فيما يستمر توتر الأوضاع على الحدود بين مصر وإسرائيل، فى جنوبسيناء وشمالها، بعد «حادثة إيلات» فى إسرائيل، والاشتباكات التى وقعت على الجانبين، انشغلت القوات المسلحة المصرية، ومعها قوات الأمن المركزى بوزارة الداخلية، فى وضع الخطط، وتسيير الدوريات الأمنية، وإقامة أكبر قدر من الحواجز، لتأمين سيناء، التى شهدت مؤخرا عددا من العمليات ضد قوات الأمن، خصوصا فى العريش، وبدت القوات المصرية وكأنها واقعة بين هجمات الخارجين عن القانون من جهة، واستفزاز الدوريات الإسرائيلية، التى تزعم تأمين حدودها من جهة أخرى، وسط حال استنفار مصرية، ورفع درجة الاستعداد، على طول خط الحدود مع إسرائيل. آخر الأحداث التى شهدتها سيناء، وقع صباح أمس (الجمعة)، عندما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المركزى، ومجموعة مسلحة، فى منطقة «الكونتلا» بالقطاع الأوسط من سيناء، قرب الحدود بين مصر وإسرائيل. وقالت مصادر أمنية، إن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل الشرطى حسن إبراهيم حسن، 21 عاما، فيما أصيب شرطيان آخران، حالتهما خطيرة»، ولم تذكر المصادر أى تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات. وبعد حادثة أمس، يرتفع عدد الضحايا من ضباط وجنود قوات الجيش والشرطة المصرية، إلى ستة شهداء، إضافة إلى اثنين من المصابين، بعد الحادثة التى وقعت، أول من أمس (الخميس)، وتضاربت فيها الأقوال حول الظروف التى استشهد فيها ضابط من الجيش، وأربعة جنود من الجيش والشرطة، إذ قالت إحدى الروايات إنهم قتلوا وأصيبوا فى أثناء تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين مجهولين، فيما ذهبت رواية أخرى إلى أن طائرة إسرائيلية قصفتهم، خلال تعقبها المتسببين فى حادثة الأتوبيس الإسرائيلى، التى وقعت فى مدينة «إيلات»، أول من أمس. لكن مصدرا أمنيا، قال إن «دورية من قوات الأمن المركزى، فى أثناء مرورها على خط الحدود الدولى، عند العلامة 79، فوجئت بإطلاق النيران بصورة عشوائية، من الجانب الحدودى الآخر (من جانب إسرائيل)، وطالت النيران عددا من أفراد الشرطة»، وأضاف المصدر أن الحادثة أسفرت عن «استشهاد النقيب أحمد جلال محمد، وكل من المجندين أسامة جلال، وطه محمد إبراهيم، وأحمد محمد أبو عيسى، وعماد عبد الملاك». مصدر أمنى رفيع، رفض ذكر اسمه، شدد على أن القوات المسلحة المصرية «تراقب ما يحدث على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة، بكل دقة»، مضيفا أن التقارير «تؤكد هدوء الحالة الأمنية، وعدم وجود أى اشتباكات»، ولفت إلى أن قوات الجيش، التى وصلت إلى العريش والشيخ زويد، الأسبوع الماضى، أعادت انتشارها من جديد، داخل العريش، وكشف المصدر أن قيادة كبيرة فى الجيش «وصلت إلى شمال سيناء، أول من أمس، لمتابعة الوضع الميدانى على الأرض، وانتشار قوات الجيش الثانى الميدانى» فى المدينة. وعلى الأرض، استمرت المناوشات والهجمات على القوات الأمنية، إذ تعرضت ثلاثة حواجز للجيش، فى مناطق الريسة ولحفن والطويل، جنوبى مدينة العريش، مساء أول من أمس، لهجمات مسلحين يشتبه أنهم من المطلوبين، الذين تلاحقهم القوات المصرية فى سيناء، لتورطهم فى الهجوم المسلح على قسم «شرطة ثان العريش»، قبل أسبوعين، وتنفيذ هجمات على خط تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، ووقعت اشتباكات بين القوات الأمنية والمهاجمين، استمر أحدها لمدة ساعتين، لكنها لم تسفر عن وقوع جرحى. كان مسلحون قتلوا، (الخميس) الماضى، سبعة أشخاص فى جنوب إسرائيل، وأصابوا 25 آخرين، فى ثلاث هجمات بمحاذاة الحدود مع مصر، وردت إسرائيل بغارة جوية فى قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين، بينهم قادة فى جماعة «ألوية صلاح الدين»، التى حملّتها إسرائيل مسؤولية الهجمات، التى تعد أكثر الهجمات فتكا فى إسرائيل، منذ عام 2008، وعلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى خطاب تليفزيونى قصير، قائلا «إذا ظن أحد أن دولة إسرائيل سترضى بذلك، فهو مخطئ».