الزمالك استهل مشواره فى بطولة الدورى بعرض كروى فنى رائع توَّجَه بنصف دستة (دانات) دكّ بها حصون طلائع الجيش. هذا الفوز الساحق أعاد الحياة إلى حسام حسن ولاعبيه، وأنقذهم من غضب مرتضى منصور الذى كان سيقدمهم جميعًا -فى حالة الهزيمة- إلى محاكمة عسكرية تنتهى بإحالة أوراقهم إلى فضيلة المفتى! الكتيبة البيضاء استخدمت كل أسلحة الهجوم الثقيلة المدعومة بطلعات طيران مكثّفة من الأطراف فى سبيل حسم المعركة مبكرًا، وبالفعل نجحت فى اختراق الدفاعات المنيعة للمنافس بعد أن أفقدته توازنه بست قذائف جوية وأرضية. فى المقابل كان أداء طلائع الجيش أشبه بمستوى طلائع الناشئين، رغم أنه جدَّد فريقه بالكامل واستعان بأسماء معروفة فى عالم الكرة المصرية، لكنها فى هذا اللقاء كانت مجرد أسماء دون أفعال! كل لاعبو الزمالك ممتازين، لكننى سأختص بالذكر والتحليل أربعة منهم: أيمن حفنى: ساحر يلعب بالكرة والبيضة والحجر. طوّع كوكتيل مهاراته الفردية العالية لصالح الفريق ولم يكن أنانيًّا، خصوصًا فى لعبة الهدف الثانى التى (مطوح) فيها كل المدافعين فى اتجاه، ثم أهدى تمريرة حريرية إلى زميله فى الاتجاه الآخر، لينفرد ويسجِّل. يجب على الجهاز الفنى أن يهتم بتطوير اللياقة البدنية والقدرة الجسمانية لهذا اللاعب المبدع الذى هو خليط ما بين حمادة عبد اللطيف وحازم إمام الكبير. محمد كوفى: رغم التريقة والشتائم التى نالت منه بعد إهداره ركلة الجزاء فى لقاء السوبر، فإنه حافظ على توازنه النفسى والفنى وأنقذ هدفًا محققًا بطريقة بهلوانية رائعة. من المنتظر أن يكون جوكر الفريق خلال الفترة القادمة فى ظل إجادته اللعب فى كل مراكز الدفاع، بالإضافة إلى موطنه الأصلى فى منتصف الملعب. مؤمن زكريا: بذل مجهودًا كبيرًا طوال الموسم الماضى رغم أنه لم يشارك أساسيًّا بصفة مستمرة. الكل أجمع على تميُّزه كصانع ألعاب، لكنه فاجأنا بأنه أيضًا هداف من طراز رفيع بعد أن أحرز ثلاثة أهداف، كلها أحلى من بعض. إبراهيم صلاح: مسمار خط الوسط الذى أبطل مفعول معظم هجمات المنافس قبل أن تصل إلى منطقة جزاء فريقه. المطلوب منه فقط التحكم فى أعصابه وعدم التهور فى التدخلات العنيفة التى تكلفه الحصول على بطاقات كثيرة من اللونين الأصفر والأحمر. الملاحظات على هذه المباراة لم تكن كثيرة، وتركزت فى النقاط التالية: 1- أخطاء الحكام الواضحة فى احتساب تسللات وهمية وفاولات عكسية، فضلًا عن ضربة الجزاء المثيرة للشك سواء فى صحة المخالفة أو فى مكان حدوثها. 2- مراسل موقع (فى الجول) صرَّح بأنه رأى وسمع مدرب الطلائع يطلب من حارس مرماه الوقوع أرضًا وادعاء الإصابة من أجل وقف الهجوم الزملكاوى وإيجاد فرصة لالتقاط الأنفاس.. هو ده التكتيك ولّا بلاش! 3- للمرة الثانية على التوالى يعتمد حسام حسن على محمد كوفى -لاعب الوسط- فى مركز قلب الدفاع على حساب دويدار وطلبة وبازوكا المدافعين الأصليين.. فهل السبب هو الإصابة أم عدم الاقتناع بهم؟