1500 عامل ينتظرون «المجهول».. وأحدهم: «لسنا إخوانًا» «حصر أموال الإخوان» تصدر قرارًا بالتحفظ على محلات «سعودي» مئات الجنود يقفون في وضع الاستعداد.. ومصير مجهول في انتظار 1500 عامل وقف البيع والشراء حتى الانتهاء من حصر المبيعات أحد العاملين: لا ننتمي ل«الإخوان».. ونعمل لإعالة أسرنا كتب: صلاح لبن وسارة محسن اتخذت لجنة «حصر وإدارة أموال الإخوان» قرارًا بالتحفظ على مجموعة محلات زاد المملوكة لخيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، ومجموعة محلات عبد الرحمن سعودى، رجل الأعمال المنتمي ل«الإخوان»، ما دفع «التحرير» للتوجه إلى المناطق المحيطة بمحلات «سعودي» لرصد الموقف بها، ولوحظ وجود عدد من سيارات الشرطة وحالة من الاستنفار الأمني أمام فرع الحجاز، كما انتشر ضباط وأفرد الداخلية داخل وخارج محلات سعودي، وقام بعضهم بالجلوس أمام أبواب السوق التجاري. ولرسم صورة كاملة للمشهد، قررنا التسوق، لكننا فوجئنا بوجود عدد كبير من ضباط الشرطة بالداخل يجلسون على كراسي بلاستيكية ويبدو عليهم الانشغال بالحديث مع الموظفين، وعندما حاولنا متابعة إجراءات الداخلية، وجه عدد من الضباط أسئلة الينا منها «ماذا تفعلون؟» وقام أحدهم بتوضيح المسألة حيث أخبرنا أنه غير مسموح بالشراء في هذا اليوم داخل محلات سعودي، واكتفى بالقول «نحن نقوم بعملية جرد». ورغم الإعلان عن تسليم محلات سعودي إلى الشركات القابضة التابعة للدولة لإدارتها دون أن يضار العاملون بها مع استمرار حصولهم على مستحقاتهم، أظهر بعض العاملين القلق والخوف ورفضوا الرد على أي استفسار، فيما ظهر على عدد من الضباط الرغبة في ترك المكان، حيث تحدثوا فيما بينهم عن الأسباب وراء تأخير إشارة الحركة. وأثناء مغادرتنا للمنطقة، فوجئنا بأحد العاملين -رفض التعريف بنفسه خوفا من تعرضه لأذى- يقول لنا: «لا ننتمي لجماعة الإخوان وكل ما يشغلنا هو تحصيل المال من أجل رعاية أسرنا»، مشيرًا إلى أنه يخشى من توقف العمل. فيما شهد شارع المساحة بالدقي حالة من الاستنفار الأمني خاصة على بعد أمتار قليلة من الميدان ذاته، حيث تقع احدى فروع سلسلة محلات سعودي التي أُصدر قراراً أمس بمصادرتها؛ بعد ورود أنباء بتبعيتها إلى أفراد منتمين إلى جماعة الإخوان. عربات أمن مركزي عديدة محملة بمئات الجنود تحيط بفرع سعودى والشوارع المؤدية إليه، وأفراد شرطة ملثمون منتشرون في كل صوب ومكان، بداية من مدخل المساحة من جهة شارع الدقي الرئيسي، وحتى بداية الميدان، ما أربك وأصاب المارة بحالة من الذعر وعدم الإلمام بطبيعة المهمة التي أتت بهم إلى المنطقة. لم يتوقف المشهد عند حد الاحتشاد الأمني فقط، بل لاحظنا أيضا تواجدا كثيفا من الأهالي وسط ما يقرب من 1500 عامل بفرع الدقي فقط، في محاولة منهم لمعرفة الأسباب وراء إغلاق شركة سعودي. وزاد إقبال عملاء فرع سعودي بشارع المساحة بغرض شراء المستلزمات، لكن لم يسمح لهم، كما لاحظنا إغلاق بوابات الفرع الإلكترونية، فيما قالت المديرة المسؤولة عن العاملات بالفرع «فوجئنا ودون سابق إنذار باقتحام قوات أمن ملثمين للفرع، ما ادى إلى فقدان الوعي لعدد من العاملات ». العمال المحتشدون أمام الفرع قالوا في كلمات مقتضبة إنهم «لن يبرحوا أماكنهم، نظرًا لعدم وجود مصدر آخر للدخل»، لافتين إلى أنهم يشعرون بنية فصلهم من العمل. يذكر أن عبد الرحمن سعودى أحد أبرز القيادات الاقتصادية لجماعة الإخوان، والذي لا يقل فى أهميته عن الشاطر ومالك، بل أنه يتميز عن الباقين بأنه سلك طريق التوسع فى تأسيس شركات عقارية وعمرانية وطبية، بعكس باقى القيادات التى ركزت على التوسع فى نشاط التجارة فقط. وحقق عبد الرحمن سعودى قفزة كبيرة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تم تصعيده فى عدد من المؤسسات الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، حيث شغل منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد فى عهد طارق وفيق، وزير الإسكان فى حكومة الإخوان، إلا أنه ترك هذا المنصب بعد ثورة 30 يونيو، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة نادى السادس من أكتوبر، إلا أنه لوحظ اختفاؤه فى الفترة الأخيرة. وُلد عبر الرحمن سعودى لعائلة تعمل بالتجارة، فكان والده الحاج محمد سعودى من أكبر تجار المواد الغذائية فى مصر، ويمتلك سلسلة محلات سعودى منذ عام 1938، إلا أنه قرر خوض تجربة العمل فى قطاعات غير التجارة، بعد أن عمل مديراً بشركة مصر المنوفية للغزل والنسيج، وهى شركة مساهمة مصرية كانت أسرة سعودى تمتلك النصيب الأكبر من أسهمها. وقررت لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان، برئاسة المستشار عزت خميس، التحفظ على مجموعة محلات زاد المملوكة لخيرت الشاطر، ومجموعة محلات عبد الرحمن سعودى، بعد ثبوت تورطهم فى دعم الجماعة الإرهابية. وتمتلك شركة التنمية العمرانية المملوكة لعبد الرحمن سعودى سجلا حافلا بالمشروعات التى أنشأها فى مصر، أبرزها وزارة الاستثمار والتجارة المصرية مبنى صالة 3 بأرض المعارض، وفنادق ومنتجعات تابعة لوزارة السياحة تقدر بنحو 20 مشروعا فى شرم الشيخ، ومبنى سفارة قطر بالقاهرة، والمرحلة الأولى من السفارة الكويتية بالقاهرة، إلى جانب بعض الأندية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، نادى هليوبوليس بالشروق ونادى الصيد المطل على مدينة 6 أكتوبر وحديقة الطفل بنادى الصيد بالدقى.