من جديد، عاد الهدوء إلى مدينة الضبعة، أمس، بعد يومين من الاحتجاجات المتصاعدة والاشتباكات العنيفة بين المعتصمين أمام سور المحطة النووية وقوات الجيش المكلَّفة بحماية وتأمين المشروع. الاشتباكات التى وصلت إلى ذروتها يوم الجمعة، انتهت بالتوصل إلى اتفاق يقضى بتولى قوات الشرطة المدنية تأمين المنشآت الحيوية داخل سور المشروع، بعد تسلمها من الجيش، والسماح للأهالى بالتعامل مع باقى الأرض فى أغراض الزراعة والرعى. كانت المدينة قد شهدت اشتباكات بين الأهالى وقوات الجيش، وقذفا بالحجارة من الجانبين، إلى جانب تبادل إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، وقام بعض الأهالى بتفجير الديناميت بالقرب من منطقة الاشتباكات قبل أن يقتحم المعتصمون البوابة الرئيسية للمحطة ويهدموا أجزاء من سورها الأمامى لنقل الاعتصام إلى داخلها، مما تسبب فى اشتباكات عنيفة أوقعت 45 مصابا، بينهم 32 من أفراد الجيش. عدد من قيادات المنطقة العسكرية الشمالية، ومديرية أمن مطروح، نسّقوا مع القيادات الطبيعية من العُمَد والمشايخ وأعضاء مجلس الشعب الجدد بمطروح، لاستعادة الهدوء بمدينة الضبعة، على أن تقوم القوات المسلحة بتسليم أرض المحطة إلى الشرطة المدنية، وتقوم تشكيلات من قوات الأمن المركزى بحراسة المنشآت والمبانى الحيوية داخل أرض المحطة، والسماح للأهالى باستغلال الأرض على أن يتولى النواب الجدد عرض ملف المشروع النووى على مجلس الشعب، مع عرض وجهة نظر الأهالى على المجلس لتقرير الوضع النهائى لأرض المشروع. المعتصمون أكدوا أن أراضيهم، التى انتُزعت منهم بقرار جمهورى فى عام 81، لم يتم استغلالها حتى الآن، ولم يتم تعويضهم عنها بشكل لائق، ويرون أنهم أولى بأراضيهم ما دامت لم تُستغَل، مما دفعهم إلى قطع الطريق الدولى أكثر من مرة، كان آخرها مساء الجمعة للفت النظر إلى شرعية مطالبهم، كما طردوا مساء الخميس الماضى موظفى مجلس مدينة الضبعة وموظفى البريد والتأمينات الاجتماعية.