعركة مع الإخوان والإرهاب. الشعب الكنسي يعتبر أن البابا تواضروس له مواقف وطنية كبيرة بداية من تجليسه ولم شمل المسيحيين ورفضه التدخل الأجنبى فى الشأن الداخلي بدعوى حماية الأقليات خلال فترة كانت الأصعب على مصر، وذلك بعد تقلد الإخوان حكم مصر، كما أنه وقف داعماً لثورة 30 يونيو منحازًا لإدرادة الشعب المصرى ككل. لم شمل المسيحيين ورفضه التدخل الأجنبي وشدد البابا تواضروس على عدم الخلط بين السياسة والدين، مؤكدًا على عدم تدخل الكنيسة فى التأثير على الشعب الكنسي لاختيار رئيس الجمهورية رغم الانحياز التام للرئيس السيسي ومن قبله الاستفتاء على الدستور الجديد وهو ما أعلنه كثيرًا. كما أن للبابا تواضروس العديد من الصولات والجولات الخارجية، وذلك لتوطيد العلاقات الإثيوبية وحل أزمة سد النهضة، وكذلك وضع يده فى يد شيخ الأزهر لإعلان موقف موحد للمؤسسات الدينية المصرية. زيارات خارجية لتوطيد العلاقات الإثيوبية ثلاث نقاط يتعبرها الشعب الكنسي مفصلية تحتاج لحل كبير تصل إلى حد الخلاف أحيانا، وهى قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، والذي يطالب كثيرين منهم فتح عملية الطلاق بواسطة الكنيسة، وطالبوا الطلاق لعلة الزنا والسماح للزواج بأخرى إلا أن الكنيسة تصر على تطبيق المنهج الكنسي، بأن يكون الزواج مرة واحدة فقط، بينما يزال الأمر قيد البحث والمناقشة. وينتظر الشعب الكنسي اعتماد لائحة البطريرك للعمل بها، وذلك بعد الحصول على موافقة بالإجماع على التعديلات الجدية من المجمع المقدس إلا أنه لم يتم اعتمادها حتى الآن انتظارًا لتكشيل البرلمان المقبل واعتماده بصورة رسمية. وتأتى ثالث هذه النقاط فى قانون دور العبادة الموحد، والذي يأمل المسيحيون أن يتم حل هذا الأمر فى عهد البطريرك تواضروس. صديق: البابا تواضروس قاد الكنيسة خلال فترة عصيبة آباء وكهنة الإسكندرية أعربوا عن سعادتهم بذكرى تجليس البابا تواضروس، وتمنوا له المزيد من النجاحات وتحقيق أحلام وآمال الشعب الكنسي وأجمعوا على أنه نجح فى لم شمل الشعب الكنسي. وقال الدكتور كميل صديق، عضو المجلس الملى، إن البابا تواضروس قاد الكنيسة خلال فترة عصيبة تخللها أحداث كبيرة على القطر المصري ككل وأنه نجح فى لم شمل الكنيسة. وأضاف صديق "إن البابا تواضروس دائماً ينحى الكنيسة جابناً عن أى عمل سياسي ويعمل على أن تكون مهمتها الأولى والأخيرة هو العمل الدينى فقط"، أما عن قوانين تنتظرها الكنيسة والشعب الكنسي فأكد أن هناك أمور لا تؤخذ بقرارات فردية وهناك آراء دينية وأخرى قانونية ويتم البت فيها، موضحًا أنه يعتقد مع انعقاد البرلمان المقبل سيكون هناك تفهمات وحلول لكثير من الأمور التى تحتاج للحل ومن بينها اللائحة الجديدة التى أصبحت جاهزة وتنتظر موافقة برلمانية.