ساد ميدان التحرير واعتصام ماسبيرو هدوء حذر في انتظار مسيرة ألتراس أهلاوي، التي من المقرر إنطلاقها من أمام مقر النادي الأهلي بالجزيرة إلى مقر وزارة الداخلية بميدان لاظوغلي، حتى مثول الجريدة للطبع، اعتراضا على ترك الأمن جمهور الأهلي فريسة للبلطجية في استاد بورسعيد. ورغم إزالة المعتصمين لخيامهم عند مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، إلا أنهم قاموا بإغلاق أحد الاتجاهين، على طريق الكورنيش والمطل عليه مبنى ماسبيرو، اعتراضا على مجزرة بورسعيد، ما أدى إلى حدوث مشادات عنيفة بين عدد من سائقي سيارات النقل والمعتصمين، وردد شباب المعتصمين «البلطجية أهم» في إشارة إلى عدد من الذين حاولوا الاعتداء عليهم. شباب ألتراس أهلاوي وألتراس زمالك «وايت نايتس»، نظموا مسيرات صغيرة جابت ميدان التحرير، صوب ماسبيرو والعكس، للتنديد بمجزرة إستاد بورسعيد التي راح ضحيتها 80 من مشجعي الأهلي، وردد المشاركون في المسيرات، يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.. شوفت فلولك يا حسني .. قتلوا إخواتنا في المصري، أنا في الميدان عنواني ومش همشي من مكاني، مصر دولة مش معسكر.. لسة فينا ناس بتفكر.. يسقط يسقط حكم العسكر. كما قام معتصمو التحرير بإغلاق جميع مداخل ميدان التحرير، ما أدى إلى حدوث مشادات بين عدد من المعتصمين ومواطنين رفضوا إغلاق الميدان أمام السيارات، لكن المعتصمين رفضوا فتح مداخل الميدان وعلقوا لافتة كبيرة كتبوا عليها «الميدان مغلق والاعتصام مفتوح». فيما أصدرت عدد من القوى السياسية بيانا نددت فيه بأحداث مجزرة بورسعيد وقالت فيه: إن هذه المذبحة لم تنتج عن إهمال جسيم يحاسب عليه القانون في توفير الأمن للمشجعين وحسب، بل تخطت ذلك الى قيام قوات الأمن بمشاهدة هذه الأحداث عند وقوعها، وعدم التحرك لوقفها أو منعها من الحدوث، وتسهيل دخول البلطجية المأجورين المتسربين وسط جماهير النادى المصري وهم مسلحون إلى منطقة مشجعي الأهلي بعد إغلاق الأبواب عليهم، على الرغم من حتمية الكارثة في هذه الحالة، وترك الجانبين يقتلون بعضهم البعض تحت بصرها ودون أن تتدخل لمنع ذلك، وترك مدينة بورسعيد تتحول إلى ساحة حرب دون أن تقوم بأي مجهود لدرء هذه المخاطر، وهو ما يؤكد وجود رغبة مبيتة في تشجيع هذه الأحداث. البيان أشار إلى أن أحداث الانفلات الأمني المتكررة هذه الأيام من حالات سطو مسلح وسرقة بنوك وماحدث في استادي بورسعيد والقاهرة، يثير الشكوك حول دوافع هذه العملية، مضيفا: هذه التصرفات هي تصرفات منظمة من قبل مجموعة من البلطجية المأجورين ليظل المشهد الحاكم فى مصر هو تصفية واضحة للشباب الذين فجروا شرارة هذه الثورةعلى حد قول البيان. ووقع على البيان الجبهة الحرة للتغيير السلمي وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وجبهة ثوار مصر، وحركة صفحة الغضب المصرية الثانية. وقال محمود عفيفي المتحدث الإعلامي لحركة 6 ابريل: هل من المنطقي أن تنجح قوات الأمن والجيش في تأمين انتخابات مجلس الشعب على مستوى الجمهورية ولا تقدر على تأمين مباراة كرة قدم. عفيفي لم يستبعد أن تكون هذه الأحداث مدبرة لفرض الأحكام العرفية وإعلان حالة الطوارئ في البلاد. فيما وصفت حركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية مجزرة بورسعيد بأنها ضمن الخطة، التي ينتهجها المجلس العسكري في عملية فرض سيطرته على البلاد، مشيرة إلى أن مثل هذه الأحداث تتكرر عند الحديث عن قرب الغاء حالة الطوارئ. وطالبت الحركة بسحب مجلس الشعب الثقة من حكومة الجنزوري، وإعادة هيكلة شاملة لوزارة الداخلية والإنهاء الكامل لحالة الطوارئ.