إذا كان الصحفى أولا والإعلامى ثانيا جابر القرموطى نجح فى حصد كل هذا الاهتمام الجماهيرى والنقدى، رغم أنه لا يطبق قواعد تقديم البرامج التليفزيونية، فهذا أمر يُحسب على من يتمسكون فقط بالقواعد، لكن غابت عنهم الروح التى تحتاج إليها فئات عديدة من المشاهدين المصريين، وهو ما أدركه القرموطى، الذى نجح فى نحت «ستايل» خاص به بين كل الإعلاميين، خارجا بهذا الستايل بعيدا عن المنافسة. القرموطى دخل المجال صدفة، وظل لأربع سنوات على الأقل ملتزما بقراءة الصحف، قبل أن يوسع اهتمامات برنامجه «مانشيت» لتمتد إلى كل مجالات اهتمام المواطن العادى. برنامج «مانشيت» تغير موعده أكثر من مرة فى السنوات الثلاث الأخيرة، لكن ما زال الجمهور يبحث عن القرموطى والقضية التى سيتناولها فى حلقة اليوم، التى غالبا ما تجبر المعنيين بها على التحرك، فى اتصال من مواطنة سويسية ب«راديو مصر» بسبب مشكلة واجهتها فى صرف المعاش، قالت: لجأت إليكم، وكان خيارى الثانى والأخير هو القرموطى، لأن «راديو مصر» و«مانشيت» فقط من يهتمان بمشكلات البسطاء، ويعلم اللاعبون فى سوق البرامج جيدا كم تُحمل تلك المشكلات أعباء لا آخر لها على عاتق صنّاع البرنامج، لكن ما زال القرموطى وفريقه يتحملونها بكل صبر، مخلصين لجمهور يتابع البرنامج، ولا يتواصل معه على مواقع التواصل الاجتماعى. صحيح أن معظم متابعى القرموطى ليسوا من الشباب، لكن الغريب أن الانتقادات تأتى دائما من الشباب، الذين يثبتون صورة له من فقرات يقدمها على طريقته الخاصة، ويتندرون عليها، بينما الجمهور المخلص ل«مانشيت» يهتم أكثر بالمضمون. الخلاصة أن كل إعلامى يجب أن يكون له ستايل خاص به لجذب الجمهور، وهو ما نجح فيه المحرر الاقتصادى جابر القرموطى، وإن كان ما زال بحاجة إلى الالتزام بعض الشىء بقواعد تقديم البرامج التليفزيونية، بما لا يؤثر على هذا «الستايل»، وباستعادة الاهتمام بأحوال الصحافة المصرية إلى جانب هموم الشارع المصرى، وعدم التوقف عن النزول للناس كما كان يفعل قبل شهور حتى تستمر الحالة التى فرضها على الساحة الإعلامية فى مصر، وجعلته مطلوبا كضيف فى برامج ومؤتمرات كبرى لا تضع فى اعتبارها انتقادات من يصابون بالاستفزاز من «تقاليع» القرموطى.