لا يمكن أن نصف ما نراه فى الأيام الأخيرة إلا أنه شىء مخطط فى الخفاء، وتكثر التساؤلات عنه وعن خفاياه.. العقل والمنطق يؤكدان أننا أمام خطة محكمة من أعداء الثورة بدأت فى الظهور بعنف فى الفترة الأخيرة ودون مواربة وبوجه عار من الخجل، وإلا ما سر ظهور الكثير من الوجوه التى تعادى الثورة على الشاشات فى الفترة الأخيرة؟ وما السر فى الهجوم والردح الذى نراه كل يوم ضد الثورة على تلك الشاشات؟ ثم ما حكاية الأتوبيسات التى نقلت أبناء مبارك المسجونين لمقر المحكمة ليمارسوا كل أنواع البلطجة ضد عائلات الشهداء؟ ثم أيضا ما السر فى أن يمثل هؤلاء على شبكة التواصل الاجتماعى شخصا غريبا، يرسل كل يوم بلاغات للنيابة العسكرية فى عدد من النشطاء على ال«فيسبوك»، لتتلقف النيابة العسكرية هذه البلاغات بحماس، لنجد هؤلاء النشطاء أمام المحاكم العسكرية نتيجة آرائهم السياسية حتى لو كانت هذه الآراء قد تعدت الخطوط الحمراء أو الصفراء؟ نحن اليوم نشاهد بلا أدنى شك خطة محكمة من أعداء الثورة، يحاولون من خلالها إرهاب شباب الثورة، وإجهاض ثورة اعترف بها العالم كله، بأنها من أرقى الثورات على مستوى العالم فى التاريخ القديم والحديث، لذلك وجب على كل محب ومؤمن بتلك الثورة أن يفضح هؤلاء أمام الرأى العام المصرى، حتى لا نجد أنفسنا فى يوم وليلة نواجه فكر أعداء الثورة قد انتشر بصورة كبيرة بين شعبنا خصوصا الشباب!! الحقيقة أننى شاهدت أخيرا برنامجا لناشط على ال«فيسبوك»، شاب فى أوائل العشرينيات من عمره كشف من خلاله زيف ما يقدمه ما يدعى عمرو مصطفى، وبما أننى لست من الجيل الجديد، ولا أعرف من هو ذلك العمرو مصطفى، سألت عليه جيله، فأكدوا لى أنه ملحن، قدم ألحانا معقولة وألحانا تافهة، ولا يملك أى تاريخ فى العمل السياسى والشبابى، إلا أنه قدم لحنا للحزب الوطنى فى نشيد ما زال يتندر عليه الشباب إلى الآن! لذلك كنت فى أشد الاستغراب وأنا أشاهد مقاطع من البرنامج، يظهر فيها هذا الملحن، وهو يهرتل هرتلة لا يصدقها أى مجنون من مجانين العباسية، مثل «إن الغاز لا تصدره مصر لإسرائيل وإنما تصدره لفلسطين، وإن شركة بيبسى كولا هى من قامت بالثورة)، وكلام من هذا القبيل الذى لا يقبله عقل طفل صغير، والحقيقة أن مقدم البرنامج قدم ما يكفى لفضح هذا العمرو وتفاهاته.. لوحظ أيضا ظهور كثير من الفنانين أعداء الثورة فى البرامج الرمضانية، لنشر أحقادهم والحقيقة أننى مندهش لماذا كثير من الفنانين انحازوا للنظام السابق ويدافعون عنه بكل بجاحة، وقد تلاحظ لى أن أكثر هؤلاء الفنانين لم يظهروا فى أعمال تليفزيونية هذا العام وخسروا الملايين.. هل من أجل هذا خرجوا علينا لينشروا أحقادهم فى حملة مفضوحه ضد الثورة، يتقدمهم الفارس المغوار، الذى لا يملك تاريخا فنيا قويا، ومن أجل ساعتين قضاهما مع الرئيس السابق خرج علينا ليقود حملة مفضوحة، ويستعمل فيها كل التهم اللا أخلاقيه، من اتهام الثوار والنيل من شرفهم.. إنه المغوار طلعت زكريا وطبعا شاركه فى الحملة الكثير من الفنانين أمثال إلهام شاهين ويسرا وغادة عبد الرازق وعفاف شعيب وهالة صدقى.. إلخ. وما زال السؤال حائرا: لماذا الفنانون يخافون ويقفون بجوار الاستبداد، ولا يقفون بجوار شعبهم الذى أعطاهم الشهرة والمال؟ وخرج علينا كاتب مسرحى كان له فى يوم من الأيام تاريخ مسرحى لينشر لنا مهاتراته ضد الثورة، ربما بسبب بعده منذ سنوات عن فنان مسرحى كبير، جعله يبحث عن الشهرة والاختلاف، ثم نصل إلى الكاتبة لميس جابر التى خرجت علينا منذ سنوات قليلة بعمل تليفزيونى، لتحاول أن تزيف التاريخ، وتثبت من خلاله أن فترة ما قبل ثورة يوليو كانت عهدا رائعا وعظيما وديمقراطيا، هذه الكاتبة زوجة فنان نحترمه، ويبدو أن خسارة زوجها مبلغ 10 ملايين جنيه قيمة أجره عن عمله الفنى الذى كان يقدمه لنا كل رمضان، قد جعلتها تخرج علينا كل يوم لتزيف لنا التاريخ الحديث، بأن ثورتنا العظيمة ليست ثورة، وأن مصر كلها بل والعالم أجمع لا يفهم فى الثورات إلا لميس جابر، ومجاهدة جهادا كبيرا تحاول إثبات أن ما حدث فى 25 يناير ما هو إلا فرقعة، وعلى العموم الأستاذة دعاء سلطان ردت عليها بما يكفى، وأصابت كبد الحقيقة، وكشفتها للقراء، وكشفت سر عصبيتها ضد أعظم ثورة فى التاريخ الحديث فى مقالها ب«التحرير»، وما سر صمت الفنان الكبير يحيى الفخرانى عن كل هذا؟! لماذا اجتمع كل هؤلاء ليخرجوا علينا عبر وسائل الإعلام وينشروا أحقادهم جميعا فى مواجهة أنبل الثورات؟ وما سر ذهاب الناشطين إلى المحاكمات العسكرية بواسطة أبناء مبارك؟ وما سر الأتوبيسات التى نقلتهم إلى المحكمة؟.. تلك كلها دلائل بأننا أمام مشوار طويل للدفاع عن أنبل الثورات فى التاريخ الحديث.