كلاكيت المرة التى لا تعد ولا تحصى، أحمد دومة يقدَّم للتحقيق بتهم مضحكة، ويتم احتجازه ظلما وعدوانا. أحمد دومة، الذى ليس فى جسده مكان يخلو من آثار ضرب وسحل وتعذيب، منذ أيام حكم المخلوع. أحمد دومة الذى لا يترك عملا ثوريا لا يشارك فيه، ولا ينفك يسعى خلف كل فكرة جديدة لتحفيز الثورة. أحمد دومة الذى لم يخطئ فى أى موقف من مواقفه الوطنية، لا على المستوى الحقوقى، ولا الوطنى، ولا القومى، ولا حتى الإقليمى. أحمد دومة دوما يشعر بالتقصير، وبالخجل، وبأن العار يلاحقه لأنه لم يُستشهد بعد، ولم يُصَب بعاهة مستديمة بعد، مع أنه والله مليان عاهات مستديمة، لكنه لم يفقد عينه بعد. أخيرا، اتُّهم أحمد دومة فى أحداث مجلس الوزراء استنادا إلى حوار مع وائل الإبراشى صرح فيه دومة بشرعية استخدام الطوب والمولوتوف فى مواجهة الرصاص الحى. طيب.. وأنا أيضا أقول بشرعية استخدام الطوب والمولوتوف فى مواجهة الرصاص الحى، بل والأمم المتحدة أيضا تقر بشرعية استخدام الطوب والمولوتوف فى مواجهة الرصاص الحى والقنابل المسيلة للدموع، واستخدام الطوب والمولوتوف فى مواجهة الرصاص الحى هو عمل سلمى، دفاعى، مشروع، وهل كانت انتفاضة الحجارة فى مواجهة جيش يقتل بالرصاص عملا غير مشروع أو غير سلمى؟ واحد نازل علينا قتل بالرصاص، نعمل إيه؟ نطلع نجرى زى العيال؟ نقف نموت فاتحين بقنا زى المعاتيه؟ الدفاع عن النفس بالأساليب السلمية أمر مشروع فى كل من القانونين الدولى والمحلى، ما هو غير مشروع: استخدام الرصاص الحى ضد المدنيين العزل، وفض الاعتصامات بالقوة، وهتك الأعراض، وتبول قوات الجيش على الجماهير كما كان يفعل جيش الاحتلال فى أبو غريب، واحتجاز الناس بشكل غير قانونى داخل مجلس الشعب وتعذيبهم (دى شغلانة تانية دى لسه ما اتكلمناش فيها)، وإلقاء جثث الناس فى المزابل، والكشف على عذرية الفتيات، وتعرية الحرائر فى الطرقات وضربهن فى صدورهن بالحذاء، وتبرير كل ذلك بخطاب إعلامى حقير ممجوج، هذا ما يعاقب عليه القانون الدولى، والمحلى، وهى جرائم يجدر برجال القانون والقضاء استدعاء المسؤولين عنها واحتجازهم، أما استدعاء المواطنين العزل، الذين لم يقترفوا سوى المطالبة بحقوق الناس، وتحقيق أهداف الثورة، وينشدون الكرامة، فهى جريمة فوق الجرائم السالف ذكرها، ويجب محاسبة ومعاقبة من قام بها... والله الموفق والمستعان. يا جبل ما يهزك ريح.. ويا أحمد ما يهدك سجن. لكن ما يضنينى هو جمهور القناة الأولى الذى يستوقفنى فى الشارع ويسألنى: حضرتك نوارة؟ طب وآخرتها؟ نعم؟ آخرتها إيه؟ هو أنا رئيسة مراجيح مولد النبى؟ بتسألونى آخرتها إيه فى إيه؟ ماتسألوا الجيش اللى بيجر الجتت فى المزابل، ويضرب الموتى بعد قتلهم، ويعرى النساء ويكشف على عذريتهن. - اهدوا شوية... نهدا إيه؟ ما تهدا أنت يا اخويا... احنا اللى نهدا؟ الله.. هو فيه إيه؟ فييييييه إييييييييييه؟ إحنا اللى بننضرب ونتعرى وتتخزق عينينا وندفن صحابنا ونُستدعى إلى النيابات وننام فى الشوارع واللى تحت البطانية همّ اللى بيشتكوا؟ اللى عنده دم أحسن من اللى عنده عجلة إنتاج.. هو مافيش دم خالص كده؟ أنا مش حلّوفة عشان أشوف جتت الناس بتترمى فى الزبالة وأسكت، ولا مركّبة قرون عشان أشوف بنات الناس بتتعرى وأسكت.. اسكت انت، واللى يرضاها يشوفها. ولا يطالبنى أحد بأن أهدأ وأشرح.. ما الذى يستوجب الشرح؟ أرواح الناس المُزهَقة تحتاج إلى شرح؟ أعراض النساء المنتهَكة تحتاج إلى شرح؟ وما الضرورة الاقتصادية التى تحتّم قتل الناس وهتك أعراضهم فى الشوارع حتى تدور عجلة الإنتاج؟ هو بنزين عجلة الإنتاج ده لازم يبقى دم؟ ثم احنا مالنا؟ مالنا احنا يا عالم يا بُطَنيّة يا مفاجيع يا اللى مش فارق معاكم أرواح ولا أعراض وعمالين تتكلموا عن الأكل الأكل الأكل؟! ماتاكل يا بابا إنشالله يا رب تاكل الدنيا كلها، إحنا ماسكينك؟ إحنا اللى عاملين أزمة البنزين والأنابيب؟ إحنا الحكم العسكرى الذى يمنع دخول الاستثمارات إلى مصر؟ إحنا اللى بنقرفك فى عيشتك كنوع من أنواع العقوبة الجماعية على الثورة؟ و«هُمّا بتوع الثورة اللى واقفين حالنا»، عشان عملوا إيه؟ واحد نايم فى التحرير ماله ومال المحل بتاعك؟ سيادتك ترى المدنيين يُقتلون، والنساء تُنتهك، ولا نسمع منك حتى: البقية ف حياتكم فى أصحابكم... ولا تعلق إلا ب«دول بلطجية وكانت لابسة عباية بكباسين... والمحل حاله واقف.. إلهى تولع انت والمحل ف ساعة واحدة».