لا يفل الفلول إلا الفلول، فبعد أن جابت لميس جابر أرجاء القنوات الفضائية شرقا وغربا، بخمسة لقاءات، وبرنامج يومى تنفرد فيه بالجمهور دون أن تأخذها بهم شفقة أو رحمة، بخلاف مقالاتها، وجهت لها رغدة السورية الضربة القاضية وبمجهود بسيط وفى لقاءين اثنين فقط.. أثبتت رغدة أن تشويه الثورات لا يحتاج إلى كل ما تبذله لميس من مجهود. لميس ورغدة متشابهتان.. فالاثنتان لم تعرفهما كاميرات التليفزيون منذ زمن.. خلاصة ما تقولانه إنهما لا تعرفان من الحقوق إلا حق الحاكم، ولا تحترمان من الحريات إلا حرية الديكتاتور فى التنكيل بشعبه.. لا تبكيان إلا على ضياع هيبة المستبد.. والاثنتان أيضا تتمتعان بقلوب جامدة ومشاعر بليدة -تحسدان عليها- أمام دماء سالت، لتعيد أمثالهما إلى الشاشة، وكل واحدة منهما تعرف أصول العداء للثورات وتطبقها بدقة وبجدية وتشنج مفرط فى عدائه للفطرة التى فطرنا الله عليها. وإذا كانت لميس «المثقفة» تروج لبضاعتها عبر قراءة خبيثة شديدة السطحية فى التاريخ، مستعرضة اختلال قيمنا، ومطنطنة بكلمات عن الأخلاق والعدل والحرية! فليس أقل من أن ترسل لنا سوريا الشقيقة من تنافس «لميسنا»، لتتباهى بها أمام طغاة العالم.. بعثت لنا سوريا ممثلتها «المثقفة» رغدة لتعلن دون خجل وبمنتهى الفخر والمباشرة الفجة، مساندتها لكل الطغاة العرب من صدام إلى القذافى، وليس انتهاء بحافظ الأسد وبشار قاتلى الأطفال. وكما ترون لم تضطر رغدة إطلاقا لنفاق الثورة السورية كى تبعث برسائل مساندة للديكتاتور قاتل شعبه، بل قالتها صريحة تماما ومباشرة جدا، فأوصلت رسالتها بسرعة البرق ودون لف أو دوران، عكس ما تفعله «لميسنا»، التى تبدأ كلامها دائما بشكر الثورة وشبابها، ثم تقول جملتها الأثيرة: «الديمقراطية تحتم حرية الرأى واحترام الاختلاف»، وتحت البند الأخير فى تلك الإرهاصة تسمعنا كلاما لا يخلو حرف واحد فيه من معاداة الثورة وشبابها ومعاداة الحرية نفسها. دكتورة لميس.. ليتك تتعلمين من رغدة فن مساندة المستبدين والقتلة بأقل مجهود، فهى خبيرة فى هذا الشأن، وفنانة فى حرق أعصاب الأحرار، ومتميزة جدا فى احتقار شهداء الحرية والكرامة.. لقب سيدة «الفلول» الأولى الآن -للأسف- ذهب لسوريا، وكما تعلمين.. «إحنا فى ثورة» ولا بد أن تستعيد مصر كل الألقاب.. مهمة استرداد اللقب تقع على عاتقك، ولا تنسى أن الثورة كان لها كل الفضل فى خروجك إلى النور، وتنتظر منك رد الجميل لها كى تتمكنى من بذل مجهود أكبر فى تشويهها.