ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلى إلى 320 والجرحى إلى 2260 خلال 10 أيام كتب- محمد عطية: ما زالت طاحونة الدماء مستمرة فى قطاع غزة ليرتقى كل يوم عشرات الشهداء الجدد إلى السماء، أمس استشهد 10 مواطنين ليرتفع عدد قتلى عملية الجرف الصامد الإسرائيلية إلى 320 والجرحى إلى 2260. وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه «أصاب 240 هدفا فى قطاع غزة جوا وبرا وبحرا»، لافتا إلى أنه «تم الكشف عن 10 أنفاق لها 22 مخرجا فى قطاع غزة»، مضيفا أنه «تم تجنيد 53200 من جنود الاحتياط للمشاركة فى العملية البرية، التى بدأت الخميس الماضى فى قطاع غزة»، موضحا أنه «منذ بدء العملية البرية تم إطلاق 135 صاروخا من غزة على مدن تل أبيب، 87 منها سقطت على إسرائيل». وأشار إلى أنه «منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة قبل 11 يوما، فقد تم إطلاق 1637 صاروخا من قطاع غزة على إسرائيل، سقط 1228 منها على إسرائيل، وتم اعتراض 340 صاروخا إضافية من قبل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ». وأصيب 3 جنود إسرائيليين خلال اشتباكات مع مسلحين شمال قطاع غزة، ووفقا لصحيفة «هآرتس» العبرية، فقد تم نقل الجنود المصابين على متن مروحية إلى المستشفى، وقالت القناة العاشرة إن 6 جنود جرحى آخرين وصلوا إلى مستشفى سوروكا فى بئر السبع. هذا ونجحت المقاومة الفلسطينية فجر أمس السبت فى تفجير عدة دبابات إسرائيلية شمال قطاع غزة، بينما جرت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، وقالت كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- إن «إحدى مجموعاتها اشتبكت فى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس مع قوة إسرائيلية خاصة قرب كلية الزراعة شمال بلدة بيت حانون شمالى قطاع غزة، وذلك بعد تفجير عبوة أفراد فيهم». بدورها أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى- أنها فجرت دبابتين وناقلة جند فى المنطقة ذاتها، مؤكدة أن مقاتليها تمكنوا من الاستيلاء على رشاش الدبابة المستهدفة. وأعلنت «القسام» فى بيان لها أنها «أعددت نفسها لمعركة طويلة مع العدو الإسرائيلى»، مؤكدة أنها «لم تكشف إلا القليل من قدراتها العسكرية خلال الفترة الماضية»، وأوضح المتحدث باسمها أبو عبيدة «إننا إذ أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة مع المحتل، وقد رأى العدو بعض فصولها وخفيت عنه فصول أخرى، فإننا الأطول نفسا، والأكثر إصرارا على تحقيق أهدافنا المشروعة». وأضافت «من الفقر ومن الجوع ومن قلة الحيلة ومن الحصار صنعنا ما يرى العالم من صواريخ وطائرات دون طيار. ويكفينا أن نسوق لأمتنا نموذجًا واحدًا لتكون مطمئنة، فقد أعدّت الصناعات العسكرية للقسام ربع مليون قنبلة يدوية ستكون بين أيدى فتيان شعبنا ليرجموا بها جنود الاحتلال بدل الحجارة»، لافتا إلى أن «ما فقدته كتائب القسام من عتاد وذخائر خلال الفترة الماضية، أعادت ترميمه وتعويضه فى أثناء معركتها مع الجيش الإسرائيلى المجرم». بدوره قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زيادة النخالة إن «المقاومة ترسم اليوم مسارا جديدا للشعب الفلسطينى، وستبقى بهذا الموقع حتى تحقيق الهدف الأساسى وهو إنهاء الحصار عن الشعب الفلسطينى». وأضاف أنه «من الخطأ اتهام مصر بالخيانة، أو أنها لا تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى، فهى تتفهم وتحمل مطالب فصائل المقاومة للجانب الإسرائيلى، الذى يحاول فرض شروطه علينا»، مضيفا أن «أى معركة إعلامية مع مصر لا تخدم الشعب الفلسطينى فى هذه الظروف القاسية، يجب أن نغادر هذا الخطاب؛ لأن مصر تقف معنا، ويجب أن نجد خطابا إعلاميا عربيا موحدا». وأشار النخالة إلى «أن الأمور فى قطاع غزة مفتوحة على كل الاحتمالات، فقد تطول المعركة، ويجب أن نستعد لذلك فى حال لم يستجب الاحتلال لمطالبنا». وفى الأممالمتحدة بكى مندوب فلسطين فى الأممالمتحدة، رياض منصور، فى أثناء إلقاء كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولى مساء أول من أمس الجمعة حول غزة، وقال إن «الهجوم الإسرائيلى ينتهك مبادئ القانون الدولى»، وبكى وهو يضيف مستنكرا «أى دفاع عن النفس الذى يؤدى إلى إبادة شعب بأكمله»، مطالبا بحماية الشعب الفلسطينى، ومساءلة إسرائيل على جرائمها فى غزة. صحف عالمية: «حماس» بلا حلفاء أقوياء.. وستدفع الثمن «نيويورك تايمز»: العملية الإسرائيلية تختلف استراتيجيا عن عملية 2012 كتبت- سلافة قنديل: فى اليوم الثانى من العملية العسكرية البرية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، رصدت الصحف والمجلات العالمية الصادرة صباح أمس السبت آخر التطورات وردود الأفعال الدولية على الهجوم، الذى راح ضحيته أكثر من 300 شهيد وآلاف الجرحى أغلبهم من المدنيين. مجلة «بوليتيكو» الأمريكية قالت إنه فى ظل دعوات اليمين الإسرائيلى لتكثيف العملية العسكرية فى غزة، للقضاء على حركة المقاومة حماس، يبقى من غير الواضح إلى أى مدى ستستمر الحملة الإسرائيلية التى أدت بالفعل إلى استشهاد مئات الفلسطينيين فى 11 يوما من القصف. المجلة الأمريكية قالت إنه على الرغم من تكثيف الهجوم الإسرائيلى، فإنه ليست هذه المرة الأولى. إذ أشارت إلى أن «حماس» تمكنت من التصدى للهجوم الإسرائيلى فى عام 2009، وكذلك القصف الجوى فى 2012، الذى استمر أكثر من أسبوع. لكنها ترى أن «حماس» الآن أصبحت أضعف مما كانت عليه خلال الهجمات السابقة، وذلك بسبب الدعم الدولى والإقليمى القليل من حلفائها الرئيسيين فى تركيا وقطر. من جانبها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن العملية العسكرية الإسرائيلية هذه المرة تختلف عن سابقتها. إذ إن إسرائيل قد أعلنت أجندة واضحة تستهدف الأنفاق التى تستخدمها حماس فى تهريب الأسلحة. كما أن حماس هذه المرة لا يمكن أن تعول على مصر. وذكرت أنه فى هذه المرة، يبدو أن الزعماء الغربيين أكثر صبرا. الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن هذه العملية تختلف تماما عن 2009 عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية بسرعة الجيب الساحلى للقطاع وحاصرت مدينة غزة، ودخلت فى معارك مع مقاتلى حماس. أما فى هذه العملية، فقد انتشرت القوات بشكل رئيسى فى الأراضى الزراعية على الحافة الشمالية والجنوبية والشرقيةلغزة، وسرعان ما أعلنت أنها اكتشفت أكثر من 20 نفقا للخروج. الصحافة البريطانية أيضا اهتمت بالأحداث المشتعلة فى قطاع غزة، إذ قالت مجلة «الإيكونومست» البريطانية إنه على الرغم من الخسائر الضخمة التى لحقت بحركة حماس، فإنه لا يوجد أى إشارات تدل على أنها قد تتخلى عن المعركة. من جانبها قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين لأكثر من 300، فإن قادة حماس هى التى تتعرض لضغوط متزايدة من مصادر دولية متعددة لقبول وقف إطلاق نار فورى فى غزة. وعلى الصعيد الرسمى، قال جيفرى فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن الأممالمتحدة «تشعر بالانزعاج تجاه الرد الإسرائيلى المفرط على قطاع غزة». عسكريون وسياسيون ل«التحرير»: إسرائيل تسعى لتدمير صواريخ غزة.. وحماس لن تنتصر مظلوم: العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر على نطاق أضيق.. وسويلم: مدينة كاملة تحت غزة مليئة بالصواريخ كتب- أحمد سعيد حسانين وريهام عبدالوهاب: للعدوان الإسرائيلى على غزة، أهداف استراتيجية، بعضها عاجل والآخر على المدى البعيد.. عدد من الخبراء العسكريين والمتخصصين فى الشأن العربى والإقليمى بحثوا مع «التحرير» تلك الأهداف واستشرفوا مسار المعركة فى المرحلة المقبلة. الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء جمال مظلوم، يرى -وفق كلامه ل(التحرير)- أن «إسرائيل استنفدت أغلب الوسائل لديها فى حربها ضد قطاع غزة والشعب الفلسطينى، وستبدأ فى القيام بعمليات عسكرية على نطاق أضيق وأقل خلال الأيام القليلة المقبلة»، مشيرا إلى أن «الكيان الصهيونى لن يتوقف عن محاولاته فى قتل أبناء الشعب الفلسطينى حتى بعد قيامه بالعملية البرية ضد غزة»، متوقعا أن لا تكون هناك هدنة خلال الفترة المقبلة، وأن تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطينى، ولكن بصورة أقل نسبيا مما كانت عليه الأيام الماضية. الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء حسام سويلم رأى أن العملية البرية التى قامت بها إسرائيل فى غزة، كان الهدف الرئيسى منها والأساسى هو تدمير البنية التحتية الصاروخية لشبكة أنفاق غزة، والتى تضم عددا كبيرا من الصواريخ والأسلحة التى تستخدمها قوات المقاومة فى فلسطين ضد الكيان الصهيونى، مضيفا: «إسرائيل قامت بتدمير عدد من الأنفاق التى توجد أسفل مدينة غزة، ولكن لا تزال هناك مدينة كاملة تحت غزة مدعمة بالصواريخ والأنفاق والأسلحة، وستواصل هذا التدمير عبر القصف، وستقلل عملياتها على الأرض خوفا على جنودها»، منوها إلى أن إسرائيل لن تلجأ إلى التهدئة فى الوقت الراهن وستواصل عمليات القتل والإبادة. الخبير العسكرى ل«التحرير» اللواء أحمد الفولى توقع أن لا تلجأ قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى خطوات تصعيدية أخرى عقب الهجوم البرى على غزة، مشيرًا إلى أن «القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات مدروسة ومحسوبة تعلم جيدا أولها وآخرها». رئيس منتدى «الشرق الأوسط» للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير غطاس قال: «هناك احتمالان تتوقف عليهما الحرب فى غزة خلال الأيام المقبلة، الأول أن تتوقف العملية برمتها، والثانى أن تتوسع العملية العسكرية بشكل أكبر»، لافتا إلى أنه جرى اجتياح غزة بريا بالكامل فى عام 2008 وبشكل أكبر بكثير مما يحدث الآن، وإذا استمر إطلاق الصواريخ من قبل قوات المقاومة وفشلت إسرائيل فستضطر إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية فى الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول أن تتجنب الدخول للمخيمات الفلسطينية المليئة بالحشود الضخمة، كما فى أجدابيا. غطاس أفاد بأن «الأمر يتطلب يومين أو ثلاثة على الأكثر حتى يتضح الموقف، وما إذا كانت حماس ستقبل بالوساطات الدولية أم لا، فمن المتعارف عليه أن العمليات العسكرية تخرج عن نطاق السيطرة فتتفاقم الأمور أكثر فأكثر»، معتبرًا أن حماس هى «مشروع إسرائيلى فى الأساس، خلقت لتعرقل عمل المقاومة الفلسطينية، وحتى الآن لا يوجد فى قاموس كل القادة الإسرائيليين كلمة عن ضرورة القضاء على حماس». غطاس أضاف «حماس مستمرة فى عملها على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وأن تظل شوكة فى خاصرة مصر الشرقية». وفى المقابل، رأى المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين أن هناك صمتا رسميا عربيا مريبا يحدث الآن والتخلى الصريح عن الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وهو مما سيترك آثارا عميقة على العلاقات العربية - العربية لفترة طويلة، مضيفًا «الذى سيهزم فى المعركة هو النظام السياسى العربى».