في عملية استغرقت ربع ساعة فقط وبدون إطلاق أية رصاص، وبخمسة ضباط شباب من خيرة ضباط مباحث الأقصر والأمن المركزي، وفي سيارات عادية أجرة وسرفيس تمكنت قوات الشرطة بالأقصر أمس، من القضاء على الأسطورة التي هددت السياحة، طيلة الأشهر الماضية في الأقصر ومحافظات جنوب. هو ياسر عبد القادر أحمد الشهير ب«ياسر الحمبولي» أو خط الصعيد من مواليد 26-8-1973 في قرية الزينية شمال الأقصر، وحاصل على إعدادية، والذي تم القبض علية أمس في النجع التحتاني التابع لمنطقة الكرنك في منزل صديقة محمد عبده عدلي ياسر المتهم قضيتي مخدرات وسرقة. لحظة القبض التي انتظرها ليس كل الأقصريين، ولكن كل أنسان في مصر يعلم خطورة الحمبولي، كان في منزل تحت التشطيب ومعه سلاحه بندقية آلي 7\62 وبه طلقة جاهزة، و60 طلقة محرمة دوليا تفتك بجسد من تخترقه، وايضا عثر معه على مسبحة وسواك، وكان لعنصر المفاجأة دور في عدم تمكن الحمبولي من مقاومة السلطات الأمنية. ياسر الذي يعمل في الأساس صياد ويحمل رخصة صيد كانت تمكنه من الهرب للسودان ودخولها في أي وقت كيفما يشاء، مستغلا تلك الرخصة وبحجة العمل في الصيد كان يذهب لجلب الأسلحة والاختباء من عيون الشرطة، ياسر الذى هرب العام الماضي في ايام الثورة الأولى من سجن قنا العمومي وكان متهما في قضية مخدرات مدعيا تلفيق الشرطة له 70 جرام مخدر الحشيش، قال ل«التحرير» أنه منذ لحظة هروبه أنتظر مصيره في منزلة للقبض عليه مرة أخرى أو للحرية التي أتت له على طبق من ذهب ماذا سيفعل؟، ولكنة بدأ في مزواله نشاطه الإجرامي مرة أخرى فعاود تكوين أفراد عصابته من جديد، لكن مع تغيير نشاطه الإجرامي من سرقة المواشي والأحذية من أمام المساجد إلى سرقة وقتل البنى أدميين، وحكيت ونسجت حول هذا الحمبولي قصص تقترب للخيال وكأنه شخصية «روبن هودية» يسرق من أجل الفقراء يبيع كيلو اللحمة بعشرة جنيهات، ويبيع كيلو السكر والشاي بجنية، ويعطى المساكين مبردات مياه في ليالي الصيف الحارة، والحمبولي كان ضيفا على ضباط الأقصر جلبوا له العصائر، والطعام حتى لحظة تحويله لسجن قنا الذى هرب منه. وبسؤال الحمبولي عن الفعلة التي كان سيفعلها ويجعل الرئيس الأمريكي أوباما يتحدث عنها، قال أنه كان يهدد فقط ولا يجول أي شىء في خاطرة، «فالموضوع كله مجرد تهويش ليس أكثر»، ربما كنت أفكر في قتل سياح أمريكان مثلا أو أي شيء أخر يهدد السياحة. وأضاف «أنا لا أخشى مصيري فكله مكتوب وأنا أرتضى قدري الذي كتبة لي المولى عز وجل، وأنا لم أفكر يوم في تسليم نفسي؛ لعلمي أني كنت مطلوب ميتا، ولا أعلم عدد القضايا المطلوب فيها ولكن حكم على في أحدها بخمسين عام، وأنا أعلم أني لن أعيش لقضاء تلك العقوبات جميعها، وكلة بأيد ربنا». وقال اللواء أحمد ضيف صقر -مدير أمن الأقصر- أنهم كانوا يعلموا خط سير الحمبولي جيداً عن طريق الأكمنة الغير مرئية، وكذا بالسيطرة المحكمة على مداخل ومخارج القرى يتحينوا اللحظة المناسبة للقبض علية؛ لأنه كان يعلم ذلك جيداً ويتعمد الاختباء في مناطق سكنية ليتخذ المواطنين دروع بشرية، أو وسط زراعات القصب مستغلاً ظروف المنطقة وطبيعتها الزراعية ، الحمبولي أرتكب ما يزيد عن 40 حادث سرقة سيارة بالإكراه ، وترويع أمن المواطنين، وأخرها ليلة القبض علية هو وأفراد عصابته الذين حاولوا سرقة سيارة مواطن وبالرغم من أنه كان يحمل سلاحاً إلا أنه لم يقاومهم بل أستنجد بأمين شرطة كمين قفط الذى أستشهد بعد أن أحضر له سيارته، فنحن كنا نريد ياسر حيا والليل أنى أعطيت تعليمات واضحة بعدم التعامل معه وإطلاق أعيرة نارية إلا في الدفاع الشرعي فقط. وعن خطة القبض علية قال، «تمت دراسة المكان دراسة وافية بعد أن ترددت أنباء عن اختباؤه في إحدى الشقق السكنية بالنجع التحتاتني بمنطقة الكرنك القديمة عند صديقة للاختباء من البرد القارس وذلك منذ يومين، وتمت دراسة المكان دراسة وافية بجميع منافذة وكيفية تأمين المحيطين، ومداخل ومخارج المكان وتم الهجوم، وعنصر المفاجأة وإحطاتة من كل النواحي لم يمكنه من مقاومة السلطات وقبضنا عليه هو وصديقة المتستر علية». وأضاف، «فالحمد لله كلل مجهود ثلاثة أشهر منذ استلام عملي كمديرا لأمن محافظة الأقصر». وفى نفس السياق، قال اللواء أحمد عبد الغفار -مدير إدارة البحث الجنائي- إنه تم إعداد عدة أكمنة بناء معلومات مسبقة من قطاع مصلحة الأمن العام وبالتعاون مع إدارة البحث الجنائي بالمديرية، وكنا نخرج في حملات للقبض علية وأصيب في إحدى الاستهدفات يوم انتخابات مجلس الشعب، وضبط نجلة حشمت ومصرع أحد معاونيه، وشدد على أن الحمبولي الذى كان يدعى أن له عناصر داخل الشرطة تبلغة بتحركات الأمن للقضاء عليه وللأسف تلك الشائعة لاقت رواجاً بين الناس،. وقال «سأسلم نفسى للشرطة عقب تولى رئيس الجمهورية في تحدى صارخ لأجهزة الأمن، فالحمبولي مفسد في الأرض وكان متباهيا بذلك بتصوير نفسة مع المسروقات والأسلحة والمبالغ النقدية التي كان يحصل عليها من البسطاء». وأضاف عبد الغفار، أنه على الناس أن يطمئنوا فقد تم إعداد خطة محكمة لمواجهة أي عمل غير مسئول وسيتم التعامل مع باقي أفراد العصابة للقضاء عليهم، وعلى المواطنين أن يناموا مرتاحي البال وأن لا يخشوا أنتقام من أهلة فلقد أسقط رأس العصابة، ورسالتي للمواطنين والسياح الشرطة عادت وبقوة الأقصر أصبحت أمنة.