بدأ أكثر من 3 ملايين حاج جاءوا من كل أنحاء العالم للوقوف على جبل عرفات ليؤدوا الركن الأعظم من الحج، منادين" لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك". يقف ضيوف الرحمن متضرعين إلى الله تعالى على جبل عرفات، رافعين أيديهم إلى السماء داعين الله عز وجل أن يجعل حجهم مبرورًا وسعيهم مشكورًا، وأن يغفر لهم ما تقدم من ذنبهم، وأن يتقبل حجهم هذا العام، وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين كما ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب ولا خطايا. وارتدى جبل عرفات اليوم (الجمعة) أجمل حلة له بعد أن تحول إلى اللون الأبيض فلم يعد به مكان لقدم، الغنى مع الفقير والأبيض مع الأسود، والرئيس مع المرؤوس والقوى مع الضعيف، اختلفت اللغات ولكن توحد النداء "لبيك اللهم لبيك" وارتفع إلى عنان السماء باللغة العربية، الكل يدعو بما يجيش في صدره من أمانٍ ودعوات، طامعين من الله عز وجل أن يتقبل حجتهم ويستجيب لدعواتهم. عمت الوجوه فرحة راضية ولم يعبأ أصحابها بحرارة الشمس التي تجاوزت ال45 درجة، أو بالزحام الذي يحيط بجنبات المشعر الحرام، على رغم أن بعضهم لم يعرف النوم طريقًا إلى عينيه منذ يومين، ولكن هى الفرحة لتحقيق الحلم وأداء الفريضة والفوز برحلة العمر. وتختلف الصورة هذا العام عن الأعوام الثمانية السابقة، فقد حالف الحظ ضيوف الرحمن وجاءت وقفة عرفات يوم (الجمعة)، وهو اليوم الذى وقف فيه سيد الخلق أجمعين (محمد بن عبدالله) على صعيد عرفات الطاهر في حجة الوداع، مناديًا ربه بالمغفرة لابناء أمته. وقد اتفق العلماء على أن الوقوف بعرفات يوم (الجمعة) له العديد من الفضائل، نظرًا لأن المولى (عز وجل) خصه بساعة إجابة للمتضرعين إليه، فما بالك وتلك الساعة على عرفات الطاهر.