تخوض قواتنا المسلحة معركة تطهير سيناء من الإرهاب بكل قوة، وتعود لتشارك رجال الشرطة فى حماية المرافق والمنشآت العامة، كانت عصابات الإرهاب تتصور أنها بأعمالها الإجرامية يمكن أن تنال من عزيمة جيشنا الوطنى أو أن تهزّ الثقة بينه وبين الشعب، وكان الرد حاسمًا.. الشعب بكل فئاته يقف صفًا واحدًا وراء جيشه الوطنى وهو يخوض الحرب المقدسة، والجيش الوطنى يواصل المعركة وهو أشد بأسًا وأكثر تصميمًا على القصاص للشهداء والثأر للوطن، وكانت عصابات الإرهاب تظن أنها بمثل هذه الجرائم سوف تشلّ إرادة الدولة، وها هى الدولة تتحرك بقوة، ليس فقط على جانب المواجهة الأمنية، ولكن فى كل المجالات التى تجفف منابع الإرهاب، وتستمر أيضًا فى عملية البناء والإصلاح التى لا يريد أعداؤنا لها أن تتم. ونحن فى قلب المعركة.. يتم الإعلان عن إنشاء الشركة المساهمة التى يبلغ رأسمالها 20 مليار جنيه، والتى تستهدف تشغيل مليون شاب، إن كل فرصة عمل هى إضافة لاقتصاد الدولة، ولكنها -قبل ذلك- هى انتصار للأمل وضخ لحياة جديدة فى شرايين المجتمع، وهى خصم أكيد من مساحة لليأس ينشط فيها خفافيش الظلام. أيضًا ونحن فى قلب المعركة.. يعود رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب ليؤكد العزم على خوض المعركة ضد الفساد حتى النهاية، ويركز مرة أخرى على قضية نهب أراضى الدولة التى تمثل أخطر صور نهب المال العام التى رأتها مصر على مدى عقود. يقول رئيس الحكومة إن من يضع يده على أراضى الدولة ستقطع، وأن حق الدولة لن يضيع، ولقد أصبح معروفًا أن حق الدولة فى أراضى الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية فقط قد يصل إلى 150 مليار جنيه، وها هم المسؤولون يعلنون أن الأرض المغتصبة فى مدينة السادات تتجاوز قيمتها 50 مليار جنيه، وقلْ مثل هذا عما حدث فى كل أنحاء مصر. والحديث هنا يتجاوز استعادة مئات المليارات من الجنيهات التى نهبت من الدولة بغير حق، الحديث هنا يؤكد أن الدولة تُدرك جيدًا أن الفساد والإرهاب «إيد واحدة»!! وأنه إذا كانت سيطرة التكفيريين على جزء كبير من التعليم ومن منابر المساجد هى الكارثة الكبرى، فإن الفساد هو الظهير الأساسى للإرهاب، وهو البيئة الحاضنة لكل الموبقات، بدءًا من الاستبداد حتى انتزاع اللقمة من الأفواه ليزداد ثراء القلة الفاسدة، وتزداد شراسة الفئة الضالة!! أيضًا يعطى تأكيد الدولة محاربة الفساد إشارة، نرجو أن تكون صحيحة، إلى أنها لا تبارك محاولات حزب الفساد لاستعادة مواقعه التى كانت قبل ثورة يناير!! هذه المحاولات التى تزداد خطورتها بالسعى الحثيث لتكوين احتكارات إعلامية مشبوهة، وبالتحضير للانتخابات البرلمانية اعتمادًا على هذا الإعلام الفاسد، وعلى هذه الأموال المنهوبة، وبهذه المحاولات التى لا تنتهى لشقّ الصف الوطنى، والإساءة لقوى الثورة التى أسقطت تحالف الفساد مع الاستبداد فى يناير، ثم أسقطت تحالف هذا الفساد مع الإخوان فى يونيو! حربنا ضد الإرهاب لا تنفصل عن حربنا ضد الفساد، ولا عن معركتنا من أجل بناء مصر وطنًا لكل المصريين، يتحصَّن بالعدل وبالحرية ويتقدم بالعمل وبالعلم وبوحدة شعبه القادرة على إسقاط كل مؤامرة وهزيمة كل عصابات الإرهاب.