كل التهانى لشعبنا العظيم وأمتنا العربية بعيد الأضحى، وذكرى حرب أكتوبر المجيدة، داعين الله أن ينقل مصر والعرب من أفضل إلى الأفضل بإذن الله. وفى هذه المناسبة فوجئت بعديد من الشباب يلفت نظرى إلى ما حدث فى أثناء احتفالات القوات المسلحة بذكرى أكتوبر الحادية والأربعين، إذ أتيحت الفرصة لقناة «صدى البلد»، ويمثّلها أحمد موسى ورشا مجدى «شقيقة زوجة علاء مبارك» المشاركة فى الاحتفالية ونقلها إلى الجمهور، وتساءلوا: هل هذا يليق؟! وكيف تتورط القوات المسلحة فى احتفاليتها بهذا التصرف؟! وكيف يتورط التليفزيون المصرى فى هذه الجريمة النكراء؟! وسألتهم: ما الذى رأيتموه خطأ فى هذا التصرف؟ ردوا بحسم إن مثل هذه التصرفات تؤكد أن احترام هؤلاء لثورة 25يناير كلام نظرى، ولا وجود عملى له، الأمر الذى يباعد بين الشباب والحكم، لأن الشباب لا يقتنع إلا بالأفعال لا بالأقوال! وتساءلوا: ما قيمة الدستور الذى وافق عليه الشعب فى يناير الماضى ونص فى ديباجته على أن الشعب المصرى قام بثورتين عظيمتين هما: ثورة «25 يناير» و«30 يونيو»، وفى المواد الانتقالية أن الديباجة ملزمة مثل باقى مواد الدستور؟ وتساءلوا: أيضا عمن يخرجون عن الدستور وينتهكون مواده علنا، ويتهمون ثورة 25 يناير بأنها مؤامرة، ويفسح لهؤلاء المجالس ويلتقون المسؤولين ويصدعون الأدمغة ليل نهار من خلال قنوات رجال أعمال مبارك مثل «صدى البلد»، وغيرها، بل ويحضرون لقاءات رئيس الجمهورية؟ فكيف نصدّق إذن المسؤولين فى الدولة الآن إذا كانت هذه هى تصرفاتهم؟! وقالوا: إن السلطة تضحك على الشعب بالنصوص، ثم تفعل ما تشاء، والنقطة الرئيسية هى فى كيفية تعامل الدولة مع ما حدث فى 25 يناير 2011 هل هو ثورة أم لا؟! إذا كانت ثورة فإن الدولة عليها أن تغسل يديها ممن يدعون على الثورة بأنها مؤامرة، وتحريك دعاوى قضائية ضدهم إذا لم تكن قادرة على إلجامهم، بتهمة انتهاك الدستور وإهانة الشعب، وإلا فإن الدولة الرسمية والسلطة الفعلية فى البلاد متورطة فى ذلك. هكذا يتحدّث الشباب المصرى الجميل الذى يتسم بالنقاء والوطنية والغيرة على مصر وثورتهم، ولا يعرفون المراوغة ولا درجات الألوان، فالدنيا لديهم إما أبيض وإما أسود. وتعاطفًا منى مع ما يقوله الشباب، قمت بالبحث والتحرى على مواقع النت والقنوات المختلفة لمراجعة ما أثاروه ووجدته حقيقة، حيث شاهدت بنفسى «أحمد موسى ورشا مجدى» وفى يديهما «لوجو» قناة «صدى البلد»، دون غيرها من القنوات يشاركون فى بثّ احتفالية أكتوبر مع التليفزيون المصرى، وتساءلت لدى عديد من الزملاء فى التليفزيون، حول حقيقة هذا الموضوع فأبلغونى أن التليفزيون أتاح الفرصة لهذه القناة دون غيرها، وبلا مبرر، ويبدو أنه جزء من صفقة دون معايير تتفق مع جلال المناسبة، وتنقية الأجواء حولها، وهى ذكرى أكتوبر الحادية والأربعون، وتتفق مع احترام الدستور ونصوصه، وهو الذى لم تجف الأحبار التى طبعت بها مواده، ولم يمض عليه عام واحد على الأقل! وتأكد لى من خلال ما نشر فى الصحف هذه الوقائع، ولم يصدر بيان واحد يوضح حقيقة ما حدث، الأمر الذى ترك علامات استفهام وشبهات سياسية لدى جميع أطراف الواقعة. فالمعروف أن قناة «صدى البلد» تهاجم ليل نهار ثورة 25 يناير 2011، وتتعامل معها باعتبارها مؤامرة، وهى التى قام بها الشعب المصرى بالملايين، ويربط هؤلاء بين تصرفات سلبية لبعض الشباب لم تثبت حقيقتها بعد ولم يقدم أحدهم لتحقيق رسمى حتى الآن، الأمر الذى يجعل مثل هذا الكلام مجرد ادعاءات دون دليل دامغ، حتى ولو كان ذلك صحيحا، فإن الذى قام بالثورة هو الشعب المصرى فى عموم البلاد، كما أن هذه القناة تدافع ليل نهار عن حسنى مبارك ونظامه الفاسد، لأن صاحبها أحد رموز هذا النظام، الذى ثار الشعب ضده، وتضم القناة عددًا كبيرًا من المذيعين يهاجمون ثورة 25 يناير بشكل شرس، وفى مقدمتهم «الأمنجى» أحمد موسى، وصاحبة الفتنة عندما كانت فى التليفزيون المصرى رشا مجدى، وهما اللذان أتيحت لهما الفرصة لتمثيل القناة فى نقل احتفالية أكتوبر، وبالتنسيق مع التليفزيون، والمؤكد مع الإدارة العامة للشؤون المعنوية المسؤولة عن هذه الاحتفاليات وشؤون الإعلام بالقوات المسلحة. وقناة «صدى البلد» ليست الوحيدة، بل هناك قنوات أخرى ببرامج محددة موجهة ضد ثورة 25يناير، ومحاولة تكريس أن 30 يونيو هى الثورة وما عداها مؤامرات! والسؤال: متى تتوقف هذه المؤامرات التى تستهدف غسل أدمغة الشعب والتشكيك فى إرادته وتحميله مسؤولية أخطائه عندما تحرك ضد مبارك ونظامه، حتى إهانة الشعب عندما صدّق على دستور تضمن أن 25 يناير، 30 يونيو، ثورتان عظيمتان؟! ما الحل مع هؤلاء؟! ما موقف الرئاسة العملى لا الخطابى؟ وما موقف الحكومة الرسمى والعملى لا القولى؟! الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، وما زال الحوار متصلا.