معرفتى الوثيقة بالشعب الإسبانى تجعلنى أؤكد أن معظم أفراده أساتذة فى (أكل دماغ الزبون) بعديد من أساليب الأونطة والفهلوة، لإقناعه أنهم شغالين جامد وفاهمين كويس هم بيعملوا إيه.. من الآخر زينا يعنى! المواطن الإسبانى خوان كارلوس جاريدو، مدرب الأهلى، ليس استثناءً من هذه القاعدة -بل هو القاعدة نفسها- بعدما ظهر من ضعف فى رؤيته الفنية وتواضع إمكاناته التدريبية، لكنه مع ذلك يصر على تسويق نفسه كخبير كروى عالمى سابق لعصره وأوانه. الهزيمة الأخيرة فى الدورى أمام فريق الرجاء الصاعد ليست سوى حلقة جديدة من سلسلة العروض المهتزة للفارس الأحمر تحت قيادة هذا (العبقرى) الذى لم تظهر كراماته حتى الآن. الانتصارات التى تحققت فى عهده لم يكن له فيها أى دور ملموس، بل جاءت كلها نتيجة لقوة الدفع الذاتى للاعبين المعتادين على نغمة الفوز، أو بسبب تواضع مستوى المنافسين، وربما أيضا بمساعدة عامل دعاء الوالدين! الفريق نال لقب الدورى بشق الأنفس وبفارق هدف واحد عن منافسه سموحة، الذى عاد بعد ذلك ليقصيه من كأس مصر بعد لقاء شهد تفوقا كاملا لمدرب ولاعبى الفريق السكندرى. خلال مرحلة دورى المجموعات فى مسابقة الكونفيدرالية لم يفلح فى إضافة بصمة جديدة على المردود الفنى لفريقه، الذى تأهل للدور النهائى دون أن يقدم مستوى مقنعا أمام منافسين ضعاف، بلا اسم ولا تاريخ. البطولة التى تحققت على يديه كانت كأس السوبر عقب التغلب على الزمالك بضربات الجزاء الترجيحية التى لعب فيها الحظ -وليس جاريدو- دورا كبيرا فى ترجيح كفة الأهلى رغم أنه كان الأقرب إلى الخسارة. سأستعرض معكم مسيرة هذا المدرب، ثم أترك لكم الحكم على كم إنجازاته ومدى خبراته: لم يمارس لعب كرة القدم فى أى ناد معروف، واتجه إلى عالم التدريب مبكرا قبل أن يبلغ سن ال24 عاما. فى البداية قاد عددا من فرق الناشئين المحلية، ثم حدثت طفرة كبيرة فى مشواره عندما تولى تدريب رديف نادى بياريال الإسبانى عام 2007، وصعد به إلى دورى الدرجة الثانية لأول مرة فى تاريخه، مما دفع إدارة النادى إلى تصعيده فى العام التالى للعمل مديرا فنيا للفريق الأول، فحصل معه على المركز السابع فى أول مواسمه، ورغم ذلك منحه القدر فرصة خوض منافسات بطولة الدورى الأوروبى بدلًا من ريال مايوركا، الذى تم استبعاده بسبب مشكلات مالية. قدم مستوى جيدا خلال مشاركته فى هذه المسابقة، ووصل إلى الدور قبل النهائى فى مفاجأة كبرى قبل أن يتم إقصاؤه على يد بورتو البرتغالى. عام 2011 نال المركز الرابع فى الليجا، وشارك فى الشامبيونز ليج، لكنه انهزم فى جميع مبارياته ولم يحقق أى نقطة فقررت الإدارة الاستغناء عن خدماته مع نهاية الموسم. تعاقد مع كلوب بروج البلجيكى فى تجربة لم تستمر أكثر من عشرة أشهر، عاد بعدها إلى بلاده ليقود فريق ريال بيتيس لمدة 47 يومًا، لم يفز خلالها سوى مرة واحدة فقط، فقام النادى الأندلسى بإقالته فى يناير الماضى بعد الخسارة أمام ريال مدريد 0/5.