لم يكن يوما قريبا من السياسة، لكنه كان دائما قريبا من حركات الإسلام السياسى، كجماعة الإخوان المسلمين، يرى أن السياسة ليست ملعبه المفضل، فيما يرى عمل الخير والدعوة إلى الله الطريق الأسلم إلى الجنة، هكذا ينظر رئيس الجمعية الشرعية الشيخ محمد مختار المهدى، للمشهد العام اليوم، نافيا تلقى جمعيته أموالا من الخارج، بحسب الشائعات المتناثرة. المهدى قال ل«التحرير» إن «الجمعية الشرعية لم تكن يوما على علاقة بالحزب الوطنى المنحل، بل لا علاقة لها أصلا بالسياسة، وإن إعلانها موافقتها على التعديلات الدستورية الأخيرة كان بهدف تقصير المسافة بين تولى المجلس العسكرى مسؤولية البلاد، وعودة الاستقرار، وعليه رأت أن الموافقة على التعديلات واجب شرعى». رئيس الجمعية الشرعية، أكد أن هدف الجمعية دعوى فقط، ومن مبادئها تحريم السياسة الحزبية، «لأننا لو دخلنا حزبا فسيكون هناك حزب آخر يرفض أفكارنا»، لهذا رفضت الجمعية الشرعية من قبل دعوة جمع التيارات الإسلامية فى مؤتمر لرفض المساس بالمادة الثانية من الدستور، لأن ذلك، بحسب رأيه، «سيستفز الناس»، مشيرا إلى أن المبادئ فوق الدستورية ستثير نعرات طائفية حال قبولها، لأنها ستستفز قطاعات عريضة من المجتمع المصرى، على حد قوله. غضب الشيخ عند سؤاله عن التمويل، قائلا «لم نتلق مليما من دولة خليجية، ولم نروج للفكر الوهابى، وتبرعنا بأموال جائزة الملك فيصل عام 2009، لصالح الفقراء، ولم يدخل مليم واحد لخزينة الجمعية». المهدى رأى أن السلفيين يحتاجون فى دخول المجال السياسى إلى حكمة يتملكها شخص مناسب يفتقدونه حاليا، وقال «نحن لا نقول إننا سلفيون، حتى لا ينسب أى خطأ إلى الجمعية الشرعية، ولا نحجر على أبنائنا ترشيح أنفسهم فى الانتخابات القادمة، شريطة أن يتخلوا عن مناصبهم القيادية فى الجمعية، حتى لا نخلط بين الدين والسياسة». رئيس الجمعية رأى أن اللغط الدائر حول تطبيق الشريعة سببه المثقفون الذين يروجون لفزاعة وصول الإسلاميين للحكم، مشددا على أن الدولة الدينية ليست فى الإسلام، وأن الدولة الحديثة المدنية هى أصل الدولة فى الإسلام، مكررا ما أعلنته جماعة الإخوان المسلمين من قبل رفضها تولى قبطى أو امرأة منصب الرئاسة. المهدى كان واضحا فى رفضه إلصاق تهم التشدد بالتيار السلفى، إذ قال إن «الأزمة بين الصوفية والسلفيين (مفتعلة)»، فالسلفية، بحسب كلامه، لو تخلت عن المذهبية لصارت صوفية حقيقية، لأن كلمة سلفية تطلق على السلف الصالح منذ النبى وأصحابه والتابعين، وكلهم كانوا يستهدفون الورع والتقوى، وهذا جوهر الصوفية، وأشار إلى أنه من المفترض أن تتوحد التيارات، والأحزاب الإسلامية، تحت راية السلفية الحقيقية، لمواجهة التيارات العلمانية التى تريد طمس هوية الشعب المصرى الإسلامية. المهدى كشف عن تعرض الجمعية الشرعية لضغوط من جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، وقيادات الحزب الوطنى المنحل أيضا، لتوجيه النساء الفقيرات إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهن خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لصالح الحزب المنحل، إلا أنها رفضت.