إن المرء ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابا.. العسكر يكذب فى كل شىء، كل شىء، حتى فى قصة الكوبونات والمياه الملوَّنة.. فين الكوبونات؟ أين كوبوناتى؟ إحدى كذبات العسكر تخص الفقيرة إلى الله -إنتو ماوراكوش غيرى؟ هو عشان كنت باحبكم وقلعت الدبلة ماشيين ورايا تجيبوا ف سيرتى؟ كل شىء قسمة ونصيب- فوجئ الدكتور عبد الجليل مصطفى باللواء العصار يتصل به ويخبره بأن الفقيرة إلى الله تقود مظاهرة من ثلاثة آلاف مواطن، وتعتزم اقتحام مبنى ماسبيرو، هذا، وقد تبين أن اللواء العصار يستمد معلوماته من الفنان الشامل، المراسل العسكرى، المطرب، الممثل، عالم الماسونيات، أحمد سبايدر، الذى أشاع هذا الخبر على صفحته بالفيسبوك! فاكرين لما كنت باحب اللواء العصار حب رومانطيقى، وكل شوية أحكى لكم حكاية إنه خبط على الترابيزة للأمريكان وقال لهم خدوا معونتكم وامشوا؟ ألا إن وثائق ال«ويكيليكس» قد قامت فى حياتى بنفس الدور الذى قامت به أفلام أبناء الصمت وبدور ومسلسلات الجاسوسية وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل من خدعنى واستغل براءتى وسذاجتى وبنى لى قصورا من الرمال تحطمت على صخرة الطرف الثالث. إلا أنه -والشهادة لله- قد تبين أن المجلس العسكرى يقدرنى تقديرا بالغا، ويرى فى محسوبتكم المرأة الحديدية. قدرنى المجلس العسكرى بعدد من 20 إلى 25 ذكرا يهجمون علىّ لضربى، وشوف بقى دفع كام لكل واحد وكلف نفسه. وها هو ذا يقدرنى تقديرا بالغا، إذ يظن اللواء العصار أن بإمكانى تحريك ثلاثة آلاف مواطن، وهم ليسوا مواطنين عاديين، بل هم الثوار، وما أدراك ما الثوار! كل واحد فيهم زعيم ورئيس جمهورية ولو قلت له: ما تدعكش عينك لا تحمرّ.. يرد فى غضب: إنت حتدينى أوامر؟ ثم قدر المجلس العسكرى قدرة النفر من الثوار بمئة، كل ذلك لأننا تجمهرنا أمام مبنى ماسبيرو، الكاذب، القاتل، الداعر، سافك دماء الأبرياء، مروج الشائعات، المؤسس للخطاب الإعلامى اللا أخلاقى، لنعترض على ما يقوم به هذا المبنى من انحطاطات وجرائم ترقى إلى جرائم الحرب.. بينما يقبع أمام هذا المبنى قوات جيش وشرطة تكفى لتحرير كل من فلسطين والعراق وأفغانستان فى ساعة واحدة، ونحن -المدنيين العزل- لا نفعل شيئا سوى الهتاف، وربنا ما رمينا ورقة كلينكس حتى.. قام خافوا.. وربنا كمان مرة خافوا، وقد رأيت نظرات الرعب والهلع فى عيون ضباط جيش وشرطة، كأن التنِّين المجنَّح هو من يقف أمامهم. بتخافوا ليه؟ عوَّض عليَّا عوض الصابرين يا رب.. بتخافوا ليييييييييه؟ أمّال حتعملوا إيه فى الحرب؟ سؤال غبى.. طب وانتو حتحاربوا مين؟ إسرائيل التى تقفون على الحدود لحماية الأنبوب الذى يوصل غازنا إليها؟ أم أمريكا التى تضع يدها فى أفواهكم؟ بتحاربونا احنا بقى، لا وكمان خايفين مننا، والمراسل بتاعكم سبايدر. طيب.. أولا: الفقيرة إلى الله لا تملك تحريك لا ثلاثة آلاف، ولا ثلاث مئة، ولا ثلاثين، ولا ثلاث قطط، ناهيك بتحريك الثوار الذين لا يحركهم إلا ضميرهم وأخلاقهم وإنسانيتهم وفهمهم، بل ولديهم حساسية شديدة جدا من أى محاولة لأى شخص، مهما كان، لممارسة المريسة عليهم، ولو انقاد الثوار لأحد لانقادوا للمجلس العسكرى، كما ينقاد قطيع المواطنين الشرفاء الذين لم يلغوا عقولهم، لأن الله لم يمنحهم هذه الخاصية بالأساس. ثانيا: 3000 بنى آدم إيه دول اللى يقتحموا مبنى مكون من 27 طابقا يحرسه جيش كامل من الشرطة والقوات المسلحة؟ إنتو فاكريننا إيه؟ أميتاب باتشان؟ ثالثا: إنتو كل ده ما أخدتوش بالكم إننا ثوار سيس؟ لقد نُحر الشباب فى شارع محمد محمود، ولو كانت لديهم أدنى رغبة لاقتحام مبنى وزارة الداخلية لفعلوها من أول يوم، وفى يوم 10 فبراير كانت شوارع القاهرة تعج بالملايين، ولو جال بخاطر ربع تعدادهم أن يقتحموا ذلك الجهاز القاتل المسمى «ماسبيرو» لاقتحموه وقتها بمنتهى السهولة.. يا عم دا أنا كنت باهتف: «إرحل إرحل يا ابن الجزمة»، فصرخ فىّ أحد المتظاهرين: «لو سمحتى.. إحنا ثوار محترمين، مش عايزين الناس فى البيوت تقول علينا قُلَلات الأدب»! على فكرة يعنى، يولعوا اللى فى البيوت.. ما هم فى البيوت يعنى، لازمتهم إيه فى الكون ده؟ لو ماتوا كلهم بكرة الدنيا حتنقص إيه؟ إيه الخلل الكونى اللى حيحصل؟ إحنا اللى بننضرب ونتسحل وتتخزق عينينا ونموت ونتحبس وهم اللى بيشتكوا! أهميتهم إيه يعنى عشان قاعدين مركّزين فى رأيهم فينا؟ رابعا: ينفع الواحد يبقى شعره شايب وكدّاب؟ طب بتقولوا إيه لأحفادكم؟ جدو كدّاب؟!