لم يتخيل جمهور النادى الأكثر تتويجًا فى أوروبا و«العالم سابقًا» أن يتحول فريق «أى سى ميلان» من بطل أوروبا سبع مرات إلى أحد أندية الوسط فى الدورى الإيطالى، التى قد تصارع الهبوط فى فترات من الموسم الكروى. حيث تزامن مع ذلك تحول الرجل الذى صنع مجد الميلان فى السنوات الأخيرة «سيلفيو برلسكوني» من رجل إيطاليا الأول فى مجال السياسة والأعمال أيضًا، إلى أحد أكثر المكروهين فى «بلد البيتزا»، حيث جنى فريق الروسونيرى عواقب نزوات برلسكونى وابنته باربرا ليضعف شيئًا فشيئًا، حتى لم يتبقَّ من مجده سوى أحد النجوم التى كان يضعها على قميصه. وترصد «التحرير» أسباب تحول فريق الميلان من عملاق أوروبا إلى فريق الأشباح. بيع واعتزال النجوم كان أدريانو جاليانى، نائب رئيس الميلان والمسؤول الأول عن الصفقات، يسافر بشكل دورى إلى إنجلترا عقب بزوغ نجم كرستيانو رونالدو للتوقيع معه بأى ثمن، ولكن الأمر تغير الآن داخل الروسونيرى بعد الأزمة الاقتصادية التى ضربت إيطاليا بأكملها، بالإضافة إلى قرار «برلسكونى» بتخفيض النفقات، الأمر الذى أضطر معه الميلان إلى بيع نجم الفريق الأول ريكاردو كاكا فى 2009 إلى ريال مدريد مقابل 67 مليون يورو، مع عدم استخدام هذه الأموال فى جلب لاعبين جدد، ثم ازداد الأمر سوءًا فى 2012 عندما قرر «برلسكونى» بيع اثنين من أفضل اللاعبين على مستوى العالم فى الدفاع والهجوم «تياجو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش» إلى باريس سان جيرمان بقيمة 65 مليون يورو، وتزامن ذلك مع اقتراب الكثير من النجوم من الاعتزال مثل سيدورف وجاتوزو وبيرلو وإنزاجى ونيستا وزامبروتا وفان بوميل، ليقرر الميلان التخلى عنهم، ويبقى الفريق خاليا من كل من عرف طعم البطولات، باستثناء أمبروزينى الذى رحل فى الموسم التالى مجانًا. وفى موسم «2012 – 2013» استمر برلسكونى فى سياسة بيع النجوم حيث تخلى عن إلكسندر باتو فى منتصف الموسم لصالح كورينثيانز ثم كيفن برنس بواتينج فى نهاية الموسم. اللجوء إلى الصفقات المجانية وأنصاف اللاعبين رغب «برلسكونى» فى تعويض الفراغ الكبير الذى حدث فى فريق الميلان بعد بيع النجوم والتخلى عن اللاعبين الكبار، ليجد الحل المثالى فى سلسلة من الصفقات المجانية، بالإضافة إلى التعاقد مع أنصاف اللاعبين بمبالغ زهيدة مثل «اتشربى – كونستانت – زاكاردو – بيرسا – أجاتزى – مايكل إيسيان – مونتارى – نيانج – أليكس – بولى»، وكانت النتيجة أن تحول الميلان بطل الدورى الإيطالى فى موسم 2011 إلى مقعد الوصيف فى 2012 ثم إلى المركز الثالث فى 2013، وصولاً للمركز الثامن فى آخر مواسم الكالتشيو. برلسكونى رجل السياسة يدمر الميلان فشل سيلفيو برلسكونى، رئيس وزراء إيطاليا ثلاث مرات، خلال فترة رئاسته الأخيرة للحكومة التى انتهت فى 2011 أن يرتقى بأحوال البلاد لتحدث الأزمة الاقتصادية فى إيطاليا، ويصل إجمالى الدين العام 1100 مليار يورو، ويتزامن معها بداية السقوط الحقيقى للميلان عندما تخطت ديونه ال250 مليون يورو، ليخسر برلسكونى منصبه السياسى وتبدأ الملاحقات القضائية له وتوجه إليه اتهامات بممارسة الجنس مع قاصرات بعدما خسر حصانته السياسية، لتبدأ مملكة برلسكونى فى السقوط قطعة قطعة إلى أن انخفضت ثروته إلى النصف بعد أن كان الرجل الأغنى والأنجح فى إيطاليا، حيث لم يتبقى أمام برلسكونى سوى الاحتفاظ بملكية الميلان وعدم بيعه مهما وصل الأمر، ليظل رئيس وزراء إيطاليا السابق موجودا على الساحة، ولكن الميلان هو الذى دفع الثمن الأكبر بعد خروج برلسكونى من الوزارة، حيث لم يفز الفريق ببطولة واحدة لمدة ثلاث سنوات، بل وصل الأمر إلى عدم المشاركة فى الموسم الحالى ببطولة دورى أبطال أوروبا أو حتى الدورى الأوروبى. «مشروع الشباب».. الوهم الذى صنعه برلسكونى لم يكن أمام سيلفيو برلسكونى، رئيس الميلان، بعد أن تخلى الفريق عن كل نجومه، سوى أن يوهم الجمهور بالمجد القادم تحت مسمى «مشروع الشباب» وذلك بعد أن نجح ستيفان الشعراوى وماتيا دى تشيليو خلال بدايات ظهوروهم مع الفريق، ليستمر رئيس النادى على استقدام اللاعبين الشباب أمثال مباى نيانج وسالمون وهاشم مستور والحارس جابريل، ولكن ما لبث أن تبين فشل المشروع بأكمله واحتياجه إلى سنوات طويلة من أجل تكوين فريق قوى ينافس على الدورى الإيطالى ودورى أبطال أوروبا، ليلجأ بعدها برلسكونى إلى تعديل مشروع الشباب وإدخال اللاعبين أصحاب الأعمار الكبيرة لتدعيم الفريق أمثال ريكاردو كاكا وزاكاردو ومايكيل إيسيان ليدمر بعدها المشروع الميلانى بأكمله ويتحول الروسونيرى إلى فريق الأشباح.