أزمات اقتصادية هائلة تضرب القارة الأوروبية وتتسبب فى غضب الشعوب واستيائها من حكوماتها وسياساتها، دفعت الحكومات الأوروبية إلى البحث عن حلول وسط يمكنها تخفيف وطأة هذه الأزمات وتسكين آلام الشعوب. كان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد توصلا إلى إنشاء حكومة اقتصادية لمنطقة اليورو، يترأسها الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى هيرمان فان رومبوى لولاية تصل إلى عامين ونصف العام، وهو ما سيقترحانه على بقية الشركاء الأوروبيين. ساركوزى اقترح أيضا أن تقر الدول ال 17 فى منطقة اليورو بقاعدة، أطلق عليها «القاعدة الذهبية»، تقضى بتصحيح ميزانياتها قبل حلول صيف 2012. وأن وزيرى المالية الفرنسى والألمانى سيطرحان اقتراحا سبتمبر المقبل ينص على فرض ضريبة على المعاملات المالية، وهو ما اتفقت معه عليه ميركل. لكن، يبدو أن أوروبا بأكملها مستاءة من وعود ساركوزى وميركل بالإصلاح وحفظ منطقة اليورو، حيث كانت ردود فعل الزعماء الأوروبيين فاترة جدا، فيما عدا وزير المالية الإيطالى جوليو تريمونتى، الذى وصف المحادثات ب «ضربة المعلم» لأن إيطاليا من الدول التى قد تستفيد من هذه الوعود. فيما أدانتهما عديد من الصحف الأوروبية أول من أمس. صحيفة «الجارديان البريطانية» وصفت هذه المحاولة الفرنسية-الألمانية ب«الفاشلة» فهى ترى أن ساركوزى وميركل يهدفان إلى تعزيز سيطرتهما السياسية فى منطقة اليورو وربما فى الاتحاد الأوروبى، حيث إنهما على مشارف موجة انتخابات. كما أصبحت ألمانيا حاليا قوية سياسيا واقتصاديا، وتعتقد الشعوب داخلها وخارجها أن ألمانيا تطمح إلى السيطرة على أوروبا لتصبح «أوروبا ألمانية».