«نثق فى برلماننا وجيشنا. نرفض وجود أى قوة فوق الدستور أو الشعب. يجب أن تكون المعونة بمعرفة الحكومة المصرية، ومن دون شروط». ثلاثة أسس، كانت هى الأهم فيما دار فى اللقاء الأول من نوعه، بين المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع، والسفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون، التى زارت مقر الجماعة أمس، لتعترف بأن الإدارات الأمريكية ارتكبت «بعض الأخطاء» التى يجب «عدم تكرارها فى المستقبل»، قبل أن تشدد على أن الديمقراطية تأتى دائما ب»شركاء مستقرين». لقاء باترسون وبديع، حضره الأمين العام للجماعة محمود حسين، ومدير المكتب الاقتصادى والسياسى فى السفارة الأمريكيةبالقاهرة دونالد بلوم.، جماعة «الإخوان» قالت، فى بيان إعلامى، عقب الاجتماع، إن السفيرة الأميركية «أعربت عن شكرها على ما أسمته الاستضافة الكريمة، وهنأت بفوز حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات التشريعية، وأكدت على أن الولاياتالمتحدة تتطلع للتعاون مع من اختاره الشعب، من برلمان وحكومة ديمقراطية». وذكر البيان أن باترسون «اعترفت بارتكاب الإدارات الأمريكية بعض الأخطاء، ولكنها دعت للتغلب عليها، والاستفادة منها، لعدم تكرارها فى المستقبل. وأشارت إلى أن الديمقراطية دائما ما تأتى بشركاء مستقرين». وأوضحت السفيرة أن الوضع الاقتصادى فى مصر «صعب»، وأن مصر «بحاجة إلى قروض من البنك الدولي». «نرفض وجود أى قوة فوق الدستور، أو فوق الشعب». عبارة غامضة، لم يوضح بيان الجماعة ماذا كان يقصد مرشدها العام بها، وما إذا كانت تعنى عدم اعتراف «الإخوان المسلمين» بأى سلطة فوق الدستور والشعب، بما فيها سلطة المجلس العسكرى. لكن البيان عاد ليقول «نثق فى برلماننا وجيشنا، كما يثقون هم فى برلمانهم وجيشهم»، فى إشارة إلى الأمريكيين، قبل أن يشدد على أن ضرورة تكون المعونة «عبر طرقها الشرعية، وبمعرفة الحكومة المصرية، ومن دون أى شروط». المرشد العام، وفقا للبيان، أشار إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة «كانت تحكم على الشعوب من خلال الحكام الدكتاتوريين». مصادر إخوانية قالت ل «التحرير» إن باترسون سألت الجماعة عن مرشحها للرئاسة، فأكدوا لها أن الأمر لم يُحسم بعد، وقالوا لها إنهم سيشاركون فى تشكيل حكومة ائتلافية عقب الانتخابات الرئاسية.