أرسل وليد شلبى المستشار الإعلامى للمرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع ردا على التحليل المنشور فى صفحة «تعليقات وتحليلات» فى العدد رقم 46، و«التحرير» تنشر الرد كاملا. نشرت جريدتكم بعددها رقم 46 فى الصفحة 11 خبرا عنوانه: «14 حزبا وتيارا تعلن تشكيل الكتلة المصرية لخوض الانتخابات»، وجاء فى التحليل «تكتل سيلعب دورا مهما.. والخوف من تحول الانتخابات إلى صراع بين قائمة «المسلمين» و«الكفار». وتصدرت صورة أ.د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين لمتن التحليل. إن فى استعمال مثل هذه التعبيرات «مسلمين وكفارا» ما يخالف الحقيقة والروح العام والواقع المهيمن على مصر بعد الثورة ويشعل فتيل الفتن فى المجتمع الذى يتلمس طريقه نحو الحرية بعد صراع طويل مع الظلم والفساد. فمحاولة إقحام هذه التعبيرات فى حياتنا السياسية والاجتماعية بهذا الشكل وفى هذه الأوقات يضر، بلا شك، بمصر وشعبها. كما أن فى وضع صورة فضيلة المرشد العام على متن التحليل يوحى فى الصورة الذهنية للقارئ أن الإخوان يؤيدون أو يدعمون أى طرف فى هذا الطرح. وهذا ما نرفضه تماما وما يؤذينا ماديا ومعنويا، حيث لم يكن الإخوان فى يوم من الأيام دعاة تقسيم الوطن على أساس دينى أو عرقى. كما أنهم لم يكفروا أحدا طوال تاريخهم، وهذا ثابت فى أدبيات وسلوكيات الإخوان منذ نشأتها وحتى الآن، ويمكنكم مراجعة ما قاله الإمام الشهيد حسن البنا، رحمه الله، فى الأصول العشرين حين قال «لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما، إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر»، وكذلك كتاب «دعاة لا قضاة» الذى واجه الإخوان به بدايات فكر التكفير وهم فى سجون الظلم والطغيان. كما ورد فى التحليل كثير من المغالطات من سبيل «باركته أحزاب ما قبل الثورة بانضمامها إليه بعد أن تحولت تلك الأحزاب من مبايعة النظام القديم إلى مباركة ودعم جماعة الإخوان»، فهل كل من انضم للتحالف 32 حزبا وهيئة كلها من أحزاب ما قبل الثورة؟! فالعكس هو الصحيح، كما أن محاولة الإيحاء بقبل الثورة وبعد الثورة فيه محاولة للتجنى على تيار وتلميع آخر وهو ما نربأ بكم عنه. كما أن فى محاولة المقارنة بين الإخوان والنظام السابق والتشبيه بينهما فيه من التجنى الواضح على الإخوان والإساءة لهم ولتاريخهم الطويل فى مقاومة النظام السابق فساده وإفساده، هم وجميع الوطنيين الشرفاء الذين تحملوا منه كثيرا وكثيرا. فكيف يشبه الظالم بالمظلوم والضحية بالجلاد؟ وكشف كاتب التحليل عن هدفه حين أثنى على التحالف الجديد ودوره وتوقعه بدعم إعلامى قوى له. فنحن إذ نرحب بأى تحالف يثرى الحياة السياسية والاجتماعية المصرية ويعين على نهضتنا وعلى خروج مصر من كبوتها، فإننا نرفض أن يتم ذلك بالتعريض بالآخر وبتشويهه فهذا غير المقبول ولا المعقول، خصوصا بعد الثورة المباركة. إننا نريد من الجميع أن يسعى لما فيه صالح مصر لا أن يزكى الخلافات ويرسخها فى المجتمع ويعمل على تأجيجها ويشوه قواه الحية، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه للوحدة والتكاتف والترابط وعدم الزج بتعبيرات خطيرة مثل «المسلمين والكفار» فى قاموسنا المصرى ولا فى منافساتنا السياسية. كما ورد فى جريدتكم فى عددها رقم 45 وفى الباب نفسه عنوان «الإخوان تستخدم الحزب كواجهة سياسية علنية وتحتفظ بمزايا التنظيم السرى»، وفى هذا تجن واضح على الإخوان نربأ بجريدتكم أن تكون سياستها التحريرية التهجم على الإخوان والادعاء عليهم بما ليس فيهم. إننا نرحب بالنقد البناء والداعم للوطن والمواطن، ونرفض محاولات التشويه الممنهج والمتعمد فى بعض الأحيان على جماعة الإخوان المسلمين، وكفانا ما عانت الجماعة منه على مدى عشرات السنوات من تشويه متعمد من وسائل الإعلام الحكومية وافتراءات وأكاذيب ثبت بعد ذلك كذبها جميعا. لنبحث جميعا عن كيفية بناء مصر ودعمها والنهوض بها، كل فى مكانه ومجاله بدلا من محاولات النيل من بعضنا البعض وتشويه بعضنا البعض.