يبدو أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، ما زال يطمح فى الاستمرار على كرسى رئاسة حزب الليكود الحاكم، ربما ليواجه ما يسميه فى خطبه المتكررة ب«الأخطار التى تحدق بتل أبيب» كالبرنامج النووى الإيرانى، أو قيام دولة فلسطينية أو غيره. فأمس أجريت انتخابات الرئاسة للحزب اليمينى المتشدد وسط توقعات بفوز نتنياهو الذى قام منذ أسابيع بتقديم موعد الانتخابات، ليضمن الفوز بكرسى الرئاسة فى «الليكود»، وحتى لا يجد أىٌّ من منافسيه الوقت لتنظيم حملاتهم الانتخابية التى قد تستغرق شهورا قبل إجراء الانتخابات، فى الوقت الذى ينافس نتنياهو على هذا المنصب موشى فيجلين أحد قادة الحزب. هذه الانتخابات تأتى فى وقت طفح فيه الكيل بالفلسطينيين، وزاد احتقانهم من ألاعيب تل أبيب ورفضها وقف الاستيطان وتحايلها للاستمرار فى مباحثات مع حكومة رام الله دون جدوى، فقد حمّلت منظمة التحرير الفلسطينية أمس تل أبيب المسؤولية الكاملة عن فشل اللقاءات والمباحثات التى أجراها الجانبان بالعاصمة الأردنية مؤخرا بسبب موقف إسرائيل من الاستيطان. المنظمة الفلسطينية أعلنت أنها ستصعّد من حملاتها الدولية، لإقامة الدولة كما ستعمل على مواصلة المقاومة الشعبية السلمية وتوسيع نطاقها ضد جرائم الاحتلال وتماديه فى انتهاك جميع حقوق الشعب الفلسطينى. إيران ربما تكون كلمة السر الثانية فى طمع نتنياهو فى الكرسى الرئاسى خصوصا مع ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن عسكريين إسرائيليين أمس بأن الضربة العسكرية لإيران قد تكون منتصف العام، وربما تكون رغبة رئيس وزراء تل أبيب فى الاستمرار فى منصبه تستهدف الإبقاء على قوة تأثيره لحشد الأصوات الإسرائيلية ضد ضرب طهران خصوصا مع وجود كتل داخل حكومته وداخل الكنيست ترفض الأمر. وفى ما يتعلق بالانتخابات الأمريكية أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن فوز نتنياهو سيضعه فى موقف أفضل فى التعامل مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يكتنف الجفاء علاقته.