بعد ساعات قليلة يحدد مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة مرتضى منصور مصير مديره الفنى الشاب أحمد حسام (ميدو) بالبقاء أو الرحيل. وبعيدا عن الأسباب التى قد يسوقها رئيس النادى وباقى أعضاء المجلس لرحيل ميدو فى حال قرار الاستغناء عنه، فإن هناك عشرة أسباب قد تجبر الزمالك على الإبقاء على ميدو وتجعله رجل المرحلة المقبلة للقلعة البيضاء. (1) نجح أحمد حسام (ميدو) المدير الفنى بجدارة فى إدارة لقاء الزمالك وسموحة فى نهائى كأس مصر، ووصل إلى التركيبة التى تمنحه سر الخلطة التى قد تمنح الأبيض الفوز بالبطولات القادمة. على مدار مباريات الموسم ظل ميدو يجرب فى فريقه ويضع الخطط تلو الأخرى، ولكنه فى لقاء سموحة تواضع وعرف إمكانيات لاعبيه وفريقه، فلم ينجر إلى اسم الزمالك ولعب على المضمون فحقق الفوز، وبالتالى فإن ميدو عندما وصل إلى سر الفكرة لا بد أن يستمر حتى يكمل ما بدأ فى تحقيقه وحتى لا يكرر الزمالك مأساة كل موسم عندما يصل المدرب إلى نقطة التلاقى مع لاعبيه يقوم بالاستغناء عنه. (2) اعتمد ميدو على لاعبيه الشباب وأنهى أسطورة لاعبى الزمالك الذين أدمنوا الهزائم وضياع البطولات، واتخذ قرارا صعبا بعد نهاية بطولة الدورى بإراحة سبعة لاعبين من الكبار فى مخاطرة كبيرة، ولكنه اتخذ القرار وتحمل المواجهة وحده، وهو ما أعطى الأبيض قوة فى اتخاذ القرار بالاستغناء عن هؤلاء اللاعبين الذين أضاعوا على الزمالك العديد من البطولات، وأدمنوا الهزائم من الأهلى على مدار عشر سنوات، وهو ما لم يحدث منذ نشأة الفريق الأبيض. ويحظى ميدو كذلك بحالة من الحب من اللاعبين الشباب الذين يرون فيه مثلا أعلى ونجومية فوق العادة، لذلك ينجح ميدو تماما فى السيطرة على هؤلاء الشباب ويجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم فى كل المباريات. (3) يتمتع أحمد حسام بمساندة كبيرة من الجماهير الزملكاوية منذ أن كان لاعبا ويرى فيه النجم الكبير الذى كان الأفضل على المستوى الاحترافى وتطلق جماهير الزمالك عليه دائما لقب العالمى. وجود ميدو كمدير فنى للزمالك يجعل هناك إجماعا على مساندة الفريق من الجماهير البيضاء حتى لو كان مستوى الفريق ضعيفًا، وهو ما ظهر هذا الموسم بمساندة الفريق طوال الوقت ومنحه الكثير من الدعم، ولو كان هناك حضور جماهيرى للمباريات فى الدورى أو الكأس لكان الزمالك هو الأكثر فى الحضور الجماهيرى، سواء لمساندة الفريق أو لدعم ميدو فى طريقه كمدير فنى للفريق الأبيض. (4) نجح المدير الفنى فى تحقيق الكثير مما طلب منه عندما تولى مسؤولية تدريب الفريق ففى بطولة الدورى وصل للمربع الذهبى وحصل على المركز الثالث فى البطولة، ولولا الهدف الذى أحرزه أحمد توفيق فى مرماه خلال لقاء الأهلى وضربة الجزاء التى أضاعها محمود فتح الله، لنافس الزمالك حتى النهاية على لقب بطولة الدورى العام. كما نجح ميدو فى الوصول إلى دورى المجموعات ببطولة دورى أبطال إفريقيا، ولو نجح الزمالك فى تحقيق الفوز خلال لقاء مازيمبى القادم فسيكون المنافس الأقرب للحصول على بطاقة التأهل للدور نصف النهائى من البطولة، وهو ما لم يتحقق للزمالك منذ سنوات طويلة. ميدو فى نهاية الموسم حقق لقب بطولة كأس مصر على حساب أقوى فريق هذا الموسم سموحة، والذى خسر بطولة الدورى لصالح الأهلى بفارق هدف وحيد، وكشف حساب ميدو فى الموسم يعطيه نجاحًا بنسبة كبيرة. (5) وجود ميدو مديرا فنيا للزمالك يعطى للفريق بريقًا كبيرًا نظرا للمكانة التى يحظى بها ميدو عندما كان لاعبا فى أكثر من فريق أوروبى، وبسبب وجود ميدو فى منصب المدير الفنى للزمالك بات فوز الزمالك بكأس مصر محط أنظار الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية وعلى رأسها «سكاى نيوز». (6) المظهر الحضارى الذى فرضه ميدو على لاعبى الزمالك منذ توليه المسؤولية بارتداء لاعبى الفريق زيا موحدا طوال الوقت، وكذلك تعامل المدير الفنى الراقى مع وسائل الإعلام طوال الوقت باحترام مع الصحفيين. ميدو هو المدير الفنى الوحيد فى مصر الذى كان يعقد مؤتمرا صحفيا قبل كل لقاء، وكان يحضر المؤتمرات الصحفية للمباريات حتى فى حال خسارة الفريق، وطوال الوقت لا يهرب من مواجهة الإعلام مثل باقى المدربين المصريين. (7) بقاء أحمد حسام مديرا فنيا للزمالك فى الموسم المقبل مكسب ليس للزمالك فقط، ولكن للكرة المصرية ككل، فنجاح ميدو فى تجربته هو نجاح للمنظومة الكروية كلها، وليس الزمالك فقط. ومن الممكن أن يقدم للمنتخب المصرى مديرا فنيا صغير السن يقترب من سن لاعبيه، على طريقة فان باستن ورود خوليت وكلينسمان وغيرهم من نجوم الكرة الأوروبية، الذين تولوا مسؤولية تدريب منتخبات بلادهم وهم فى سن صغيرة. (8) إنهاء أسطورة العشرة مدربين المسيطرين على الكرة المصرية، وفتح الباب أمام جيل شاب يقود الكرة المصرية فى المستقبل، فبعد تجربة ميدو تردد أن الإسماعيلى يفاوض أحمد حسن لخلافة ريكاردو. بقاء ميدو فى الزمالك قد يشجع باقى الفرق على تكرار التجربة مع لاعبين شباب اعتزلوا حديثا، فالمثير أن حسام البدرى وهو فى سن الثانية والخمسين كان يقال عنه المدرب الشاب، ولكن ميدو غير الأمر تماما، واستمرار التجربة ومساندتها من الجميع أمر لا بد منه حتى من الذين لا ينتمون لنادى الزمالك فهى تجربة جيل عليه أن يأخد الفرصة فى كل المجالات لا كرة القدم فقط، ونجاحها هو نجاح لكل هذا الجيل الذى يقدم نفسه للعالم. (9) قصر مدة الفاصل الزمنى بين الموسم المنتهى والموسم القادم وضم الزمالك أكثر من 15 لاعبا، ودمج الجدد مع القدامى، يحتاج إلى مدير فنى له خبرة مع اللاعبين القدامى، ويعرف إمكانيات اللاعبين الجدد، ولذلك فإن ميدو الذى قاد الأبيض فى الدورى والكأس هذا الموسم يعلم جيدا إمكانيات لاعبيه الشباب الباقين فى القلعة البيضاء. المدير الفنى الحالى يعلم أكثر إمكانيات اللاعبين القادمين وكذلك وجود مباريات مهمة مقبلة للزمالك أمام مازيمبى بعد خمسة أيام فقط، وأمام فيتا بعدها بأسبوعين. ميدو واجهه الفريقين قبل ذلك، ولو حضر مدير فنى جديد فإن فرص بقاء الزمالك فى دورى الأبطال الإفريقى ستكون قليلة. (10) استمرار المساندة من مرتضى منصور الذى أكد طوال الوقت الماضى رضاه عن ميدو ووقوفه بجانبه واستكمال ما بدأه مجلس الزمالك فى مساندة مديره الفنى الشاب فى أصعب المواقف التى واجهت الفريق طوال الموسم.