«حماس» والفصائل الفلسطينية المقاتلة فى غزة سلمت شروطها للهدنة إلى قطر، وبدورها الدوحة سلمتها للأمم المتحدة مع أمينها بان كى مون، الذى زار العاصمة القطرية، وتسلم بنود الهدنة. مون وصل أمس إلى القاهرة مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، لتصل شروط حماس لأمريكا فى النهاية. هذه الاتفافات الطويلة مفهومة فى ضوء الزعم الكاذب للإدارة الأمريكية برفضها التفاوض مع الإرهابيين، الذين صنفتهم واشنطن منذ سنوات بالمنظمة الإرهابية، ومع ذلك تتفاوض معها كل عامين، عندما يتكرر نفس سيناريو الحرب على المدنيين. لكن لماذا القاهرة مجددا؟ بعد أن رفضت حماس والفصائل المبادرة المصرية المطروحة لوقف القتال ومنع إراقة الدماء الفلسطينية. هل جاءت الزيارة لتشكل ضغوطا على القاهرة، لتعديل بنود المبادرة. بان كى مون وصل القاهرة على طائرة خاصة من الدوحة فى إطار جولة بالشرق الأوسط، تشمل مصر والكويت ورام الله بالضفة وعمان والكويت. عقب إعلان فشل المبادرة المصرية لوقف القتال صعدت إسرائيل من هجماتها العدوانية على المدنيين المستمرة منذ عشرة أيام، لكن اللافت أنها قدمت هدية أو تحية للأمين العام للأمم المتحدة بان كى، مون الذى وصل الدوحة الأحد وغادرها الإثنين إلى القاهرة، فصبيحة الأحد نفذت إسرائيل مذبحة واسعة ضد المدنيين العزل، بينما يعرف بمذبحة الشجاعية، ليصل بان كى مون الدوحة للمباحثات الأميرية، بينما جثث وأشلاء أكثر من 124 فلسطينيا قتلوا فى هجوم واحد موزعة على جدران البيوت والطرق. كى مون غسل يديه فى قطر ثم دعا إسرائيل إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، لتجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة بعد أن تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الأحد وحدة 124 قتيلا. وخلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية القطرى خالد العطية قال بصوت مؤثر هو أقصى ما استطاعه: «بينما كنت فى طريقى إلى الدوحة، قتل مزيد من المدنيين من بينهم أطفال فى الهجمات العسكرية الإسرائيلية على الشجاعية. وأدين هذا العمل الفظيع». وفى الوقت نفسه تسلمت قطر مطالب التهدئة من حماس والمقاومة الفلسطينية فى غزة، التى يمكن تركيزها فى: «الرفع الكلى للحصار بما فى ذلك فتح المعابر الحدودية، وتشغيل ميناء غزة، والإفراج عن أسرى، ووقف ممارسات الاحتلال فى الضفة الغربيةالمحتلة». ووفقا لحماس فإنها سلمت المطالب أيضا للجامعة العربية وتركيا والرئيس الفلسطينى محمود عباس، لتعيد التأكيد على اتفاقات التهدئة السابقة بما فيها الاتفاق المبرم بالقاهرة عام 2012، التى لم تلتزم بها إسرائيل. وتضمنت شروط المقاومة تعهد إسرائيل بفك الحصار الاقتصادى والمالى، وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلا بحريا. كما تضمنت حرية الحركة فى المناطق الحدودية لقطاع غزة وعدم وجود منطقة عازلة والمباشرة بتنفيذ برنامج لإعادة إعمار قطاع غزة. بان كى مون فى ما يشبه الوعد غير الملزم، قال إن الحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة منذ سنوات «لا يمكن أن يكون دائما»، أما قطر قلم تستطع الخروج وإعلان مبادرة قطرية على غرار الخطوة التى اتخذتها مصر، واكتفى العطية أن يؤكد أن «إننا فى قطر لا ندعى أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطينى، وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطينى، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية». وأضاف: «المشاورات ما زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة فى ذلك، لأن الشعب الفلسطينى لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولى». كى مون التقى أيضا رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن فى الدوحة والأخير أعلن دعمه للمبادرة المصرية، وتمسك أنها جاءت بطلب منه. ومن جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إثر لقاء عباس وبان كى مون «نحن نركز الآن على إنهاء العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى وبعد مجزرة الشجاعية غزة هى أكثر الأماكن خطورة على الأرض، وقد ارتكبت عديد من الجرائم، وبعد ذلك يجب رفع الحصار المستمر على غزة منذ سبع سنوات، ويجب فتح المعابر وإطلاق سراح الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط». بينما تأجل اجتماع أبو مازن مع مشعل لعدم وجود الأخير فى قطر على حسب ما قيل للصحفيين، الذىن انتظروا بالفندق المقرر عقد اللقاء فيه، حيث تغيب مشعل فى الكويت لإقناع الأمير الصباح بالوقوف وراء الهدنة بالشروط الحمساوية، فهل نجح فى الكويت؟ بان كى مون يصل القاهرة من الكويت بعد الدوحة، ليلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى لمناقشة حصيلة ما وضع فى جعبته من كل الأطراف للوصول لهدنة، بينما استبقت الخارجية المصرية الزيارة بالإشارة مجددا للمبادرة المصرية، فهل سيطرأ عليها تعديل؟