مصر تؤجر 254 منجما بنصف مليون جنيه سنويا القانون رقم 86 يهدر مليارات الجنيهات على الدولة.. ويؤجر المناجم بأسعار سنة 1956 فى دولة تعانى عجزا شديدا فى الموازنة العامة، وتعتمد بشكل كبير على المنح والمساعدات والقروض لتلبية احتياجاتها، رغم امتلاكها ثروات طبيعية ومعدنية تجعلها تستغنى عن الجميع، فإن فساد الذمم والإهمال الجسيم سهلا عملية النهب الكبيرة التى تتعرض لها الثروات المعدنية، لكن النهب هذه المرة بالقانون.. نعم، بالقانون الذى يفترض أن يحمى الثروات ويوقف عمليات النهب، لا أن يسهم فى إهدار مليارات الدولة لصالح قلة من المنتفعين. القانون 86 لسنة 1956 هو القانون الذى تسبب فى ضياع أموال مصر لصالح بعض المستأجرين والمستغلين للمناجم، دون أن يفكر مسؤول واحد فى الحكومة، وكذلك مسؤولو الحكومات السابقة، فى السعى لتغييره إلا فى الفترة الأخيرة، رغم مطالبات هيئة الثروة المعدنية العديدة بضرورة تعديله، والآن يُعرض القانون على مجلس الوزراء فى محاولة للتغلب على بنوده المجحفة، نظرا لأن مصر تمتلك 254 منجما لا تزيد قيمتها الإيجارية على نصف مليون جنيه فقط لا غير، فى الوقت الذى يجنى فيه المستأجرون من وراء هذه المناجم نحو 6 مليارات جنيه سنويا حسب تقدير الخبراء. القانون 86 هو القانون المنظم لعمليات استغلال وتأجير المناجم، وقد تم وضعه بشكل دقيق جدا، لتنظيم العلاقة بين الدولة والمستأجرين، وضمان حقوق الطرفين، إلا أن استمرار تطبيق القانون حتى الوقت الحالى فى ما يتعلق بالحقوق المالية للدولة يعد ظلما فادحا، حيث يتم حساب القيمة الإيجارية للمناجم طبقا لأسعار عام 1956، وهو عام صدور القانون، بل وعند تقديم طلب استئجار منجم، يقوم صاحب الطلب بدفع رسوم الطلب بتكلفة لا تزيد على جنيهين، وتتم دراسة الطلب فى المساحة الجيولوجية وتحديد مساحة المنجم، التى تبلغ نحو 16 كيلومترا مربعا للمنجم الواحد، وبعد ذلك يتم تحديد القيمة الإيجارية السنوية للمنجم على أساس المساحة، وتُحتسب القيمة الإيجارية للكيلو متر المربع بسعر 500 جنيه، بمعدل 5 جنيهات للهكتار، أى 10 كيلومترات. القيمة الإيجارية المحددة تشمل كل المناجم على اختلاف إنتاجها، وهو ما يعد تقييما ظالما بالمقارنة بتراخيص المحاجر التابعة للمحليات، مثل محاجر الرمل والزلط والرخام، والحجر الجيرى والجبس الخاص بمصانع الأسمنت، وبالمقارنة بالقيمة الكبيرة للخامات التى يتم استخراجها من هذه المناجم، حيث نجد أن إيجار الكيلومتر المربع من المحليات يبلغ نحو مليون جنيه سنويا، ووصل الأمر إلى أن تكلفة إيجار 10000 متر لمحجر رخام تبلغ مليون جنيه، وبالمقارنة أيضا بسعر الرمل الكولينى، الذى تبلغ تكلفته 140 ألف جنيه، فى الوقت الذى تحتسب فيه القيمة الإيجارية للرمل الأبيض على أساس سعر الهكتار، وهو 5 جنيهات فقط! ومن أهم الخامات التى تنتجها هذه المناجم خام أكسيد الحديد، الذى يدخل فى صناعات ألوان البويات والأصباغ والطلاء والصناعات الكيماوية والأسمنت، وخام أكسيد الرصاص، الذى يدخل فى صناعة ألواح بطاريات التخزين الكهربائية السائلة منها والجافة، وتبطين المواسير والخزانات والأجهزة التى تعمل بالأشعة السينية، وصناعة الدروع الواقية من الإشعاعات الذرية، وصناعة الدهانات واللاكيه والدوكو، والأصباغ والأحبار والتشحيم، وصناعة الكريستال والمطاط، وعمليات الجلفنة والقصدرة واللحام والسبائك المعدنية، وخام البايت المستخدم بعد طحنه فى الصناعات الحرارية، وخام المنيت وهو خام رئيسى ومصدر أساسى لمعدن التيتانيوم وصناعة الورق والبلاستيك، وهياكل الطائرات، وصناعة سبائك الصلب، وتبطين وتغليف أنابيب نقل البترول والغاز الطبيعى، وأسياخ اللحام وتبطين الأفران الحرارية ومكونات الصبة الأسمنتية، وخام البنتونيت الذى يدخل فى صناعة الحراريات، وتحضير سوائل حفر الآبار للبحث عن البترول والمياه الجوفية وصناعة السيراميك، وخام الباريت، الذى يدخل فى صناعة الخزف والصينى والحراريات، وتحضير مركبات الباريوم، والبويات والمنسوجات والورق، والصناعات الكيماوية وبعض العقاقير الطبية، وخام التلك الذى يدخل فى صناعة بودرة التلك ومساحيق التجميل، والعوازل الكهربائية ودباغة الجلود وأحبار الطباعة والصابون، وبعض العقاقير الطبية، وخاما التنتالم والنيوبيوم ويدخلان فى صناعة المحركات النفاثة للطائرات، وهياكل الصواريخ العابرة للقارات، ومكوكات الفضاء، والسيارات فائقة السرعة، وصناعة أجهزة الاتصالات المستخدمة فى السفن البحرية والغواصات والطائرات، وصناعة وإنتاج الدروع المضادة للقذائف والمكثفات الكهربائية فائقة التوصيل، والميكروسكوبات، وكاميرات التصوير وشاشات التليفزيون وأجهزة الرؤية، وخام الحديد، الذى يدخل فى صناعات الصلب وقضبان وعجلات وعربات السكك الحديدية، وصناعة هياكل السيارات والسفن والبواخر والبطاريات، وأساسات وهياكل العمارات والمبانى والمنشآت الكبيرة، وصناعة الآلات وماكينات خطوط الإنتاج، والمعدات الحربية والأدوات المعدنية، وخام الفلسبار، الذى يدخل فى صناعة السيراميك والخزف بأنواعه، والزجاج الملون والعادى، ومواد الكشط، وخام الفوسفات الذى يدخل فى صناعة الأسمدة الزراعية، والفسفور الحرارى وحامض الفوسفوريك، وصناعة المنظفات الكيماوية والمبيدات الحشرية، وخام الفلورسبار المُستخدم كمادة صاهرة فى صناعة الحديد والصلب، وصهر خامات بعض المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس والرصاص، وصناعة الزجاج المصنفر والعدسات، والمنشورات التى تستخدم فى الأجهزة البصرية، وخام القصدير المُستخدم فى صناعة الصفائح الفولاذية المقصدرة، وإنتاج سبائك اللحام وتغليف الأسطح المعدنية المضادة للرطوبة، وخام الكوارتز المُستخدم فى صناعة الأنواع عالية الجودة من الزجاج، وصناعة البصريات والأجهزة الدقيقة للكمبيوتر، والترانزستور والخلايا الشمسية والراديو، وأجهزة الإرسال والرادار، وخام الماجنزيت، الذى يستخدم فى صناعة الحراريات وتغطية المحولات الكهربائية، ومسابك النحاس، وصناعة الحرير المستخرج من السليولوز، والدوائر الكهربائية، وخام المنجنيز المُستخدم فى صناعة الصلب، والسبائك الحديدية وغير الحديدية، والدوائر الإلكترونية والأدوات المعدنية، والكثير من سبائك الألمنيوم، والأحواض المعدنية، ومضادات الحموضة، وخام الكروميت، وهو مصدر الرئيسى لعنصر الكروم، والصلب المقاوم للتآكل والصدأ، وخام الكاولين المُستخدم فى صناعة الورق والبلاستيك والسيراميك والمطاط، وخام الميكا، الذى يستخدم فى صناعة الورق والمطاط، وكمزلق جاف عازل للحرارة والكهرباء.