إسقاط مقاتلة وطائرة عسكرية أوكرانيتين في لوجانسك وروسيا تنذر كييف

موسكو تصف تصريحات بوروشينكو بالمتناقضة.. وتطالب أوكرانيا بعدم خرق الحدود
رسالة موسكو
أكد مصدر في قوات لجان الدفاع الشعبي بمقاطعة دونيتسك في شرق أوكرانيا أن عناصر هذه القوات أسقطوا مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-25". وأكد المصدر أن طائرة سوخوي سقطت قرب مدينة جورلوفكا وأن أحد طياريها استطاع أن يقفز منها ووقع في أيدي عناصر لجان الدفاع الشعبي الذين بدؤوا استجوابه. وأوضح المصدر أن مقاتلتين من طراز "سو-24" تابعتين للجيش الأوكراني قصفتا أمس السبت مقر وزارة الداخلية في جورلوفكا بقنابل عنقودية، وأن عناصر هذه القوات تمكنت من إسقاط إحدى الطائرتين.
من جانبها أكّدت النيابة العامة الأوكرانية مصرع 49 عسكريا على متن طائرة النقل العسكري إيل-76 التي أسقطت في مطار لوجانسك. وأعلنت بيان لها أن طائرة النقل العسكري إيل-76 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية أثناء هبوطها في مطار لوجانسك الساعة الواحدة و10 دقائق أمس السبت أصيبت بقذيفة من منظومة مضادة للطيران. وإضافة إلى الطاقم المكوّن من 9 أفراد كان على متن الطائرة 40 عسكريا قتلوا جميعا.
هذا وبدأت القوات الأوكرانية منذ الصباح الباكر يوم السبت قصف أطراف مدينة لوجانسك بالمدفعية، وسقط قتيل واحد على الأقل في صفوف قوات لجان الدفاع الشعبي. وتتعرض مدينة لوجانسك لقصف مستمر منذ عدة أيام.
من جانبه أفاد المكتب الصحفي لحرس الحدود الأوكراني أن 3 جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 4 آخرون نتيجة إطلاق النار على قافلة سيارات تابعة لحرس الحدود في مدينة ماريوبل بمقاطعة دونيتسك. وكان متحدث باسم هيئة أركان "جمهورية دونيتسك الشعبية" قد ذكر أن لجان الدفاع الشعبي في ماريوبل أطلقوا النار على شاحنة تقلّ عناصر حرس الحدود، مضيفة أن اثنين منهم قتلا وأصيب آخرون. يذكر أن القوات الأوكرانية تجري عملية عسكرية خاصة في ماريوبل منذ صباح يوم الجمعة الماضي. ونجحت كتيبة "آزوف" في السيطرة على ثكنات لقوات "جمهورية دونيتسك الشعبية" وبدأت عملية تطهير في المدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 3 أفراد من لجان الدفاع الشعبي واحتجاز 31 آخرين.
من جانبه وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقادات لاذعة لسلطات كييف بسبب اعتبارها سكان جنوب شرق أوكرانيا "إرهابيين لا يمكن الحوار معهم". وأشار إلى وجود تناقضات واضحة في تصريحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي يؤكد ضرورة الحوار مع جنوب شرق البلاد وفي الوقت ذاته يدعو إلى "القضاء على الانفصاليين والإرهابيين". وتساءل لافروف: "كيف يمكن وصف الأشخاص الذين يدافعون عن منازلهم وبلداتهم من المسلحين التابعين للجيش والحرس الوطني بالإرهابيين؟" وأشار الوزير الروسي إلى أن جزءا كبيرا من الحرس الوطني الأوكراني "يتكوّن من عناصر "القطاع الأيمن" المتطرف والنازيين الجدد.
واتهم لافروف دول الغرب بمحاولة تشويه مضمون النزاع في أوكرانيا وتصويره كأنه نزاع بين أوكرانيا وروسيا، وقال: "إنهم يغضون النظر عن ارتباط محور القضية بعجز سلطات كييف عن بدء الحوار مع سكان جنوب شرق أوكرانيا الذين رفضوا الانقلاب واحتجوا على محاولات إقرار القوانين الموجهة ضد استخدام اللغة الروسية والتي تنتهك حقوق الروس والناطقين باللغة الروسية". وشدد لافروف على ضرورة إطلاق الحوار الأوكراني الداخلي اعتمادا على بيان جنيف الصادر في 17 أبريل الماضي و"خريطة الطريق" التي قدمها ديديه بورجهالتر رئيس سويسرا التي تترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حاليا. وقال لافروف: "البند الأول من هذه الخطة ينص على ضرورة وقف جميع أشكال العنف. ولا شك أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف استخدام الجيش ضد المدنيين وإطلاق الحوار بين جميع أقاليم أوكرانيا بهدف إحراز التوافق لإعادة تنظيم البلاد على أساس اللامركزية كي يتمكّن سكان كل الأقاليم من انتخاب المحافظين واستخدام اللغة التي يريدون والتصرف بجزء من الضرائب المحصّلة في محافظاتهم".
هذا وأعربت موسكو أمس السبت عن قلقها الجدي إزاء تدهور الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية في الآونة الأخيرة نتيجة تصرفات الجانب الأوكراني الاستفزازية. وقالت في بيان رسمي إن طائرة أوكرانية من طراز "سوخوي - 27" اخترقت الأجواء الروسية على بالقرب من الحدود، وفي 12 يونيو تم رصد مروحية من طراز "ميك - 8" تحمل رموزا أوكرانية وقد خرقت الأجواء الروسية في المنطقة نفسها على بعد 3 كلم من الحدود. كما لفت البيان إلى انتهاك الحدود من قبل ناقلة جنود مدرعة أوكرانية توغلت على بعد 150 مترا داخل الأراضي الروسية في 13 يونيو، تبعتها محاولة مماثلة من قبل آلية أوكرانية أخرى، بالإضافة إلى إصابة منزل بإطلاق نار من الجانب الأوكراني في اليوم نفسه وحوادث عديدة أبرزها قيام مدرعات أوكرانية بمناورات قرب الخط الحدودي.
وأفاد البيان بأن حرس الحدود الروسي وجه إلى نظيره الأوكراني مذكرات بهذا الشأن، تعرب عن القلق على أمن سكان المناطق الحدودية من كلا البلدين وتطالب كييف باتخاذ خطوات عاجلة لإعادة بسط الاستقرار على الحدود وسحب الآليات المدرعة إلى عمق الأراضي الأوكرانية. هذا وحذر البيان من أنه في حال تكرار انتهاكات الحدود الدولية بين البلدين من قبل الجانب الأوكراني فستتخذ روسيا كل الإجراءات اللازمة لمنعها.