وهذه الحرب القذرة التى تشنها بضراوة على ثوارنا الأبطال، ونشطائنا الأحرار، قوى الثورة المضادة، من كلاب مبارك، وفلول الحزب المنحل، أخذت هذه الحرب الضروس أشكالا كثيرة، منها خطف نشطاء، واحتجازهم، وتعذيبهم، واستجوابهم بطرق غير قانونية، ثم إجبارهم على تسجيل اعترافات أو فيديوهات تدينهم، كما ذكرتُ أمس، ومنها إحالة مدنيين أبرياء إلى محاكمات عسكرية، بطرق غير دستورية، تخالف مواثيق حقوق الإنسان الدولية، وهذا يعد من أشكال هذه الحرب القذرة على الثوار، وقد كان مبارك يستخدم هذا الأسلوب الملتوى فى حربه مع تنظيم الإخوان المسلمين، فحين كان القضاء الطبيعى يبرئهم من التهم الملفقة لهم، عندئذ كان يلجأ نظام مبارك الساقط إلى تحويلهم إلى القضاء العسكرى، حتى يصدر عليهم الحكم الجائر الذى يرضى الطاغية وأذنابه! ولنتذكر معا الهجوم الغبى الذى مارسه النظام الذى لم يسقط بعد على بعض وسائل الإعلام التى تنشر حقائق يريدون إخفاءها، وتذيع تفاصيل ما يحدث على أرض الواقع، وهم يريدون تضليل الناس بأكاذيبهم الساذجة، هذه التصرفات المتخلفة، التى تجاوزها العصر، تُعَدّ جزءا من حربهم القذرة على الثورة وأنصارها، وقد تكررت حماقاتهم هذه مرات عدة، سواء مع قناة «الجزيرة مباشر-مصر»، أو مع صحيفة «صوت الأمة»، أو مع صحيفة «الفجر»، وغيرها، وكل هذه الحماقات المتتابعة لتمنع وصول الحقائق إلى الناس. وثمة مداهمات أخرى قامت بها أجهزة الأمن بطريقة مكشوفة، ومفضوحة حين انقضّت فجأة على مجموعة من منظمات المجتمع المدنى،منظمات حقوقية تدافع عن حقوق النشطاء والثوار، ومنظمات حقوق إنسان تدافع عن كرامة الناس، منظمات مصرية، وأخرى دولية! فمَن وراء هذا التدبير الساذج، والتخطيط الغبى، للهجوم على منظمات حقوقية تتابع ما يجرى فى الداخل، وتتعامل مع العالم الخارجى، ومن ثم فكل ما تتعرض له من مضايقات أمنية، أو تحرشات حكومية، سيُعرَض ويُنشَر فورا فى وسائل إعلام العالم كله؟! وثمة أشكال أخرى كثيرة لهذه الحرب القذرة ضد الثورة، والثوار الأبطال، والنشطاء الأحرار، لكن أكثر ما يثير الغضب فى هذه المعارك القذرة، هو استغلال مؤسسات الدولة الرسمية، بطريقة غير أخلاقية تتنافى تماما مع دورها الأصلى، فقد تم استخدام مكتب النائب العام، وجهاز النيابة العامة بطريقة غير أخلاقية فى تلفيق بعض القضايا السياسية، ونفس الأمر تكرر مع مؤسسة القضاء، إذ تم الضغط عليها بطريقة مهينة للغاية، وقد صدرت أحكام قضائية بأوامر فوقية! وكذلك صدرت أحكام ظالمة على بعض الثوار، بالضبط كما كان يحدث فى أثناء حكم مبارك! أما بالنسبة إلى أجهزة أمن الدولة والمخابرات، فهى مخصصة أصلا للدفاع عن أمن الوطن وحمايته، ولكنها تورطت كثيرا جدا فى انتهاكات حقوق الإنسان بلا ضمير، ولا وطنية، وما زالت حتى الآن تلعب دورا قذرا فى الحرب على الثوار، ولذلك لا بد من الإسراع بتطهير أجهزة الأمن والقضاء والإعلام، ثم ننتقل إلى باقى مؤسسات الدولة.