التضارب الذي حدث خلال الأيام الماضية حول ملابسات استشهاد الجنود المصريين بسيناء أنهوه تقرير قوات حفظ السلام الدولية والذي جاء فيه، أن توغلاً إسرائيلياً برياً تم داخل الأراضي المصرية في سيناء، هو الذي أسفر عن استشهاد خمسة أفراد من الشرطة، بعد أن اشتبكت مع القوات الإسرائيلية، وهو عكس ما ذكرته وسائل الإعلام بأن طائرة هليكوبتر إسرائيلية اخترقت الحدود وأطلقت النار على الجنود، وأفاد التقرير بأن الجنود المصريين لم يستهدفوا بواسطة طائرة كما ذكرت وسائل الإعلام، إذ رصدت قوات حفظ السلام توغلاً إسرائيلياً عند النقطة 79، وأن الوحدة التي توغلت في الأراضي المصرية اشتبكت مع وحدة الشرطة المتمركزة عند النقطة 79، ما أسفر عن استشهاد 5 وإصابة اثنين آخرين وهذا ما أكده أيضا تصريح الدفن الخاص بالشهيد « طه محمد ابراهيم » أحد جنود الأمن المركزى الذين استشهدو والذى حصلت « التحرير» على نسخه منه الصادر عن مكتب الصحة بمحافظة شمال سيناء موضحا أن سبب الوفاه هو طلق نارى فى الفخد الأيسر ونزيف خارجى جسيم هذا بالإضافة إلي أن التقرير لم يرصد أي تسلل لفلسطنيين من داخل إسرائيل إلي سيناء. اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي، قال أن عملية التضارب التي حدثت خلال الأيام الماضية بين القول بأن هناك طائرة قتلت واصابت الجنود المصريين في حين أن تصاريح الدفن الخاصة بالجنود الذين استشهدوا تؤكد تعمد قتلهم من قبل القوات الإسرائيلية ترجع إلي أن اسرائيل لم تكن تعلم القوات متعددات الجنسيات بسيناء سوف تكشف هذا التوغل البري وانتهاك معاهدة السلام والخطوط الحدودية بينها وبين مصر وبالتالي لم يكن أمامها سوي الاعتراف بذلك وتقديم الأعتذار وهذا هو التفسير المنطقي للأعتذار الإسرائيلي والذي استغرابه الجميع لأنه معروف عنها انها لا تعتذر وأن حدث ذلك يكون بصعوبة . وأوضح الخبير الاستراتيجي أن التحرك القادم لإسرائيل سوف يكون الإعلان عن هذه التصرفات هي تصرفات فردية وأخطاء شخصية من بعض الأفراد في القوات كما أنها ستقدمهم للمحاكمة وذلك في العلن وأمام الرأي العام العالمي وفي السر سيتم الأفراج عنهم ومثل هذه الأمر حدث قبل ذلك في العديد من القضايا مع الفلسطنيين ولكنها لم تحدث مع مصر قبل ذلك . وكشف مسلم النقاب أن هذه التصرفات الإسرائيلية لها العديد من التفسيرات ومنها انه من الممكن أن تكون القوات الإسرائيلية توغلت في سيناء وهي لا تعلم وهو امر مستبعد خاصة في ظل تطور الأجهزة والمعدات الخاصة بتحديد المسار والتفسير الثاني هو محاولة التفكير في مخططها القديم بتوطين الفلسطنيين بسيناء واجلائهم من الأراضي المحتلة ومعرفة ردة فعل مصر من ذلك والتفسير الثالث وهو الأخطر هو محاولة إسرائيل لتوسيع حدودها وهو ما يعني عدم استبعادها لفكرة توسيعها من خلال سيناء تحت دعاوي أن إسرائيل مساحتها محدودة وغيره من هذه الأوهام . قال اللواء طيار أمين راضى أن تقرير قوات حفظ السلام هو الأصح بإعتبارها جهة محايدة بين البلدين وأن هدف إسرائيل من قولها أن الجنود المصريين لقو مصرهم عن طريق الطيران هو أن الطيران تاثيره واسع المدى وأنهم استشهدو عن طريق الخطأ ولكنه جاء تقرير قوات حفظ السلام كاشفا لكذب إسرائيل ومؤكدا أن العملية الأخيرة مدبرة وليست عن طريق الخطأ. ومن جانبهم فسر الكاتب المتخصص فى الأمن القومى محمد الجوادى أن ما حدث فى سيناء من توغل برى هو نفس هو نفس ما حدث فى عام 1955 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحينئذ توغلت إسرائيل بهدف جيس نبط قيادات القوات المسلحة وقتها والشارع المصرى مشيرا أن الأحداث الاخيرة هدفها جس نبط المجلس العسكرى والشعب المصرى بعد ثورة يناير وأنها تدل عى خطه إسرائيل لإعادة احتلال جزء من الأراضى المصرية بسيناء .