قال لايان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة الجارديان البريطانية، الجمعة، إن مجموعة من الأجانب التقوا الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرًا في العاصمة دمشق، وقالوا إنه بدا هادئًا للغاية، فقد ابتعد عن دائرة الضوء بعد تحوّل أنظار العالم عنه لتتركز على الحرب الدائرة مع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وأضاف بلاك، في مقال تحليلي له بالصحيفة البريطانية والذي عنْونه تحت اسم"سياسات الولاياتالمتحدة في سوريا تسير لصالح الأسد"، أن مصدرًا له أكد أن الرئيس السوري تلقى تطمينات نقلها الإيرانيون ومندوب سوريا بالأمم المتحدة عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول أن اهتمام بلاده منصّب على محاربة التنظيمات المتشددة، وأنه لا نيّة لديه لمعاونة أي جماعة مسلّحة تهدف إلى الإطاحة بالأسد. ويقول الكاتب إن مَنْ يدفع ثمن التحوّل الدولي، هم الجبهة الثورية السورية، وحركة حزم التي تشكلت من نحو 22 فصيلاً من المعارضة المسلحة المنطوية تحت الجيش السوري الحر، فقد بدأوا بالفعل في فقدان بعض مكاسبهم في منطقة إدلب أمام جبهة النصرة. ونقل بلاك عن فيصل عيتاني، الخبير الاستراتيجي في معهد أطلنطس للدراسات الاستراتيجية أن الولاياتالمتحدة تريد من المعارضة السورية المسلحة أن تحارب معها تنظيم "داعش"، فيما لن تدعم هي أي حرب خارج ذلك الإطار. وأشار الكاتب إلى أن الاستراتيجية الدولية الحالية في سوريا تضع المعارضة السورية المعتدلة في موقف شديد الصعوبة، فالمطالبات بفرض منطقة حظر جوي ذهبت سدى فيما تلقى العروض الاوروبية بشأن تجميد موقف المعارضة على الأرض وتمديد وقف اطلاق النار في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة والتفاهم مع الأسد لمحاربة "داعش" ترحيبًا متزايدًا في أوروبا، وهو الأمر الذي قد يفسر حالة الرئيس السوري المعنوية بحسب بلاك.