استحق عادل إمام على مدار 50 عامًا أن يتربع على عرش الإبداع ويصبح صانعًا للبهجة رب أسرة تعرضت لأزمة مالية دفعتهم للعودة إلى السكن فى منزل العائلة بالوراق مجرد وجود اسمه على أى عمل فنى، يجعلك تجلس أمام الشاشات لكى تتابعه، إنه الزعيم عادل إمام، الذى عاد وبقوة فى هذا العام بمسلسل «صاحب السعادة»، حيث أبدع وأبهر الجمهور بطريقته المميزة فى الأداء، سواء بمصر أو بالوطن العربى، ولم يكتف فقط بإدخال البهجة، بل ضم إليها «نونيا» الطفلة الشقية رفيقة المشوار، والدفع بوجوه جديدة لمرافقة «صاحب السعادة»، الذى يتحدث عن مصر بمختلف طبقاتها الغنية والفقيرة والمتوسطة. المسلسل الذى أظهر خفة دم المصريين وتكاتفهم فى أوقات الشدة، وجدعنة المصرى، وحنان الأب وخوفه على أولاده وأزواجهم وأحفاده، وبيان دور الأم المصرية التى تربى وتدير المنزل ومواجهة الظروف الصعبة التى تواجه العائلة. إنه صاحب السعادة الذى دخل كل بيوت مصر، وكان ل«التحرير» لقاءات مختلفة مع أبطال العمل. الزعماء يرحلون.. يُخلعون.. يُعزلون.. أما هو فزعامته راسخة فى جذورها الضاربة على مدار 52 عاما، منذ أن بدأ رحلة الجلوس على عرش صناعة البهجة عام 1962. كيف نجح هذا الرجل أن يجعلنا نبتهج؟ كيف استقر على عرشه دون منافس؟ كيف واجه كل هذه الهزات، والانقلابات، والثورات الفنية؟ كيف نجح فى الحفاظ على اسمه رغم ضراوة المنافسين وشراسة الأجيال المتعاقبة؟ كيف ظل عادل إمام زعيما للإبداع وصانعا مخضرما للبهجة؟!! تختلف أو تتفق معه، لكن لا يسعك أن تنكر أنك حتما وقعت فى غرام أفلامه، وتابعت بشغف مسرحياته، ولزاما عليك أن تعترف أن إمام رجل لم يأفل نجمه يوما على مدار 50 عاما، ولم يتحرك طيلة نصف قرن قيد أنملة عن موقعه فى مقدمة الصف الأول. عادل إمام، الشاب القروى القادم من قرية شها بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، المهندس الزراعى الذى خرج عن تقاليد مهنته واحترف الإبداع، المارد الذى قهر وسامة نجوم السبعينيات، ذوى العيون الزرقاء، والقامات الفارعة، طبقة أولاد الذوات، جاء إمام ليفرض ملامحه القروية، وجسده النحيف على كل هؤلاء، وليس لهم حيلة أمام إبداعه، ليخلق عادل إمام لنفسه عالما خاصا، ومكانا انفرد به، استطاع من خلاله أن يكون واحدا من أفراد كل بيت، وصديقا لكل أسرة، وساكنا فى كل شارع، ببساطته وروحه الطاغية التى تضج بالبهجة. عشر سنوات من بداية عمره الفنى، قضاها صانع البهجة يبحث عن مكان وسط الكبار، حتى تحقق له حلمه، وأصبح له اسم منذ بداية السبعينيات، وحصل على بطولة مطلقة عندما قرر «البحث عن فضيحة»، ثم بدأ «رحلة مع المتاعب»، ليصبح من «بتوع الأتوبيس»، وكانت له علاماته البارزة وسط أساتذته، عمالقة الكوميديا، عبد المنعم مدبولى، وفؤاد المهندس، وأمين الهنيدى، وغيرهم، ثم توغل كنجم ينافس وسامة حسين فهمى، وسمير صبرى، ويوسف شعبان، ونجوم السبعينيات الذين لا يشق لهم غبار، فأصبح الأكثر نجاحا لأنه الأكثر شبها وقربا من البسطاء، ولم يكتفِ صانع البهجة بكل ما حققه من نجاحات وسعادة للجمهور المصرى والعربى، ودخل فى تحدٍّ جديد ومرحلة شديدة الخطورة ينسلخ فيها من الكوميديا ليدخل عش الدبابير ويجسد بطولة مجموعة من أهم الأفلام ذات الصبغة السياسية، ليقف فى مواجهة مع الإرهاب، والإخوان، وكوّن ثالوثا هو الأقوى على الإطلاق فى تاريخ السينما المصرية الحديثة، كان ضلعاه المؤلف العبقرى وحيد حامد، والمخرج المبدع شريف عرفة، وذلك فى بداية التسعينيات، فكان «اللعب مع الكبار»، و«الإرهاب والكباب»، و«الإرهابى»، و«طيور الظلام»، ثم عاد لأفلامه الكوميدية الخفيفة مرة أخرى ليواصل رحلته مع البهجة فى أفلام «النوم فى العسل»، و«بخيت وعديلة» و«التجربة الدنماركية»، و«عريس من جهة أمنية»، و«السفارة والعمارة»، وغيرها من الأعمال، ثم اتجه مجددا إلى الأعمال ذات الطابع الاجتماعى، فسكن «عمارة يعقوبيان»، مع «حسن ومرقص»، ليثبت أنه حرباء فنية تتلون بألف لون ووجه.. عادل إمام من ضمن النجوم الذين نجحوا فى تقديم كل ألوان الإبداع السينمائى والتليفزيونى والمسرحى، سواء بالكوميديا أو بالتراجيديا، بالفكاهة أحيانا، وبالسياسة أيضا، بالبساطة كثيرا، وبالفخامة نادرا، لذا استحق أن يكون النجم الوحيد الثابت على عرش زعامة الإبداع بلا منافس، ليستحق بجدارة لقب صانع البهجة المخضرم وزعيم الفن الوحيد. تارا عماد: لبلبة قالت لى «خليكى طبيعية» فنانة شابة، أتاحت لها الفرصة أن تقف أمام نجوم كبار، مثل عادل إمام، ولبلبة، لتظهر موهبتها من خلال مسلسل «صاحب السعادة»، هى تارا عماد، المولودة لأب مصرى وأم يوغسلافية، والتى تجسد دور ابنة عادل إمام الصغرى. تارا تحدثت ل«التحرير» عن بداية تجربتها مع العمل كموديل لإحدى الشركات الكبرى بفرنسا فى مجال الأزياء والماكياج، إلى أن رآها محمد إمام فى أحد الإعلانات ورشحها للمسلسل، وأرسلوا إليها سيناريو العمل، لتعود إلى مصر ممثلة. الممثلة الشابة تحدثت عن شغفها بالمسلسل، وقالت إنها لم تكد تبدأ فى قراءة أول حلقة حتى وجدت نفسها تتابع القراءة لكل حلقات المسلسل، إلى أن انتهت من قراءة آخر حلقة خلال يومين فقط. تارا تحدثت عن عادل إمام، ووصفته بأنه كان أبا حقيقيا، ولم تحس بأى خوف أو رهبة رغم أنها تقف أمام أسطورة، بالعكس، تقول تارا: «كان يحفّظنى الدور دائما ويدفعنى إلى الأمام، و كان يلاحظ أصغر التفاصيل فى أثناء تصوير المشهد». وعن لبلبة، قالت تارا: «أحببتها من أول يوم تصوير، كانت تخاف علينا كثيرا، وكأنها أم لابنتها، ودائما ما تقول لى (خليكى طبيعية)، وكانت هى وعادل إمام يقومان بالتعليق على المشاهد الجيدة». وعن معنى اسمها تارا، قالت إن معناه «ننى العين» بالتركى، وعن أعمالها الجديدة قالت إنه سيكون هناك أعمال جديدة، لكنها لم تذكر شيئا عنها. إنجى وجدان: «ماخفتش من الزعيم» هى ممثلة تعودنا أن نراها دائما فى أدوار كوميدية، لكنها هذا العام قامت بتغيير جلدها، لتطل علينا من خلال مسلسل «صاحب السعادة»، بدور يختلف عن الأدوار التى ظهرت فيها إنجى وجدان قبل ذلك. إنجى قالت ل«التحرير» إنها تقف أمام عادل إمام لأول مرة فى مشوارها الفنى، لتكشف أن الزعيم قام بعقد جلسات ثقة معهم قبل التصوير، حتى لا يصابوا بالقلق، من المشاركة معه، ويبدو أن هذه الجلسات جعلت إنجى أكثر ثباتا، وأقل شعورا بالخوف، بعد أن سهل عليها عادل إمام المهمة. وعن لبلبة، قالت إنجى إنها شخصية فى غاية الجمال، والطيبة، ورغم نجوميتها الكبيرة، فإنها غير مغرورة، وتتمتع بشخصية متواضعة. وعن التحضير لشخصيتها بالمسلسل، قالت إنها أول مرة تقوم بهذه الشخصية فى الدراما، لكنها اعتادت أن تجتهد فى التحضير قبل كل مشهد، وعن أصعب المشاهد التى واجهتها، عندما رفضت أن تذهب إلى العمل لأن زوجها لم يعمل، بالإضافة إلى مشهد ترك زوجها شلبى للمنزل. إنجى قالت إنها حزنت كثيرا لانتهاء تصوير المسلسل، الذى استمر على مدار 7 أشهر، بحيث أصبح من الصعب أن يفترق هذا «الجروب»، لكنها قالت إن أبطال العمل ما زالوا على اتصال ببعضهم، حتى ظهورهم فى سحور «mbc». إنجى لم ترفض التعاون مجددا مع الزعيم عادل إمام فى تجربة جديدة، وعن أخبارها الفنية، قالت إنه يوجد عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية التى تنتظر موافقتها، وهى تعكف الآن على قراءة تلك الأعمال، لانتقاء الدور المناسب. إدوارد: كنت «صاحب السعادة» الحقيقى فى رمضان هو نجم تميز بالكوميديا وخفة الظل، وفى أول تعاون مع النجم عادل إمام ظهر بدور تراجيدى كوميدى، من خلال شخصية الشيف شلبى زوج إنجى وجدان، التى أدت دور إحدى بنات «صاحب السعادة». إنه الفنان إدوارد الذى تحدث إلى «التحرير» عن تعاونه مع عادل إمام، قائلا: «صاحب السعادة عمل مهم جدا بالنسبة إلىّ، بعد وقوفى أمام نجم كبير يعد أستاذًا للجميع، وكان بمثابة الأب فى موقع التصوير، وكسر الرهبة داخلنا كممثلين شبان، وعندما كنا نصور مشهدًا نجلس فيه معًا أو نلعب الطاولة معا كان يمنحنى إحساسا بأنه بهجت وليس عادل إمام، وبالتالى لم أشعر بالرهبة منه إطلاقا». وعن أدائه بالمسلسل قال إدوارد: «أعجبت كثيرا بالشخصية لأنها ذكرتنى بشخصية عبد السلام النابلسى فى ثقته بنفسه، وعملت بطريقتى الخاصة بشكل جيد، وعملت كثيرًا لأتقن إحساسى بالشخصية.. ومن أصعب مشاهد العمل كان مشهدى وأنا أعود لأطلب من صاحب العمل إعادتى إليه، كان هذا من أكثر المشاهد صعوبة، وأثار ردود فعل كبيرة، فهناك من بكى بسببه، كما كان مشهد زوجته وهى تراه يبكى من المشاهد المؤثرة». وعن ردود الأفعال التى استقبلها بعد عرض المسلسل، قال إدوارد إن البعض أصبح يناديه ب«شلبوكة»، وقال بعض الجمهور إنه أسعدهم كثيرا.. وعن نصائح عادل إمام قال: «هناك نصيحة يعتز بها ويصر عليها ألا وهى (خليك على طبيعتك)، وكان بدوره على طبيعته لدرجة أننى شعرت أنه بهجت أبو الخير».. وعن تعاونه مع عادل إمام مرة أخرى قال إدوارد: «هذه لم تكن المرة الأولى، فقد سبق أن تعاونت معه فى فيلم حسن ومرقص، ولكننى ظهرت معه فى مشهد واحد، أما فى صاحب السعادة فكنت معه فى معظم مشاهدى». خالد سرحان: الشغل مع النجوم الكبار له طعم تانى خالد سرحان مثل فى أكثر من عمل فنى مع الفنان الكبير عادل إمام، وفى موسم دراما رمضان شاركه فى المسلسل الكوميدى «صاحب السعادة». سرحان أوضح ل«التحرير» أن من رشحه لأداء دوره فى «صاحب السعادة» هو المخرج رامى إمام، حيث أبلغه بأن هناك دورا يليق به، مضيفا أن رامى يفهم ما يدور برأسه منذ زمن، قائلًا: «تعاملت مع رامى من قبل، وتربطنى به علاقة قوية، وفى كل مرة نقوم بها بعمل يكون مختلفا عما قبله». الفنان الشاب، أضاف أن المخرج رامى إمام يقدم الجديد دائما، وهو من المخرجين الذين أحب العمل معهم، ليس لأنه ابن النجم عادل إمام، ولكن لأنه مخرج مبدع، لافتا إلى أنه يستطيع إخراج ما بداخله من انفعالات ومشاعر، وطاقة تمثيلية فى كل عمل يجمعهما معا. وعن كواليس «صاحب السعادة» أوضح سرحان أنها كانت هادئة، والجميع كان مركزا فى عمله، مضيفا أن الفنان عادل إمام يحب الهدوء فى أثناء العمل، وأنا أيضا أحب هذه الطريقة فى العمل، مشيرا إلى أن الفنانة لبلبة تظهر خبراتها وقدراتها الفنية فى المسلسل، وهى فنانة جميلة وممثلة منذ صغرها و«مايختلفش عليها اتنين». سرحان أشار إلى أن عادل إمام ينصح دائما بالانتباه فى العمل، واختيار الملابس، والأداء الهادئ، موضحا أنه تعامل مع الفنان الكبير فى أكثر من عمل، وكل شخصية أداها كانت مختلفة عن شخصيات الأعمال الأخرى، مضيفا أن أداء أى شخصية مع عادل إمام هو إضافة له وخبرة، قائلًا إن «الشغل مع الكبار يعطى ثقلا وإحساسا مختلفا، وأنا أحب أن العمل مع الكبار». ياسر فرج: «الأولتراس» الموجود فى «صاحب السعادة»... حقيقى ياسر فرج، الممثل الشاب، الذى انفتحت له طاقة القدر بوقوفه أمام الزعيم عادل إمام، بعد الأداء الطيب الذى ظهر عليه خلال مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الإسود»، مع الفنان يحيى الفخرانى، وقبل أن ينجح فى تقديم شخصية «بيبو» فى مسلسل «صاحب السعادة». ياسر تحدث إلى «التحرير» عن تلقيه خبر انضمامه إلى أسرة المسلسل من خلال الشركة المنتجة، قبل أن يذهب إلى مقابلة رامى إمام، ويعلم منه أن من قام بترشيحه هو عادل إمام، بعد أن أبدى إعجابه بأدائه فى مسلسل «عباس الأبيض». ياسر قال إنه لم يشعر بالرهبة أمام عادل إمام، «أحسست كأنى أمثل مع أحد أصدقائى»، لكنه قال إن الزعيم كان كثيرا ما يوجه له النصح، بأن يتفانى فى حب المهنة، ويعطيها كل اهتمامه، حتى ينجح. وعن تحضيره للشخصية، قال ياسر إنه ذهب فعلا إلى أشخاص يعرفهم بالأولتراس، وهم موجودون فى الحقيقة بالمسلسل، مما جعل الفنان عادل إمام يعبر له عن سعادته لحرصه على التواصل مع الشخصيات الحقيقية. وعن تعاونه مع لبلبة، قال إنه أول مرة يعمل معها، ووصفها بأنها دائما فى حالة قلق وتهتم بالتفاصيل، وظهر تأثرها عند انتهاء فترة التصوير، متمنيا العمل معها ثانيا. وعن عدم وجود صورهم بالتترات، أو الإعلانات، قال ياسر إن هذا لم يضايقه، لأنهم اعتادوا من عادل إمام الظهور وحده على البوسترات، لكنه أضاف «تضايقت فقط من عدم ظهورنا على التترات، ولو أن هذا الأمر يعود إلى القناة».