الديب فى مرافعته: مبارك أيد الثورة

لم يتمدد الرئيس المخلوع حسنى مبارك على سريره، مثلما تعود خلال جلسات محاكمته، بل جلس على كرسى متحرك، أمس، فى أثناء مرافعة فريد الديب للدفاع عنه.
الديب، الذى وعد بتفجير مفاجأة فى آخر مرافعته، فجر مفاجأة كوميدية، حينما اختتم مرافعته أمس بتأكيد أن مبارك أيد الثورة، قائلا «إن مبارك استجاب لمطالب المتظاهرين، وظهر ذلك من خطابه الأول يوم 28 يناير، الذى أعلن فيه أنه مع الثورة، وكان لسان حاله للمتظاهرين أنا معكم، أنا أؤيدكم، وهو ما أكده أيضا خطاب تكليف حكومة شفيق».
الديب فى دفاعه عن مبارك، استشهد بما قاله اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكرى، خلال اجتماعه مع القيادات الجديدة للصحف القومية بتاريخ 4 أبريل 2011، ردا على ما قيل من أن الجيش أجبر مبارك على التنحى، فقال الملا نصا «الجيش لم يجبر مبارك على التنحى، ومبارك جنّب البلاد كوارث ضخمة كان من الممكن أن تقع فى ظل الأوضاع التى سادت خلال هذه الفترة، حيث كان بإمكان مبارك أن يفجر الأوضاع بحرسه الجمهورى ورجال الأعمال».
الديب بدأ مرافعته أمس بتوجيه النقد إلى النيابة العامة على ما أبدته فى مرافعتها والأوصاف التى نعتت بها مبارك، متحدثا عن الآلام التى شعر بها المخلوع فى القفص عندما سمعها تتحدث عن زوجته سوزان مبارك، ثم استعرض تاريخ مبارك منذ ولادته وحتى دخوله القفص ومعاناته من حرية الصحافة التى منحها للصحفيين، على حد قوله، وسط امتعاض أغلب الحضور من الإعلاميين ودفاع أسر الشهداء.
الديب بدأ مرافعته بشرح منهج مرافعته، الذى قسمه إلى ثلاثة أقسام، الأول خاص بقضية قتل المتظاهرين، والثانى -وصفه بأنه الأطول- خاص باتهامات استغلال النفوذ، والثالث والأخير خاص بالتهمتين الثالثة والرابعة المتعلقتين بالتربح وتربيح الغير والإضرار بالمال العام.
المشادات والانفعالات المتبادلة بين المستشار أحمد رفعت والمدعين بالحق المدنى، عادت مرة أخرى إلى أجواء محاكمة القرن، حيث تحدث رفعت مرتين مناشدا المدعين بالحق المدنى عدم الحديث أو التعليق فى أثناء مرافعة الديب، إلا أن الأمر تكرر، حيث علق المدعون مدنيا خلال وصف الديب لمبارك بأنه «كان يؤيد مطالب الثوار»، وقال بعض المدعين بسخرية إن «مبارك كان مفجر الثورة وحاميها»، وهنا تدخلت المحكمة وقالت لهم «وبعدين ده تسموه إيه فى القانون، ولا انتو عايزين تضيعوا تركيز المحكمة وتعطلوا القضية زى ما تعطلت قبل كده 3 شهور»، وهى العبارة التى أثارت غضب المدعين، فتوجه المحامى أسعد هيكل إلى المنصة، وقال للمحكمة إننا «لم نعطل القضية واستعملنا حقنا القانونى» بينما تبادل دفاع الشهداء ودفاع المتهمين الحديث بعصبية، قبل أن يكمل الديب مرافعته. وقرر رئيس المحكمة تأجيل الجلسة إلى اليوم الأربعاء لاستكمال مرافعة الدفاع.